رئيس التحرير
عصام كامل

قاتلة أبنائها.. مضطربة نفسيًّا وتميل إلى العنف

قاتلة ابناءها مضطربة
قاتلة ابناءها مضطربة نفسيا

ظاهرة خطيرة.. وقف أمامها العقل عاجزًا عن التفكير.. أم تقتل أبناءها.. قد نتقبل أن تقتل المرأة زوجها من كثرة قسوته عليها.. أن تقتل حتى أباها.. لكن أبناءها.. فالأمومة هى أسمى معانى الحنان والحب، والتى تقترن بالمرأة منذ ولادتها.. والمتعارف عليه أن الأم يمكنها أن تقتل أو حتى تضحى بحياتها من أجل أولادها.

ظاهرة محيّرة، حاولنا تحليلها مع الدكتورة حنان نشأت إخصائية العلاج النفسى، التى أكدت أن هذه الظاهرة ليست بجديدة، وأنها موجودة من عشرات السنين فى مجتمعنا، إلا أن ما لفت النظر إليها الآن التركيز الإعلامى عليها.
وتشير الدكتورة حنان إلى أن المتعارف عليه أن الأم لا يمكنها التفريط فى أبنائها، وأنها يمكنها أن تضحِّى بكل غالٍ ونفيس من أجل أبنائها، أما الأم التى تُقدم على هذه الجريمة البشعة، فهى شخصية مضطربة نفسيًّا، وغير سويَّة.
وقال: دائمًا يكون وراء الجريمة الزوج الذى كرهته الزوجة لأقصى درجة، حتى وصل بها الأمر، إلى أنها تريد الانتقام منه، والتخلص من الرابط الذى بينهما وهو الأبناء، ودائمًا نجدها تقتل بعنف أكثر الطفل قريب الشبه من أبيه، سواء فى الملامح، أو الطباع.
وأوضحت أن المرأة التى تُقدم على هذا الفعل، نجد أن شخصيتها فى الأساس غير سوية، فتتسم بالعنف مع الآخرين، ولا نقصد بالعنف هنا فقط الضرب أو التعذيب، لكن حتى العنف اللفظى والسلوكى، فنجدها تتعمَّد إيذاء مشاعر الآخرين، وتستمتع بذلك.
وعن الأم التى تقتل أبناءها ثم تنتحر، تشير الدكتورة حنان إلى أن الأمر معها مختلف، فالمرأة عندما تُقدم على الانتحار، فهى تفرط فى حياتها أكثر شىء يمكن أن يحبه الإنسان، وعندما تقتل أبناءها، فهنا تكون درجة حبّها لأبنائها قد فاقت حبّها لنفسها، فتوحّدت معهم، وأرادت أن تتخلص من حياتها وحياتهم اللتين أصبحتا واحدة بالنسبة إليها، فهى تتخلص من حياتها وحياتهم، كأنهما كيان واحد، وهذا يصل إلى درجة الاضطراب العقلى، وليس النفسى كالحالات السابقة.
الجريدة الرسمية