رئيس التحرير
عصام كامل

حنانيك سيدى الرئيس !


حرب شوارع .. أنهار من دماء فى الطرقات.. وعشرات القتلى ومئات الجرحى، وبينما كان الدم الوطنى الحرام يراق كان الرئيس محمد مرسى يقف عند مستوى الإخلاص لجماعته "الإخوان"، منتظرا إشارة أو إيماءة أو حتى مجرد إيحاء كى يتحرك، غير عابئ بالذعر والهلع ومخاوف المصريين مما يحدث.. حنانيك سيدى الرئيس !

وعند الواحدة منتصف ليل 25 - 26 يناير الماضيين، استهوت الرئيس مرسى طريقة الرئيس السابق حسنى مبارك فى التعاطى مع أحداث الثورة، فبعد انتظار طويل وبارد كما برد الشتاء القارس، خرج على "تويتر" ليفاجئ الشعب بكلمات لا تحمل أى دفء .. هدد وتوعد، وعزى وترحم، ثم انتهى الأمر بلا شىء .. حنانيك سيدى الرئيس!
وفى أحداث بورسعيد والسويس الملتهبة، مارس الرئيس مرسى نفس الأسلوب، حتى صارت الدماء أنهارا، وأعلن المحتجون فى "المدينة الحرة" استقلالهم عن مصر، فما كان من الرئيس إلا التعامل - كما الرؤساء السابقين - باستدعاء الجيش، ولم يفكر فى مخاطبة الشعب ومصارحته وطرح "خريطة طريق" لإنهاء الانقسام الوطنى.. حنانيك سيدى الرئيس !
وقبل أيام أغلق الرئيس مرسى – فجأة - باب الحوار الوطنى "المزعوم" بـ "الضبة والمفتاح"، برغم أن الجميع فى مصر كان يعلم أن الأحداث المرتقبة خاصة الذكرى الثانية لثورة 25 يناير قد تعزز الانقسام وتكون بداية لعنف دموى، على خلفية استئثار الإخوان بكل شىء وإصرارهم على تمرير الدستور والقوانين على هواهم وعدم استماعهم لصوت العقل، ومع هذا صمت الرئيس صمتا من صفيح حتى وقعت الواقعة .. حنانيك سيدى الرئيس !
لا شىء يمكن أن ينقذ مصر مما تعيشه الآن سوى أن يدرك الرئيس مرسى أن مصر ليست هبة الإخوان ولن تكون، وأن مصر لكل المصريين وليست فقط لجماعته وجماعات السلفيين، ولكن الرئيس فيما يبدو لن يستمع للنصيحة، فالنصيحة إذا جاءت من غير بديع أو الشاطر هى تلفيق وتدليس من خونة "يقبضون من كل إيد" بدليل أن الرئيس لا يزال يرى من خرجوا إلى الميادين ضد حكمه وسطوة إخوانه ليسوا إلا مجموعات من العملاء .. حنانيك سيدى الرئيس
حنانيك تعنى: حنانًا بعد حنانٍ، والحنان: الرحمة

الجريدة الرسمية