رئيس التحرير
عصام كامل

"يــا إخوان" لا أنتم صحابة.. ولا مرشدكم نبي

جماعة المحظورة
جماعة المحظورة

من المعروف شرعًا عدم جواز تزكية النفس أو الغير على الله - سبحانه وتعالى -، وإذا ما اضطر المرء اضطرارًا إلى مدح شخص والإطراء على خلقه ودينه فإنه يستدرك قائلا: نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله. فما بالنا نشهد من دعاة المشروع الإسلامي عجبًا في هذا الإطار؛ حيث يضعون مرشدهم موضع النبي المرسل فيذهب أحدهم إلى وصفه بقوله: "إن المسلمين لم يروا مثل حسن البنا من مئات السنين، في مجموع الصفات التي تحلى بها، وخفقت إعلامها على رأسه الشريف". 

لا أنكر إرشاد المرشدين، وعلم العالمين، ومعرفة العارفين، وبلاغة الخطباء والكاتبين، وقيادة القائدين، وتدبر المدبرين، وحنكة السائسين. لا أنكر هذا كله عليهم من سابقين ولاحقين، لكن هذا التجميع لهذه المتفرقات من الكمالات، قلما ظفر به أحد كالإمام الشهيد رحمه الله. لقد عرفه الناس وآمنوا بصدقه، وكنت واحدًا من هؤلاء العارفين به، والذي أقوله فيه قولًا جامعًا: هو أنه كان لله بكليته: بروحه وجسده، بقالبه وقلبه، بتصرفاته وتقلبه، كان لله فكان الله له، واجتباه وجعله من سادات الشهداء الأبرار". 

وعندما وصف المولى نبيه قال: "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ". "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ". ويصف آخر البنا بقوله: "كان عقلًا هائلًا، وروحًا موصولة بالسر الأعلى.... كان عظيمًا موفقًا لا يخطيء الوجهة". 

ولم يكتف الإخوان بمرشدهم، وإنما انسحب ذلك على الأتباع فيقول البنا عن الإخوان: "اذكروا جيدًا أيها الإخوان.. أنكم الغرباء الذي يصلحون عند فساد الناس، وأنكم العقل الذي يريد الله أن يفرق به للإنسانية بين الحق والباطل في وقت التبس فيه الحق بالباطل، وأنكم دعاة الإسلام، وحملة القرآن، وصلة الأرض بالسماء، وورثة محمد (ص) وخلفاء صحابته من بعده"، وفي موضع آخر يقول: "إن الله قد مَنَّ عليكم، ففهمتم الإسلام فهمًا نقيا صافيا، سهلًا شاملًا كافيا وافيا"، وفي موضع ثالث يقول: "إن دعوتكم أعف الدعوات، وأن جماعتكم أشرف الجماعات". 

بعد كل ذلك فلا غرابة أن تسمع صبحي صالح وهو يدعو قائلًا: "أسأل الله أن يتوفني على الإخوان". وأن تسمع من محمد بديع نعته لمهدي عاكف برضي الله عنه. وأن نسمع من نائب المرشد جمعة أمين وصفه لشباب جماعة الإخوان بأنهم: "خيرة رجال البشرية"، مؤكدًا أنهم تحملوا ما تحمله الصحابة - رضوان الله عليهم -. 

وأكد أن هذا الجيل تحمّل في سبيل هذه الدعوة الشدائد، وتحلى بالإصرار عليها، بقوله: "إن أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وبلال، وعبيدة، وطلحة بن عبيد الله، وعمار، وياسر، وسمية، وجميع الصحابة تحملوا الأذى حتى حقق الله على أيدي الجميع نصر هذا الدين". وهكذا ببساطة شديدة تساوى الإخوان مع الصحابة وتساوى المرشد بالنبي (ص) وتساوى فكر الإخوان بالإسلام سواء بسواء. 

ونحن لم نر النبي (ص) ولم نر البنا، ولكننا رأينا مهدي وبديع، ورأينا البلتاجي والعريان ورأينا شباب الإخوان. دعك من النظرة الاستعلائية الإقصائية العنصرية التي يتمتعون بها، ودعك من ظاهرة الكذب التي يتمتعون بها فقد يكون لديهم لها تخريجًا؛ حيث يباح الكذب على الأعداء. ونتساءل عن علاقة أخلاقهم بالإسلام فعلًا وقولًا، ونشير فقط إلى مسلك واحد من مسالكهم في بيت من بيوت الله من هتافات ورفع للأحذية في مواجهة الإمام، الذي قاموا بالاعتداء عليه، وخلع عمامته من فوق رأسه. فهل يتساوى هؤلاء بالصحابة؟ الصحابة تربية النبي المصطفى؛ لذا كانوا جيلا فريدًا في التاريخ البشري، وهؤلاء تربية البنا، ولذا فإنهم يمثلون جيلًا فريدًا في تاريخ مصر، تفرد الصحابة في السمو وتمرد أبناء البنا في الانحطاط وسوء الأخلاق. 

فيا أبناء البنا لا أنتم صحابة، ولا مرشدكم نبي.
الجريدة الرسمية