رئيس التحرير
عصام كامل

"السيسى" والمهمة الصعبة


في خطابه الذي ألقاه أمام الندوة التي عقدتها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة أكد الفريق أول عبدالفتاح السيسى أن تعديل الخطاب الدينى، هو المعركة الكبرى، والتحدى الأكبر أمام الشعب المصرى، مشيرًا إلى ضرورة تقديم رؤية جديدة وفهم عصرى وشامل للدين الإسلامى، بدلًا من الاعتماد على خطاب ثابت منذ 800 سنة.


في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001 سمعنا كلامًا ربما كان مشابهًا، حيث تصدى الدكتور أبوالكلام المعروف بقدرته الفائقة على تدوير الزوايا والجمع بين المستحيلات للمشهد، والمهم كان تمرير الهجمة الأمريكية ليبقى كل شيء على حاله وهو ما تحقق بالفعل، لا بل لقد ازداد التيار الوهابى شراسة حتى لقد تمكن من حكم مصر.

ما بين 11/9 واليوم وقع المزيد والمزيد من الكوارث، وها نحن نرى بأم أعيننا بحر الدم الذي انبثق في سوريا ببركة هذا الفكر الهمجى الذي زعم البعض ألا مكان له بعد تلك الأحداث، مما يقطع بأن المتحدثين عن التغيير والتجديد لم يكن لهم هدف سوى تقطيع الوقت حتى يكمل المخطط الوهابى الدموى تحقيق أهدافه بعد أن أنشب أظفاره في رقاب العرب والمسلمين.

كما أننا لا نطالب الدولة ولا النظام السياسي بالدخول كطرف مباشر في صراع فكرى إلا أننا نطالب بتأكيد ما أكده الدستور الجديد من رفض ومحاصرة دعوات الكراهية والتحريض الطائفى وهى مهمة صعبة، إلا أننا نعتقد بقدرة الفريق أول السيسى على القيام بما يلزم.

نعتقد أنه على الجمهورية الثانية في مصر بعد تحررها من تحالفها التاريخى مع جماعة الإخوان بإعلان الإخوان جماعة إرهابية أن تؤكد في مناهجها التعليمية حقيقة التنوع الدينى والمذهبى وأن تعلن عن نبذها بشكل نهائى لكل أنواع الأحادية الدينية والفكرية والمذهبية!!

فقط نذكر بالمادة 50 من دستورنا الجديد: تراث مصر الحضارى والثقافى، المادى والمعنوى، بجميع تنوعاته ومراحله الكبرى.. ثروة قومية وإنسانية، تلتزم الدولة بالحفاظ عليه وصيانته.. وتولى الدولة اهتمامًا خاصًا بالحفاظ على مكونات التعددية الثقافية في مصر.
الجريدة الرسمية