رئيس التحرير
عصام كامل

ناشطون سياسيون أم فوضويون محترفون؟


استطاعت ثورة 30 يونيو التي ساندتها القوات المسلحة القضاء بضربة واحدة على الفترة القصيرة المظلمة التي حكمت فيها جماعة الإخوان المسلمين.

وكانت خارطة الطريق التي أعلنها الفريق أول "عبدالفتاح السيسى" هي المحصلة الرئيسية لهذه الثورة الجسورة التي قضت على أوهام الشرعية الشكلية التي كان يتغنى بها الرئيس المعزول.

وتم تنفيذ خارطة الطريق بسلاسة، إذ استطاعت لجنة الخمسين أن تنتهي من صياغة الدستور بتوافق رائع بين مختلف الأطياف السياسية وتم بالفعل الاستفتاء عليه يومى 14، 15 يناير وخرجت طوائف الشعب جميعًا لتقول نعم! وهكذا تسير خارطة الطريق في تنفيذ مراحلها المختلفة.

ويتوقع – طبقًا لتصريحات "السيسى" الأخيرة- أن يترشح رئيسًا للجمهورية ولو فعل فإنه سينجح نجاحًا ساحقًا؛ لأن عليه إجماع شعبى واسع المدى.. ولا غرابة في ذلك فقد تحول "السيسى" إلى بطل قومى لأنه بتأييده الجسور لثورة 30 يونيو أنقذ البلاد من محنة كبرى كادت تودى بكيان الدولة ذاته.

غير أن هذه التطورات الإيجابية المتلاحقة أقلقت بشدة مجموعات من الناشطين السياسيين الذين منذ ثورة 25 يناير مارسوا القيام بأعمال فوضوية متعددة لتحقيق أغراض مشبوهة سواء كانوا مدفوعين لذلك بحب الظهور وإثبات أنهم أوصياء على الثورة وهم الذين يتخذون القرارات الكبرى، أو مدفوعين من جهات داخلية أو خارجية لا تريد لمصر أن تحقق الاستقرار السياسي المطلوب بشدة للبدء في عملية الإصلاح الاقتصادي تمهيدًا لتحقيق أهداف الثورة في العيش الكريم والعدالة الاجتماعية.

ولو راجعنا سجل هؤلاء الناشطين السياسيين منذ ثورة 25 يناير لاكتشفنا أنهم كانوا وراء التظاهرات الغوغائية التي تعمدت الاصطدام بقوات الأمن والقوات المسلحة ومارست العنف على نطاق واسع.

واليوم ومصر بعد الاستفتاء وفى انتظار انتخابات الرئاسة بدأت بعض عناصر هؤلاء الناشطين السياسيين في ممارسة الفوضى المنظمة لتخريب المسيرة الديمقراطية.

ويبدو أنهم أحسوا بأن الشعب المنتصر على الإخوان المسلمين يتقدم بخطوات سريعة لتحقيق الديمقراطية الحقيقية، وبالتالى سينقدون هم الأدوار التي كانوا يقومون بها وقد يخسروا التمويل الذي يتدفق عليهم بصور شتى حتى يخرجوا مسيرة الشعب المنتصر على الرجعية وقوى الظلام.

يظهرون على المسرح وكأنهم يبحثون عن وظائف خالية يشغلونها لمواصلة مسيرتهم الفكرية المعادية لطموحات الشعب وسعيهم الفوضوي لتخريب استكمال المسار الديمقراطي.

منذ أيام قام أحد الكتاب المعروفين بشن حرب فكرية ضد "السيسى" ابتداءً من كونه ممثلًا –كما يقول- للمؤسسة العسكرية والتي يقف منها هذا الكاتب موقف العداء الصريح، أو لأنه –كما يزعم- لابد له أن يقدم برنامجًا إذا رشح نفسه لكى يقرر هو وأمثاله إن كان سيوافق على ترشحه رئيسًا للجمهورية أولًا!

ومنذ أيام أيضًا نظمت دار الأوبرا احتفالية خاصة لتأبين الشاعر الكبير "أحمد فؤاد نجم" حضرها وزير الثقافة الدكتور "صابر عرب" ورجل الأعمال "نجيب ساويرس" ومجموعات من الأدباء والفنانين والشخصيات السياسية وإذا بمحامٍ فاشل سبق له أن رشح نفسه في انتخابات رئاسة الجمهورية يدخل مع مجموعة من الناشطين السياسيين الفاشلين لكى يهتف "يسقط يسقط حكم العسكر"!

يحدث هذا استباقًا لترشح "السيسى" للرئاسة ومحاولة يائسة لوقف مسيرة الشعب ولكن ستخيب آمالهم ولن يتاح لهم أبدًا في ظل الحكم الجديد أن يمارسوا الفوضى القديمة!
الجريدة الرسمية