فتاوى بالنكهة السلفية.. من حق الرجل أن يرضع من زوجته.. وليس للمرأة أن تلمس الخيار أو الجزر خوفاً من الفتنة.. الكعب العالي تشبه بنساء بني إسرائيل.. الكراسي والأرائك تعرض النساء لاغتصاب الجن
منذ ثلاثة أعوام تقريبًا، يعيش المصريون في حيرة بالغة جعلتهم يتخبطون كثيرًا في أمور الدنيا وما يجب فعله لكسب رضا الله تعالى في الآخرة، كل هذا كان وراءه ظهور السلفيين بشكل مفاجئ في حياة المصريين بعد ثورة يناير، الأمر الذي ضاعف همومنا وهدد علاقتنا بالله وجعلنا بين صفوف المغضوب عليهم، لا حول لنا ولا قوة، وعلينا فقط انتظار مقاعدنا في النار لو لم نهتدِ ونتبع فتاوى مشايخ السلف، فتارة نشعر بأنهم يمثلون الإسلام بدعوتهم إلى التمسك بالكتاب والسنة، وتارة أخرى تنتابنا المخاوف من بعض أفكارهم وتوجهاتهم التي تحمل الكثير من المغالاة والتشدد.
وإلى وقتنا هذا لم تتوقف فتاوى شيوخ التيار السلفي المثيرة للجدل، ولعل أبرز هذه الفتاوى كانت صادرة عن الشيخ جمال المراكبي -قائد فتاوى غرف النوم- وأحد رموز الفتاوى السلفية الغريبة في مصر، حيث أفتى فيها برضاعة الرجل من زوجته قائلا: "إن هذا العمل ليس حرامًا، ولا يحرم الرجل على امرأته، ولكن لا يجوز أن يمص لبنها، لأن ذلك يضعه في الحرج، فقد يستمتع الرجل من امرأته بما شاء، أنا لا أقول يحرم عليها بهذا، لكن هذا يعرضه لشيء من الحرج".
وكانت الفتوى الأشد إثارة للجدل من نصيب الشيخ عبدالبارئ الزمزمي، هي تحريم ملامسة بعض أنواع الخضراوات والفاكهة مثل الموز والخيار والجزر للنساء بدعوى أنها ربما تؤدي إلى إغوائهن وأن عليهن إذا أردن أكل هذه الخضراوات أن يعدها لهم أشخاص آخرون بحيث تكون مقطعة وبعيدة كل البعد عن طبيعتها المعروفة، إضافة إلى فتواه بجواز استعمال الجزر في الاستمناء للمرأة التي تأخرت في الزواج.
كذلك أطلق أحد شيوخ السلفيين بقناة الرحمة الفضائية فتوى بعدم جواز لبس الكعب العالي خارج المنزل وجواز لبسه فقط داخل المنزل من باب التزين للزوج مستشهدًا بقصة أوردها أحد الصحابة عن نساء بني إسرائيل.
وقال الشيخ مصطفى العدوي :إذا كانت المرأة تلبس الكعب العالي لتتبرج به للرجال الأجانب فهذا محرم وممنوع، لأنه يحمل فسادًا والله لا يحب الفساد.
وهناك أيضًا فتوى أطلقها أحد شيوخ السلفية اليمنيين عبر المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وهو الداعية السلفي الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ، الفتوى تحمل عنوان "تنبيه إلى حرمة الكراسي وما أشبهها من مقاعد وأرائك، جاء نص الفتوى كالتالي: الجن ينكحون النساء وهن على الكراسي، إن من أخطر المفاسد التي بليت بها أمتنا العظيمة ما يسمى "الكرسي"، وما يشبهه من الكنبات وخلافها، مما هو شر عظيم يخرج من الملة كما يخرج السهم من الرمية، وكما أن السلف الصالح وأوائل هذه الأمة، كانوا يجلسون على الأرض، ولم يستخدموا الكراسي، ولم يجلسوا عليها، موضحًا أن الكراسي وما شابهها صناعة غربية، وفي استخدامها والإعجاب بها ما يوحي بالإعجاب بصانعها، وهم الغرب، وهذا يهدم ركنًا عظيمًا من الإسلام وهو الولاء والبراء، الأمر جلل يا أمة الإسلام، فكيف نرضى بالغرب ونعجب بهم وهم العدو، وأضاف الشيخ السلفي أن ما يجلبه الكرسي أو الأريكة من راحة تجعل الجالس يسترخي، والمرأة تفتح رجليها، وفي هذا مدعاة للفتنة والتبرج، فالمرأة بهذا العمل، تمكن الرجل من نفسها لينكحها، وقد يكون الرجل من الجن أو الإنس، والغالب أن الجن ينكحون النساء وهن على الكراسي، كما أن الجلوس على الأرض يذكر المسلم بخالق الأرض، وهذا يزيد في التعبد، والتهجد..!
كما أصدرت الدعوة السلفية فتوى بتحريم رسم "التاتو" للرجال حتى وإن كان غير متضمن كائنات حية أو يزول مع استعمال الماء لأنه من زينة النساء التي تحرم على الرجال، واصفين "التاتو" بأنه من أفعال الكفار وليس من أفعال أهل الإسلام.
أما الدكتور أبو البراء، أحد علماء الوهابيين السلفيين فأصدر فتوى غريبة من نوعها تقول بحرمة تربية الحمام في سطوح البيوت لأنها تستخدم في استغلال الأطفال جنسيًا، قائلا: "تربية الحمام في السطح حرام لأنها تستخدم في استغلال الأطفال جنسيا، موضحا أن المنحرف يقول للطفل هل تريد رؤية الحمام في سطح بيتنا ثم تقع الكارثة".
هناك أيضا فتوى سلفية لأحد الشيوخ حرّم على النساء والفتيات الجلوس أمام جهاز كمبيوتر مزود بخدمة الإنترنت دون محرم خشية أن تتم غوايتهن في الدردشة.
كما أفتى بعض شيوخ السلفية أيضا بسن قانون يمكن لغير المتزوجة أو المطلقة من شراء عبد لتتزوجه شريطة أن يدفع لها مهرا وذلك لحل أزمة العنوسة في المنطقة العربية، هذه بالإضافة إلى فتوى سن قانون للجواري لحماية الرجال من الفساد والزنى.
ومن أغرب فتاوى السلفيين على الإطلاق التي تتخذ اتجاهًا سياسيًا تلك التي أكد فيها نائب رئيس حزب النور في محافظة الدقهلية محمد عبدالهادي أن فوز السلفيين في الانتخابات البرلمانية ورد في القرآن الكريم.. وقال: "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين".
