رئيس التحرير
عصام كامل

واشنطن بوست: إيران جندت المالكي لإقصاء السنة في العراق

صحيفة واشنطن بوست
صحيفة واشنطن بوست

كشفت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية النقاب اليوم الخميس عن أن ما يشهده العراق الآن، من مواجهات شرسة بين الجيش العراقي وعناصر تنظيم القاعدة في منطقة الأنبار، هي نتاج الحملة السرية التي شنتها إيران لتحويل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وبلاده لعملاء لطهران لتحقيق مساعيها الرامية لإقصاء السنة ودفعهم نحو التطرف.


وأضافت الصحيفة -في تقرير بثته اليوم على موقعها الإلكتروني - أن قرار إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتسريع وتيرة الانسحاب من العراق هو سبب رئيسي آخر لما آلت إليه الأوضاع في العراق أيضا.

وأماطت الصحيفة اللثام عن أن الحملة السرية التي شنتها إيران في العراق كان يديرها قاسم السليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وشملت مجموعة واسعة من الشخصيات الشيعية المختلفة المقربة من المالكي، ولاسيما استفادة الجانب الإيراني من العلاقات الاستخباراتية مع العراق.

وقالت الصحيفة: كما نجحت إيران في استخدام الأراضي العراقية كنقطة انطلاق لشن هجمات ضد الجيش السوري الحر في سوريا، إضافة لإرسالها شحنات أسلحة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بفضل وزير المواصلات العراقي هادى العميري الذي لعب دورا كبيرا بكونه أيضا قائد فيلق "بدر" وهي جماعة مسلحة موالية لإيران.

وأضافت الصحيفة قائلة: وقد لعبت حكومة المالكي الجديدة نوعا من السياسة الانتقامية، حيث تراجعت الحكومة عن وعود بدفع الميليشيات القبلية السنية التي حشدها الجنرال الأمريكي ديفيد بتريوس في عام 2007 و2008 لمحاربة تنظيم القاعدة في الفلوجة ومناطق أخرى من محافظة الأنبار، مما دفع معظم السنة للاعتقاد بأن حكومة المالكي الشيعية كانت مجرد أداة لإيران، وستدفع بالبلاد نحو براثن حرب طائفية.

ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي سابق قوله "إن انزلاق العراق نحو المحور الإيراني والحرب الأهلية توقعه خبراء عراقيون داخل الحكومة الأمريكية، وتشديده على أنه "كان يمكن لواشنطن تفادي تدهور الأوضاع في العراق وتداعياتها الخطيرة على الأمن القومي الأمريكي.

واستطرد المسئول السابق أن القوات الأمريكية من المفترض أنها دمرت تنظيم القاعدة في العراق قبل أربع سنوات قبل انسحابها، بيد أن عناصر تابعة للتنظيم تمكنت من بسط سيطرتها على مدينة الفلوجة - التي قتل فيها مئات الأمريكيين خلال ملاحقتهم العناصر الجهادية هناك في 2009- بعد مواجهات شرسة مع الجيش العراقي خلال الأيام القليلة الماضية.

ودللت الصحيفة على ذلك بأن العراقيين أنفسهم صوتوا في مارس 2010 لصالح تولي إياد علاوي رئاسة الحكومة بدلا من المالكي ولكن تمكن المالكي وحلفاؤه الإيرانيون "المدعومين بشكل سري من واشنطن"- من الفوز بالحكومة.
الجريدة الرسمية