رئيس التحرير
عصام كامل

الطرق الصوفية تشعل بورصة «الرئاسة 2014».. 5 ملايين ناخب يمثلون كتلتهم الانتخابية.. «السيسي» يحظى بالشعبية الأكبر.. وأسهم «حمدين» مرتفعة بين الشباب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قبل أيام من الاستفتاء على الدستور المعدل والتوجه للبدء بالانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية، بدأت أسهم من طرحت أسماؤهم في بورصة الانتخابات الرئاسية 2014 تتزايد، لاسيما بين شرائح المجتمع الصوفي الذي تؤكد المؤشرات أنه يمتلك ما يتجاوز الخمسة ملايين صوت انتخابي.


و«بورصة المرشحين» تشمل حتى الآن: «الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي المصري، عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين، الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، اللواء مراد موافي مدير المخابرات السابق، الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس العسكري السابق».

ويحظى كل عضو بهذه القائمة بشعبية وجمهور في الشارع الصوفي، كما تسعى الأسماء المطروحة ببورصة الانتخابات الرئاسية إلى كسب ود أبناء المشايخ الصوفية المختلفة، لكونها كتلة تصويتية مميزة في مواجهة كتلة الإخوان التصويتية. وفي المقابل لم يقف «الفصيل الصوفي» في موقع المتفرج فقط لما يدور حوله أو أن يكون مجرد رقم يتسابق الآخرون لكسب وده، بل إن هناك من أبناء هذا الفصيل من قرر مبكرًا حسم الصراع والاختيار بين قائمة المرشحين بل الضغط أيضًا على مرشح بعينه لإعلان موقفه واتخاذ قرار بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وما بين هذا وذاك، يظل الإجماع الأكبر داخل الحركات الصوفية على دعم وتأييد الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وخصوصًا أن جبهة الإصلاح الصوفي بقيادة الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوي دشنت حملة لجمع توقيعات تطالب «الجنرال» بالترشح للانتخابات تحت شعار «الوفاء للوطن».

بينما برز اتجاه آخر لا يختلف كثيرًا عن اتجاه دعم «السيسي»، ولكن يرى من الحكمة طرح بدائل في حال قرر «وزير الدفاع» عدم خوض انتخابات الرئاسة 2014، ويقف خلف هذا الاتجاه بقوة الشيخ محمد علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية الصوفية رئيس الاتحاد العالمي للصوفية ومعه الشيخ عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية‎، ويتمسكان بـ«اللواء مراد موافي» بديلا.

وفي أكثر من مناسبة أعلنها «أبو العزائم» صراحة أنه من الأفضل عدم ترشح «السيسي» للرئاسة خلال الفترة الحالية، لأن هذه الخطوة ليست في صالح البلاد، وخصوصًا أن دولا وقوى خارجية ستعتبر ترشح السيسي للرئاسة «انقلابًا عسكريًا»، وستسعى قوى أخرى داخلية لإفشال وزير الدفاع حال فوزه في الانتخابات.

«سيناريو البديل» كما له مؤيدوه هناك أيضًا من يعارضه، فقد ظهرت مساع أخرى بين بعض مشايخ ومريدي الطرق الصوفية لطرح اسم الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق وكذلك الفريق أحمد شفيق المرشح للانتخابات الرئاسية السابقة، وكل منهما له علاقات مميزة بعدد من مشايخ الطرق الصوفية، فـ «عنان» شقيق لـ «حاتم عنان القيادي الصوفي المعروف» والذي يجمع حوله عددا لا بأس به من شيوخ الطرق الصوفية، بالإضافة إلى عددٍ من المريدين الذين يقدر عددهم بمئات الآلاف.

وأمام ذلك يحظى «عنان» بمعنويات مرتفعة لخوض هذه المعركة، وبدأ «الفريق سامي» التواجد مؤخرًا بكثافة بين مشايخ الطرق الصوفية من أجل تكوين جبهة قوية لدعمه داخل الطرق الصوفية.

في الوقت نفسه، لم يكن شباب الطرق الصوفية بعيدون عن المشهد فبعضهم يختلف رأيهم عن رأي شيوخهم فهم يفضلون مرشحا مدنيا تماشيًا مع أهداف ومبادئ ثورتي «25 يناير» «30 يونيو»، لأنهم يعتبرون أنفسهم شريكا أساسيا بهما ويفضل قطاع بهم دعم حمدين صباحي، في حين يرى البعض الآخر من منظور ثوري أيضًا ضرورة دعم السيسي مرشحًا للرئاسة، ولأجل ذلك يستعدون لمشاركة الملايين في النزول إلى الميادين في 25 يناير المقبل، لمطالبة وزير الدفاع بالترشح كأداة ضغط تجعله يستجيب لهذا المطلب، وإخراس الألسنة التي تدعي عدم وجود شعبية بالشارع للجنرال.

تلك المواقف وإن بدت متباينة فيما بينها، إلا أن الجميع يتوافق داخل البيت الصوفي على أن دعم أي مرشح لانتخابات الرئاسة يجب أن يحقق هدفا واحدا فيما يخصهم، وهو توفير الأمان للطرق الصوفية وحماية الأضرحة ومقامات آل البيت حتى لا تتعرض لمضايقات المتشددين، كما كان يحدث مع الرئيس المعزول محمد مرسي، ويساعدهم في ذلك توجههم الحالي بطرح أنفسهم بديلا للإخوان والسلفيين، بوجه متسامح روحاني ممثلا لوسطية الإسلام.
الجريدة الرسمية