د. ناجح إبراهيم لـ"فيتو": ناشدت المعزول ترك الحكم لمنع إراقة الدماء فرفض
- عنف الجماعة الإرهابية يعطى مبررًا لعودة الدولة البوليسية دفاعًا عن النفس
- نقبل العصف ببعض الديمقراطية لإعادة هيبة الدولة
- مصر تحتاج الآن لرجال دولة ورجال الثورة يسعون لهدمها لا بنائها
- حظوظ مرشحى التيار الإسلامي والقوى الثورية والمدنية والتكنوقراط شبه منعدمة
- مصر تحتاج فترة انتقالية لترميم ضعف وترهل الدولة منذ 25 يناير
- الإخوان يقومون بمراجعات بعد اليأس من عودة مرسي للحكم
- إلغاء الأحزاب الدينية سيزيد التطرف والإقصاء وسيؤدى لعودة التكفير والعمل السرى
- أرفض أي منصب حكومى أو حزبى أو سياسي أو تنظيمى.. وقررت أن تكون حياتى دعوة لله
- رفضت الانضمام لجمعيات حقوق الإنسان لأنها لن تستطيع العمل بحرية في مصر
- الجماعة لن تعود للحياة السياسية إلا إذا أزالت شعار "الشرعية أو الدماء"
- تيار الإسلام السياسي يمر بمحنة قاسية صنعتها الجماعة الإرهابية
- تصريحات تحالف دعم الشرعية محاولة للخروج من الورطة وحفظ ماء الوجه
- تيار الإسلام السياسي يحصل على نسبة 15% من مقاعد البرلمان القادم
الحوار مع الدكتور ناجح إبراهيم القيادى التاريخى للجماعة الإسلامية يكتسب أهمية كبرى في ظل إصرار جماعة الإخوان على ممارسة العنف والتفجيرات التي يترتب عليها سقوط ضحايا.
ويرى أن جماعة الإخوان الإرهابية أدخلت تيار الإسلام السياسي في محنة تحتاج بين 5 و10 سنوات للخروج منها نتيجة العنف الذي تمارسه والذي لن يستمر أكثر من 6 أشهر وسينتهى.
وقال ناجح إبراهيم إن أخطاء الإخوان والموالين لهم خدمت المشير السيسى وجعلت الشعب يلتف حوله، وبالتالى فإن فرص أي مرشح للتيار الإسلامي في انتخابات الرئاسة شبه منعدمة بعد أن فقد المواطن في كل التيارات الإسلامية بسبب الإخوان، وإلى نص الحوار:
**في البداية كيف ترى مستقبل تيار الإسلام السياسي في المرحلة القادمة في ظل ما يفعله الإخوان ؟
* أعتقد أن مستقبل تيار الإسلام السياسي يمر بمحنة شديدة خلال السنوات القادمة نتيجة ما فعلته جماعة الإخوان وهذه المحنة مستمرة بين 5 و10 سنوات وستكون لهم فرصة جديدة لتصحيح أخطائهم في حق المجتمع والقيام بمراجعات.
* أعتقد أن مستقبل تيار الإسلام السياسي يمر بمحنة شديدة خلال السنوات القادمة نتيجة ما فعلته جماعة الإخوان وهذه المحنة مستمرة بين 5 و10 سنوات وستكون لهم فرصة جديدة لتصحيح أخطائهم في حق المجتمع والقيام بمراجعات.
**هناك العديد من المآخذ على خطاب تيار الإسلام السياسي خلال حكم الإخوان.. فما رأيك ؟
* هذا صحيح، فنمط الخطاب الدينى كان أحد أهم المساوئ بعد ثورة 25 يناير والذي بثته الحركات التي تنتمى لتيار الإسلام السياسي، حيث كانوا يخلطون بين البشرى والمقدس مثل قول جماعة الإخوان "جبريل نزل في رابعة" "ومن لا يؤمن بأن مرسي سيعود عليه مراجعة إسلامه"، وهنا أتساءل: ما علاقة ذلك بالإسلام ؟ فهذا خلط معيب وغير معقول.. والقول إن مرسي سيعود في ليلة القدر استخفاف بعقول الناس، أضف إلى ذلك أن خطاب التيارات الإسلامية في هذه المرحلة كان أشبه بالحرب مثل لدينا 100 ألف مقاتل وسنسحقهم وسندمرهم ونفجر، كل هذا أضر بتيار الإسلام السياسي وجعل الخصوم يصفونهم بأنهم دعاة حرب وتدمير.. بالإضافة إلى ظهور الخطاب التكفيرى الذي يصنع الأعداء مع كل مؤسسات الدولة من شرطة وجيش وقضاء وإعلام وثوار (سنحاصر بيوت القضاة -بيوت رجال الشرطة وأولادهم ونسائهم ليسوا بعيدًا عن أيدينا )، وبالتالى لابد من مراجعة الخطاب الإسلامي بعد الثورة الذي كان يخاطب العواطف وليس العقل والفكر كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بتقليل العداوات وكسب الأصدقاء ولكن الإخوان فعلوا العكس.
