رئيس التحرير
عصام كامل

ڤـيتو على عصر الإخوان!


قبيل صدور جريدة "فيتو"، دعانى للكتابة فيها الأستاذ عصام كامل، رئيس التحرير وقد رحبت بهذه الدعوة إدراكًا منى أن هذه الجريدة ستمثل إضافة جديدة للصحافة المصرية.


ولأمر ما – وقبل أن أطالع العدد الأول من "فيتو"- قررت أن يكون عمودى الأسبوعى تعليقات ساخرة على المشهد السياسي.

وكانت لى تجربة سابقة في الكتابة الساخرة، حين دعتنى مجلة "الأهرام الاقتصادى" لكى أكتب مقالا أسبوعيا، ففضلت أن أمارس النقد الاجتماعى للأحوال المصرية بصورة ساخرة.

وربما تأثرت في ذلك بمقولة صاغها أحد أساتذة علم الاجتماع الأمريكيين حين قرر "أنه لابد لعالم الاجتماع – إذا أراد أن ينفذ إلى جوهر الأشياء- أن يمارس السخرية من الظواهر السلبية التي تملأ ساحة المجتمع.

وتطبيقًا لهذه النصيحة الأكاديمية الرصينة، قررت أن أمارس النقد الاجتماعى المسئول بطريقة ساخرة.. وهكذا كتبت سلسلة من المقالات جمعتها بعد ذلك في كتاب صدر عن مجلة "الأهرام الاقتصادى" بعنوان "مصر بين الأزمة والنهضة: يوميات باحث مصرى" صدر في يناير 1992.

واليوم وبعد سلسلة طويلة من المقالات التي نشرتها في "ڤـيتو" وأغلبها كانت سخرية من حكم الإخوان المسلمين، قررت أن أطبعها في كتاب سينشر قريبًا بعنوان "فيتو على عصر الإخوان: فصل من كتاب السخرية السياسية".

ووجدته عنوانًا مناسبًا لأن جريدة "ڤـيتو" بعد صدورها أصبحت الجريدة الساخرة الأولى في الصحافة المصرية، وقد تكون في الصحافة العربية.

وذلك لأنه من بين محرريها الموهوبين مجموعة متنوعة من الكتاب الساخرين المبدعين الذين لديهم القدرة على اكتشاف المفارقات، ويتمتعون بخيال فنى واسع المدى، وذائقة للسخرية لا حدود لإبداعاتها.

من ناحية أخرى أصبحت "فيتو" صحيفة المعارضة المصرية الأساسية والتي مارست بصورة منهجية نقد حكم الإخوان المسلمين، وممارسة السخرية من خطابهم التافه، وممارساتهم السياسية الاستبدادية، والتي كشفت في الواقع عن جهلهم العميق وإفلاسهم الفكرى.

وهكذا تطابقت كتاباتى في "ڤـيتو" – ودون اتفاق مسبق مع رئيس التحرير- مع الخط العام للجريدة التي أتمتع كل أسبوع بقراءة مقالاتها الساخرة.. وحين قررت جمع مقالاتى التي نشرتها في "فيتو" في كتاب فكرت أن أهديها لشخصية مصرية كاريكاتيرية هو الحاج "أحمد خش عليه".

والحاج "أحمد خش عليه" كان أكبر مشجع كروى لنادي الاتحاد السكندرى واشتهر الحاج "أحمد" بصيحاته الهادرة في المدرجات وهو ينادى على اللاعبين "خش عليه.. خش عليه"! ومن فرط ترداده لهذا الشعار الكروى أصبح اسم شهرته الحاج "أحمد خش عليه"!

ولدهشتى وجدت إعلانًا في جريدة "الأهرام" يقول "الحاج أحمد خش عليه" بنى عمارة في الإسكندرية ويدعو القراء إلى شراء شققها المتعددة.. ومعنى ذلك أن الرجل كان سعيدًا باسم شهرته!

ولذلك قررت أن أهدى كتابى "ڤـيتو على عصر الإخوان" إلى ملهمى الحاج "أحمد خش عليه"، وهو كتاب تحررت فيه من قيود الكتابة الأكاديمية الجافة، والتحليلات السياسية للواقع الكئيب الذي نعيش فيه، نتيجة الهستيريا التي أصابت قادة جماعة الإخوان المسلمين الذين يعانون الآن الفشل السياسي والسقوط التاريخى!
الجريدة الرسمية