رئيس التحرير
عصام كامل

الرهبنة أصلها فرعوني.. ماجد الراهب: الرهبنة المسيحية حافظت على تراث الفراعنة.. معبد الكرنك بداخله كنيسة ومفتاح أخناتون تحول إلى "صليب".. الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة التنظيمية في مصر

فيتو

نظم مركز الدراسات القبطية التابع لمكتبة الإسكندرية، مساء أمس الإثنين ندوة تحت عنوان "دور الرهبنة القبطية في الحفاظ على التراث المصري"، بالمقر الإدراي للمكتبة بكورنيش المعادي.


وحاضر في الندوة المهندس ماجد الراهب، رئيس مجلس إدارة جمعية المحافظة على التراث المصري، عضو مجلس إدارة المتحف المصري، عضو المجلس الأعلى للثقافة.

وفي بداية الندوة رحب الدكتور لؤي محمود أستاذ الدراسات القبطية بجامعة إسكندرية، بالمهندس ماجد، قائلا: " إنه أحد الفاعلين والناشطين في مجال الدراسات القبطية، كما أن جمعية المحافظة على التراث المصري من أفضل عشر جمعيات متخصصة في مصر".

وسرد المهندس ماجد الراهب نشأة الرهبنة وظهورها على يد الانبا أنطونيوس الملقب بـ "أبو الرهبنة"، وهي أول رهبنة تنظيمية، موضحًا أنها الرهبنة الأولى التي بدأ يتتلمذ فيها عدد من الرهبان على يد أنطونيوس.

وقال " الراهب " إن كلمة راهب باللغة القبطية تعني " مناخص " وهو الاسم الذي اشتقت منه باقي اللغات، فالرهبنة تبتل وفقر اختياري وعزلة، ولو لم يعش الراهب هذه الصفات يفقد رهبانيته.

ولفت إلى أن مصر تختلف كثيرًا عن العالم، فهى على علاقة متسقة بالله منذ وجود فرعون، اذ كان اهتمام المصريين القدماء بالنفس والفضائل أكثر من الفلسفة على خلاف اليونان وغيرها من الدول.

وأضاف الراهب خلال ندوة " دور الرهبنة القبطية في الحفاظ على التراث المصري" أن الرهبنة لها ثلاثة أشكال فهناك رهبنة الشركة وإبرز مثال لها الأنبا بخوميوس آب الشركة، وهو أحد قديسي الكنيسة القبطية، والانبا بولا مثال لرهبنة التوحد " العزلة "، والانبا أنطونيوس للنسك والتلمذة.

وأوضح أن الانبا أنطونيوس لم يكن الراهب الأول، وإنما كان هناك نساك ومتوحدون في عدة بلدان، وإنما كان انطونيوس أول نوع من الرهبنة التنظيمية والتلمذية.

ومضى يقول: " إن المصريين القدماء تركوا لنا ميراثا للتعامل ومنها الترانيم اخناتون الذي كان متصوفا على الرغم من أخطائه في الحكم وإدارة الدولة وقتها، ولكن العلماء يؤكدون أن اخناتون هو مؤسس التصوف، ومنها إلى الرهبنة التي تحمل التصوف والتعبد، وكذلك زنون أول متصوف إسلامي، فان التصوف متوارث من القدم ".

وأكد أن الرهبنة حافظت على التراث المصري القديم من الضياع، وذلك من خلال تحويل عدد من المعابد إلى أديرة وكنائس، وكانوا يضعون صلبانا على مدخل المعبد في إشارة إلى أنه كنيسة في ظل الاحتفاظ بالنحوت والرسومات.

وأشار الراهب إلى أن محمد على وعددا من الحكام معه قاموا بهدم المعابد الفرعونية والتراث المصري لبناء القصور والقلعة، وذلك في وقت كانت قد اخفقت فيه الرهبنة.

وتابع: " إن الرهبنة أخذت كثيرًا من فكر المصري القديم في فن العمارة، إذ تتكون المعابد من مدخل وأعمدة وقدس وقدس الأقداس، أما الكنائس فتتكون من مدخل وصالة وأعمدة وقدس الأقداس وحنية الأب " الهيكل "، والمساجد كذلك أيضا وحنية الأب هي القبلة ".

وأضاف أن الرهبنة حافظت على التراث المصري من خلال العمارة، والفنون والرسومات، وكل التراث القديم، مؤكدًا أن الفكر الرهباني احتفظ بكثير من الفكر المصري، ولو كان قد خضع للتطوير بإمكانيات قليلة.

واستشهد الراهب بعدد من الأمثلة، منها أن معبد الكرنك في آخر سرحة كنيسة قديمة، إلى جانب أن مفتاح عنخ تحول إلى صليب، فضلًا عن حفاظ الرهبنة على الجداريات، وتشابه بعض رموز الفرعونية وتشابه الرسومات الحالية بالقديمة.

واستنكر " الراهب " اتهامات البعض بان المسيحيين دمروا التراث الفرعوني، مؤكدا أن الرهبنة المسيحية هي التي حافظت على التراث المصري من الاندثار.

واستطرد " إن الرهبان كانوا يكتبون ويتحدثون اللغة القبطية والتي هي الاقرب للفرعونية، حتى القرن الـ 13، مؤكدا انها ما زالت تحتفظ باللغة القبطية حتى الآن ".
الجريدة الرسمية