**كم من الوقت في نظرك يحتاج الإخوان للعودة للحياة السياسية من جديد ؟
* الإخوان المسلمون لن يعودوا للحياة السياسية مرة أخرى إلا إذا أزالوا شعار "الشرعية أو الدماء" الذي دمر الإخوان والحركة الإسلامية بعد أن سالت دماء عشرات الآلاف من المواطنين، بالإضافة إلى ضرورة ظهور قائد يملك تجاهلًا للذات مثل خالد بن الوليد، يعلم كيف يهاجم وكيف يتراجع أو قائد مثل الحسن بن على الذي تنازل عن السلطة لحقن دماء المسلمين؛ لأن المناصب لا قيمة لها والمشروع الإسلامي هدفه الهداية وليس السلطة والحكم مجرد وسيلة لهداية الناس وإذا اصطدمت الوسيلة بالغاية نفضل الغاية ولكن للأسف الإخوان أضاعوا الأصل والفرع من أجل السلطة وقد ناشدت مرسي يوم 30 /6 المحاذاة حذو الحسن بن على وترك الحكم لمنع إراقة الدماء ولكنه لم يفعل ورفض.
**وكيف ترى حظوظ مرشحى التيار الإسلام السياسي في حالة تقديم مرشح للرئاسة ؟
* ثورة 25 يناير جاءت بمفهوم هدم رجل الدولة وإن مصر تحتاج لرجل ثورة وجربت رجل الثورة فوجدت أنه يسعى لهدم الدولة وإعادة بنائها حسب كيفه والشعب لم يشعر بأى تحسن لأحواله.. وجاء الإسلاميون ومرسي ولم يحقق أي شيء من تحسن للاقتصاد والأمن وتآكلت مؤسسات الدولة، وبالتالى عاد للمواطن مفهوم رجل الدولة الذي يمكن أن يبادلهم الفكر ويحقق الأمان والعدل الاجتماعى حتى وإن عصف ببعض الديمقراطية لإعادة قوة الدولة ويكون الرئيس الأب وكبير العائلة والذي له هيبة بعد أن فشلت ثورة 25 يناير في تحويل الشعارات إلى واقع ملموس، كل هذا جعل السيسي الأقرب للرئاسة وحظوظ مرشحى التيار الإسلامي أو قوى الثورة والقوى المدنية والتكنوقراط شبه منعدمة لقناعة الشعب بأنهم ضعاف وليسوا رجال المرحلة.
**المؤسسة العسكرية هي الوحيدة المتماسكة.. فهل توافق على قيامها بإدارة المرحلة الحالية ؟
* أنا لست حكمًا حتى أرفض هذا أو ذاك، ولكن مصر تحتاج فترة انتقالية لترميم الضعف الذي خلفه الإخوان والترهل الذي أصاب الدولة ويعيد الحزم لمحاربة الفساد والبيروقراطية، وهذا يحتاج رجلًا قويًا وعادلًا وأمينًا وحازمًا ويخشاه الناس ولا يظلمهم في نفس الوقت وليس له شلة ويستطيع عمل مصالحة ومعالجة أخطاء الماضى التي تركها الإخوان من عداء مع الكنيسة والأزهر والقضاء، هذه الأخطاء الإخوانية جعلت الناس تنظر للسيسي باعتباره الملاذ والمتوقع فوزه برئاسة الجمهورية في حالة ترشحه.
**العنف الذي تمارسه جماعة الإخوان جعل البعض يتخوف من عودة الدولة البوليسية.. ما رأيك ؟
* هذا الكلام صحيح، وكل المرات السابقة التي ظهرت فيها الدولة البوليسية كان هذا نتيجة لحمل الجماعات الإسلامية السلاح، فكان يزداد القبض والتعذيب ثم تصبح عادة فكلما استخدم العنف كان هذا مبررًا للدولة البوليسية، والعنف يصبح واقعًا ومعه التعذيب والدولة لها مبررها وهو الدفاع عن النفس ووصل الأمر للسياسيين وليس الإسلاميين فقط، لكن على الدولة ألا تنساق وراء مرتكبى العنف وتتعامل معهم بالقانون لأن المجموعات المسلحة لا تلتزم بشيء.
