رئيس التحرير
عصام كامل

وبدأت الحرب الإخوانية الباردة


حضرت ندوة فى المركز العربى للبحوث والدراسات والذى يرأسه الدكتور عبد الرحيم على وكانت الندوة يديرها الأستاذ السيد ياسين مستشار المركز وكان عنوانها (الدستور الجديد ما له وما عليه).


ولكن لاحظت عجباً فلم يتكلم المحاضرون عن بنود الدستور وما له ولا ما عليه ولكنهم تكلموا عن الاستفتاء ونتائجه وتحليل هذه النتائج من وجهة نظرهم .

فما لاحظته هو إعادة منقولة بلا أى إضافة عن ما يقوله الإخوان وكأننى حضرت ندوة فى مقر جماعتهم وكأن من يحاضرنى هو خيرت الشاطر والمرشد وكانوا أسوأ ساعتين قضيتهما لسماع الندوة.. وقد قاطعنى الأستاذ السيد ياسين عندما عارضت أحد المحاضرين حينما قال إنه لابد من المصالحة مع الإخوان وأعزى نسبة الستين فى المائة الذين امتنعوا عن التصويت إلى أنصار الجماعة وكأن من المفروض أن تكون نسبة التصويت 100% فى من لهم حق التوصيت وهذا لم يحدث مع دستور 2012 ولا فى أى دستور فى العالم.

وقال إنه يجب ترك من يتظاهر ويرفع علامة رابعة لأنه فى الأول وفى الآخر هم أبناء الوطن فقلت له مقاطعاً وهل يترك الألمان من يرفع علامة النازى .

فجماعة الإخوان قد صُنفت على أنها جماعة إرهابية فكيف التصالح والاعتراف بمن ينتمى إلى الإرهاب فهى إما أن تكون إرهابية أو غير إرهابية فمادمنا قد ارتضينا جميعاً شعباً وحكومة اعتبارها إرهابية فمن غير المعقول التصالح بمن يجاهر بالانتماء إليها.

ولكن سيظل الجيش والشرطة فى قلوبنا وسنظل نحترمهما إلى يوم الدين وسيظل جميع أفرادهما الذين ما زالوا فى الخدمة أو خارج الخدمة على رؤسنا جميعاً.. فتحية لسيادة اللواء رفعت أبو القمصان الذى كان كلامه منطقياً ووضح كل ما بذل لتأمين الاستفتاء وقد ختم بكلمة يطلب فيها إلى كل من يعلق أن يذكر عيوب وجدها فى الاستفتاء متمنياً تفاديها فى الانتخابات والاستفتاءات القادمة متخيلاً أن ما سوف يسمعه يكون فى الغالب إيجابياً ولكنه فوجئ مثلى بمن على المنصة والمندسين من الإخوان وسط الحضور وتعمدهم التشكيك فى نتيجة الاستفتاء وتلميحهم الغبى بأن عزوف الأغلبية عن الاستفتاء راجع لعدم اقتناعهم بالحكومة وبالسيسى رئيساً وبالدستور أصلاً.

وقال إن الشباب لم ينزل لأنه خاب أمله فى الحكومة واعتبر أن الشباب هم السن ما بين الثامنة عشرة وما قبل الثلاثين والمحاضر الأخير كشف القناع عن خبايا الندوة وما تحتويه من سم يراد لنا شربه مع بعض العسل ولكنى قد تقيأت ما سمعت منه ومن غيره ولم أقتنع ببعض الحضور والمحاضرين فأظهرت استيائى منهم جميعاً وقلت لهم يا عميان ألا ترون الانفجارات التى حدثت فنحن كنا وما زلنا فى حرب مع الإرهاب مهددين بعدم رجوعنا إلى منازلنا .

وهذا ما جعل الشباب يمتنعون على التصويت لخوف أهلهم عليهم مما متوقع حدوثه نتيجة الترهيب الذى مارسه الإخوان قبل الاستفتاء وما حدث من انفجار فى محكمة إمبابة صبيحة يوم الاستفتاء كان شاهداً على ذلك .

فكيف لأب أو أم أن تسمح لفلذة كبدها أن ينزل إلى الشارع لتغامر بحياته فلم يذكروا الأسباب الحقيقية لكنهم أرادوا إسماع الناس سمومهم وكلمة أخيرة أوجهها إلى الدكتور عبد الرحيم على يا صاحب الصندوق الأسود لقد اخترق الإخوان مكتبك ومركزك وبدأوا الحرب الباردة من منبرك .

وأخيراً أتمنى أن يأخذ الدكتور عبد الرحيم على حذره حتى لا يكون سببا فى إفساد عقول الناس لأنه فتح منبره لأمور هى ضد مبادئه وسوف يُتهم بعد ذلك بأنه من الخلايا النائمة.

فلابد من فكر جديد لمحاربة تلك الحرب الباردة التى تخبئ تحتها براكين يريدون تفجيرها فى الشعب كله.. 
فلك الله يا مصر حماك وراعاك.
الجريدة الرسمية