رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا بعد الدستور


وكانت البارحة هى آخر أيام الاستفتاء على الدستور، وقد شاهدنا جميعاً هذا العُرس وكأننا فى ليلة عيد، الكل يرقص وينشد بالأناشيد والأغانى الوطنية نساءً ورجالًا وشبابًا وشيوخًا، فكانت فرحة باليقين بالفوز لصالح نعم للدستور وفرحة بالعثور على ضالة الشعب التى طالما ظل يبحث عنها وهو الزعيم الذى تجسد للشعب فى صورة الفريق أول عبد الفتاح السيسى.


ولكننى أفكر وكثير مثلى ونسأل ماذا بعد الدستور؟
الآن لابد أن نفكر سوياً فى كيفية بناء الوطن ومع الوضع فى الاعتبار أساساً أن هناك فصيلًا من الشعب مازال يناصر الفكر الإرهابى مناصرة عقائدية وليست مجرد فكر مشوش ولا يريدون أن ترتفع لمصر راية ويشككون فى الإعلام والحكومة ويشككون فى أعينهم التى يرون بها ويرون الحياة بما يصورها لهم فقط خيالهم المريض.

لذلك فكرت أن يكون هناك بنك كبير للمصريين نستثمر فيه أفكار العلماء والمثقفين وأصحاب الفكر لصالح مصر،
فمصر تعانى العشوائيات بجميع أنواعها وهى النقطة التى يجب أن نبدأ بها مشروع الإصلاح ويجب أن نفكر فى آليات هذا الإصلاح بما يتناسب مع طبيعة الشعب المصرى.

فالعشوائية شملت جميع نواحى حياتنا، فليس فقط الحل فى الدستور أو تحويل الدستور إلى قوانين غير مفعلة فيجب أن يلمس الشعب دستوره فى قوانين مفعلة تأتى بالخير عليه ويلمسها الجميع.

ولابد أن يتناغم الجميع حكومة وإعلامًا وصحافة وكل أفراد المجتمع فى تقبل قوانين مشروع الإصلاح القومى، ويأتى هذا بالتوازى مع تبنى أفكار لمشاريع قومية كبيرة تنقل مصر نقلة حضارية عالمية وهذه المشاريع موجودة ومدروسة وأصحابها موجودون لابد من إلقاء الضوء عليها ومناظرتها مع العلماء حتى يتفق الجميع على قابليتها للتطبيق.

وسيستوجب هذا أن يكون لنا حوار مجتمعى يغطى إعلامياً على الهواء مع أصحاب الفكر مع نواب مجلس الشعب بشرط أن يكون هذا الحوار المجتمعى بصفة دورية.

لكى تنهض مصر يجب أن يكون لها شبكة عنكبوتية تجمع كل العلماء والمستثمرين فى كل أنحاء العالم لتصب أفكارهم وأموالهم لصالح رفعة ونهضة مصر وتطوير مؤسسات الدولة لتضاهى نظائرها فى الدول المتقدمة لتضمن أن يعمل الجميع ويظهر الخائن والعميل فيحاكم ويسجن ليردع الباقى.

نعم مصر تحاط بكثير من الأعداء ولكن الطريق ممهد لتقدمنا فيجب أن نسير بلا خوف وبأمل فى الفوز والفوز حليفنا إن شاء الله.
 
وقبل أن نبدأ يجب أن يكون هناك مبدأ هو بتر الجزء الخائن الفاسد فى المجتمع، لأنه هو الحائل بيننا وبين نهضتنا فلا مصالحة مع خائن أو عميل أو مناصر لجماعة خائنة أو يتبنى أفكار الخونة العملاء.

والملف الأول الذى يجب فتحه والعمل عليه هو محاربة الفقر والتعليم، فهما البيئة الصالحة التى يتغذى عليها الإرهاب وأخيراً أوجه كلمتى لسيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسى، المصريون يكلفونك بالترشح لمنصب الرئيس الذى لن يستطيع أحد منافستك عليه ولكن هذا المنصب ليس تكريماً لك ياسيادة الفريق بل هو تكليف من المصريين الذين رفعوك على أعناقهم زعيماً يطلبون منك الكثير يطلبون منك التغير يريدون أن يروا مصر كما يجب أن تكون كبقية الأمم المتحضرة والمتقدمة.

وأعلم أنك قدر المسئولية الصعبة وفقك الله لما فيه صالح لمصر ولشعبها ويعينك علينا وعلى أعداء الوطن ولك الله يا مصر.
الجريدة الرسمية