**هل تعتقد أن الشعب في حالة استمرار مشاكله سيتعامل مع السيسي مثلما تعامل مع مرسي ؟
* إذا لم يتحقق للشعب العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد والقضاء على توريث الوظائف وتتحقق طفرة في مستواه المعيشى من الممكن أن يثور ضد السيسي، والسيسي يختلف عن مرسي الذي اصطدم بمؤسسات الدولة وسوف يستفيد من أخطاء مرسي وستتعاون معه كل مؤسسات الدولة للنجاح لأنه اختيار الشعب، وعليه أن يحذر من الملف الاقتصادى والمصالحة الوطنية وهو أخطر الملفات التي ستقابله مع عدم إقصاء التيارات الإسلامية خاصة الذين لم يستخدموا العنف.
**كانت لك الريادة في التسعينيات بالمراجعات.. هل تعتقد أن الإخوان سيقوموا بمراجعات في السجون ؟
* أعتقد أن الإخوان سيقوموا بمراجعات بعد اليأس من عودة مرسي للحكم مرة أخرى، وكان يجب عليهم القيام بذلك قبل سقوط دماء؛ لأن هذا سيترتب عليه مشاكل كبرى من أهالي الضحايا أما وقد حدث فلابد من المراجعة والتصالح حتى لا تحدث حرب باردة تأكل الأجيال القادمة ومستقبل مصر والمراجعة تحتاج إلى رجل شجاع أكبر من شجاعة الحرب، وأعتقد السيسي يملك ذلك؛ لأن ما يحدث من الجماعة هو صراع على السلطة وليس على الدين والحسن بن على قال "كرهت أن أقتلكم على الملك" والذين أخرجوا شرعية الدماء أضروا مصر بشكل بالغ ومنعوا الدعوة الإسلامية".
**تيار الإسلام السياسي حصل على 45% من مقاعد البرلمان السابق.. فماذا تتوقع لهم في البرلمان القادم ؟
* أتوقع حصول تيار الإسلام السياسي على نسبة تتراوح بين 15 و20% من مقاعد البرلمان القادم ليس لقوتهم وإنما لضعف منافسيهم، خاصة أن الحياة الحزبية هشة وضعيفة ومنتكسة وانتهازية وبراجماتية شخصية، وسيكون لحزب النور نسبة والإخوان سيحاولون هزيمة النور وهدمه ليقولوا لا أحد يأخذ مكاننا وأن الحكومة لا تريد الإسلاميين جميعا ويلجأون في ذلك لحملات التشويه لحزب النور والدعوة السلفية بالشتائم والشائعات التي وصلت للأعراض.
**وماذا ترى في تصريحات وتحريض التحالف الوطنى لدعم الشرعية المساند لمرسي وإصراره على العنف ؟
* أظن أن التحالف الوطنى لدعم الشرعية يدرك أن مرسي لن يعود للحكم مرة أخرى، ولكنهم يحاولون البحث عن مخرج من الورطة التي وجدوا أنفسهم فيها وبالتالى هم يريدون حفظ ماء الوجه بهذه التصريحات دون أن يخسروا الشباب الذي صار خلفهم، وعلى الدولة مد اليد لهم للخروج من هذه الورطة.
**خلال حكم الإخوان ظهرت 8 أحزاب ذات مرجعية دينية.. فهل يمكن أن نرى أحزابا أخرى بعد 30 يونيو 2013؟
* الأحزاب التي لها مرجعية دينية لا تصطدم بالدستور، وقد سمعنا عن أحزاب ذات خلفية اشتراكية وليبرالية، وبالتالى الخلفية الإسلامية ليست مشكلة طالما ستلتزم بضوابط القانون وإلغاء هذه الأحزاب سيزيد من التطرف والإقصاء والشعور بأن الدولة تعادى الإسلام وهذا من شأنه أن يؤدى لعودة التكفير والعمل السرى، وعلينا الاقتداء بما فعله ملك المغرب.
**ما حقيقة قولك إن عاصم عبدالماجد وصفوت عبدالغنى انحرفا عن طريق الاستتابة ؟
*لم أقل ذلك لأننى لا أتحدث عن أشخاص، فضلا عن أنه لم تكن هناك استتابة وهم زملاء سنين.
**لماذا رفضت الانضمام للمجلس القومى لحقوق الإنسان.. وهل لو عرض عليك موقع وزارى ستقبل ؟
* أرفض أي منصب حكومى أو حزبى أو سياسي أو تنظيمى؛ لأننى مؤمن بأن الداعية يختلف عن السياسي فكل منهم يريد هدفًا، والداعية لا يريد أصوات ناخبين ولكن يريد أن يرتبط بربه.. ومن هنا أحببت أن تكون حياتى دعوة لله والمناصب تضر الداعية وتجعله عرضة للقيل والقال، وأنا مؤمن بأن جمعيات حقوق الإنسان لن تستطيع العمل بحرية في الشرق الأوسط وخاصة مصر، فضلًا عن أن الداعية أسمى من كل المناصب ولا يستطيع أحد أن يعزله.
