رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس القادم.. والبرنامج!


الانتخابات الرئاسية هي الخطوة الثانية في خارطة المستقبل.. هكذا أعلن الرئيس عدلي منصور في خطابه للأمة الأحد الماضي ومنذ الإعلان دارت عجلة التكهنات – رغم أن تعديل الخارطة يعني قبول السيسي الترشح لخوض سباق الرئاسة بمطلب شعبي وإرادة شعبية غير مسبوقة – وأصبح كل الحديث عن من ينزل الانتخابات الرئاسية ومن قرر الانتظار حتى يحسم السيسي موقفه النهائي ويعلن بوضوح تقدمه لخوض السباق..


البعض ذهب إلى أن معظم من لهم خلفية عسكرية سوف يمتنعون عن خوض السباق أمام السيسي مثل الفريق أحمد شفيق رغم أن له رصيدا كبيرا من الأصوات في الانتخابات الرئاسية السابقة، واللواء مراد موافي رئيس المخابرات العامة الأسبق ويبقي الفريق سامي عنان من المؤسسة العسكرية الذي أعلن المتحدث باسم حملته الانتخابية أنه سيخوض السباق وإن لم يعلن هو حتى الآن بشكل رسمي.

والبعض الثاني ذهب إلى أن بعض المرشحين من التيار المدني لن يقدموا على هذه الخطوة نظرا للشعبية الكبيرة التي يحوزها المشير عبد الفتاح السيسي - بعد ترقيته مؤخرا - مثل السيد عمرو موسي الذي يدعو بشكل علني السيسي إلى الترشح لمنصب الرئيس، بينما يري حمدين صباحي أنه سيرشح نفسه إذا حاز على توافق القوى السياسية وتحالف 30 يونيو والتيار الشعبي وهو لم يحدث بعد في الوقت الذي يشهد فيه التيار الشعبي حالة انقسام حول ترشحه من عدمه في حين قال حمدين إنه لن يترشح في حال جاء برنامج السيسي مستهدفا كل أهداف ثورتي يناير و30 يونيو !!

ويري فريق ثالث أن هناك من التيار الإسلامي من ينوي الترشح مثل محمد سليم العوا الذي حاز على مائتي ألف صوت تقريبا في الانتخابات السابقة وهذه الأصوات بالكاد تؤهله للفوز بمنصب رئيس مدينة صغيرة في إحدى المحافظات ولا أدري كيف لمثله الجرأة على إعادة المحاولة مرة أخرى، ويتردد أيضا أن يقدم على الترشح لمنصب الرئيس عبد المنعم أبو الفتوح كمحلل لعودة الإخوان مرة أخرى عن طريق آخر.. ولا أدري كيف لمثله وقد قاطع المشاركة في التصويت على الدستور واعتبره باطلا أن يترشح في ظل دستور يراه باطلا بل ودعا كل أنصاره إلى مقاطعته!!

هذه تقريبا خريطة المرشحين للرئاسة حتى الآن وربما نفاجأ بأسماء أخرى لها بعض الثقل في الحياة السياسية المصرية بالإضافة إلى محبي الشهرة وراغبي الشو الإعلامي الذين يسعون إلى حيازة لقب مرشح محتمل لرئاسة الجمهورية وهذا ليس عيبا فهو يحدث في كل دول العالم الديمقراطية وهذه الحالات غالبا لا تخلو من كوميديا اللحظة!

منذ الإعلان عن خطوة الانتخابات الرئاسية انبري البعض بجرأة - يحسدون عليها - وقرروا الرقص على الحبال بدون زانة التوازن التي يمسكها الراقص المحترف.. فجاء رقصهم مكشوفا ومفضوحا وبلدي لا يناسب وقار وقيمة المسرح الذي يرقصون عليه وأبدي الجميع من هذه العينة خوفهم الشديد على المشير السيسي من التفاف بطانة السوء حوله وطالبوه بضرورة تقديم برنامج عمل يوافقون عليه قبل التصويت له لأن ذلك في مصلحته، وأنهم يحبونه كما يحبه الشعب المصري.. لكن هذا لا يمنعهم من انتقاده لو قصر في عمله أو أساء استخدام السلطة، و.. و... الكثير من النصائح التي فيها غرض ومرض !!

إلى هؤلاء أقول: احترموا إرادة الشعب المصري ولا تركبوه كما ركب الإخوان الثورة وصمتم صمت القبور، واحترموا أنفسكم واتركوا الرجل يحمل مسئوليته القدرية راضيا بها في سبيل وطنه، ولا تكونوا مصدر إزعاج وتشويش له، ولا تدقوا الأسافين بينه وبين الشعب الذي أبدي استعداده للعمل ثقة في هذا الرجل ورغبة في احتمال الصعب من أجل مصر، وكونوا عونا له ولا تكونوا عبئا عليه حتى لا يكنسكم الشعب ويلقي بكم في سلات القمامة، أفيقوا وأدركوا اللحظة التاريخية التي لا تتكرر كثيرا عندما يكتشف الشعب قائده ويطلبه ويلتف حوله.. يرحمكم الله.. برنامج السيسي يعرفه الشعب ويعرف انحيازاته.
Elazizi10@gmail.com
الجريدة الرسمية