رئيس التحرير
عصام كامل

نعم لمصر ..


ساعات قليلة ويخرج المصريون إلي صناديق الاستفتاء ليقولوا كلمتهم لمصر.. ساعات قليلة هي الأهم في عمر هذا الوطن بعد سنوات عجاف قضاها بين الفساد والدكتاتورية وتضارب المصالح انتهت بعد ثورة شعبية في 25 يناير إلي فاشية دينية تلتحف بالفساد والإقصاء والتمكين لتغير هوية مصر التي لم تتغير عبر آلاف السنين ومنذ أن عرف العالم الدولة المركزية والحدود والجيوش.


ساعات قليلة ويشارك الشعب المصري في كتابة أهم وأخطر شهادة وفاة لجماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمها الدولي.. ساعات قليلة ويؤكد المصريون إفشال مخطط دولي لتقسيم مصر وتوزيعها وبيعها في أسواق النخاسة الدولية ليشتريها عدو, وصديق صار عدوا بأبخس الأثمان.. ساعات وينطلق المصريون في خروج تاريخي أحسب أن العالم لم يشهد مثله من قبل ولن يشهد مثله من بعد.. ساعات ويقول الشعب المصري للعالم إن ثورة 30 يونيو هي ثورة شعب ناضج قرر ألا يسرق أحد ثورته وقرر أن يحقق أهدافها التي ضحي من أجلها .

ساعات ويواجه المصريون بعقولهم فكر التخلف والرجعية.. وبصدورهم عنف الإرهاب بكل صوره البشعة.. ساعات ويشهد العالم صورة لن تخرج من مخيلته في وقت قريب وهو يري شعبا يلتحم مع جيش وطني وشرطة وطنية وقضاء وطني وإعلام وطني هم جميعا منه وهو منهم.. ساعات ويدرك المصريون - كل المصريين – أن مرحلة جديدة قد بدأت ولن تكون هناك عودة للماضي القريب أو البعيد تحت أي ظرف وتحت أي ضغط مهما كان الثمن فسيارة الوطن ليس بها ( أوبشن الرجوع للخلف ) وقائدها القادم لا يوجد في قاموسه المعرفي والوطني آلية للعودة إلي الخلف ..

ساعات ويبلع كل الكارهين للوطن.. وكل المزايدين علي ثورة 30 يونيو.. وكل العملاء في الطابور الخامس.. وكل الراكعين تحت أقدام أسيادهم في الدوحة القطرية وفي اسطنبول التركية.. وكل الذين يدافعون عن حرية الفوضى في دكاكين حقوق الإنسان ويتناسون حقوق الآمنين في الشوارع والطرقات.. وكل الذين باعوا أنفسهم لشياطينهم وأهوائهم أمام كاميرات الفضائيات وقرروا قراءة ما يحدث بعين واحدة وبصيرة عمياء.. ساعات ويبلع كل هؤلاء ألسنتهم فلا يستطيعون الكلام ولا يستطيعون تزييف الحقيقة التي ستبدو جلية كشمس الظهيرة في كبد السماء الصافية.

الخروج للاستفتاء لا يعني فقط خروج من أجل الدستور.. فهناك من المواد التي ثار بشأنها جدل وهناك من الآراء ما يستحق الأخذ به في الاعتبا.. وفي النهاية هو عمل بشري لا يرقي لدرجة الكمال ولن يرضي بالقطع كل الناس لاختلاف الثقافة والوعي وتضارب المصالح عند الناس وغير ذلك من أشياء أخري.. ولهذا فإن الخروج يومي 14 و15 يناير بالدرجة الأولي- في تقديري – هو خروج لمصر ومن أجل مصر ولحماية مصر.. المصريون أدركوا بعد ثلاث سنوات أن دولتهم تتعرض للخطر من الداخل من جماعة إرهابية قررت اختطافها, ومن الخارج من دول وأجهزة مخابرات دولية بهدف تحقيق مخططها للشرق الأوسط الجيد !!
مصر تنتظر من المصريين ظهورا مكثفا أمام العالم يرمز للقدرة والثورة والتحدي.. وسيحدث بإذن الله. 
Elazizi10@gmail.com
الجريدة الرسمية