رئيس التحرير
عصام كامل

"ناموس" الدكتور الببلاوى وملائكة رابعة


الجميع يعرف أن آخر طموحاتنا بعد ثورة 30 يونيو أن يتولى شخص مثل الدكتور حازم الببلاوى رئاسة الوزراء، فهو ينظر إلى السماء أكثر مما ينظر لمن حوله، كما أن الأيام أثبتت أن هذا الرجل لا تزيد كفاءته عن كفاءة المعزول محمد مرسى وقدرتهما على الفهم واحدة، ولو كان الببلاوى من هواة الكلام لاكتشفنا فيه مواهب كثيرة كانت ستعوضنا عن فشله فى إدارة الحكومة، مثل مواهب مرسي التى كان يطلقها من عينة "القرداتى والحارة المزنوقة ومحطة البنزين"، ورغم عبقرية مواهب مرسى، التى كانت مصدر سعادة للشعب المصري، إلا أن الدكتور الببلاوى تفوق عليه كثيرا، فكيف نقارن رئيسا معزولا " أهبل" برئيس وزراء "سارح" فى ملكوت الله دائما ولا يعطيك جملة مفيدة.



فالدكتور الببلاوى يري أن البلاد فى تقدم مستمر وأنه لا وجود لليد المرتعشة وأن الإنجازات تملأ الميادين والشوارع والقري، وأن الجماهير تهتف باسمه وتطالبه ليل نهار أن يبقى رئيسا للوزراء، وأن الشعب المصري من فرط سعادته وفرحته نام على نفسه، وأن الاضطرابات التى تحدث في الشارع أشبه بـ"ناموسة" تريد إزعاج النائم، وهكذا قال الدكتور الببلاوى أمس في تصريحاته لجريدة الشروق، واعتبر الببلاوى أن الهجوم الذي يتعرض له الببلاوى ليس لشخصه "لا سمح الله" فهو رجل لطيف وحبوب وودود ولا يمكن أن يقابله الشعب بالنكران، ولكن الهجوم الذي يتعرض له الهدف منه أن تتوقف الحكومة عن أداء رسالتها - أى رسالة يقصدها الدكتور الببلاوى؟! فهذه الحكومة ليس لها عنوان وليس لها كرامة واحدة أو رصيد يجعلك تدافع عنها.

ربما يكون كل ما ذكره الببلاوى مقبولا بحكم السن وضعف الذاكرة وأمراض الشيخوخة، وأن الرجل لا نشعر بوجوده دائما، وأنه متفرغ فقط لجمع الهدايا والبحث عن فرصة عمل بعد خروجه من الوزارة فى إحدى دول الخليج، أما أن يرفض الببلاوى تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية فهذا هو التخريف بعينه وعدم الإحساس، وهذا تأكيد أنه أخذ "صك التناحة " و"الجلد السميك" من المعزول .

كيف يجرؤ رئيس الوزراء أن ينكر كل ما نعانيه من هذه الجماعة الإرهابية فى غمضة عين؟ وكيف يبرئ الببلاوي هذه الجماعة التى تضم فى عضويتها القتلة والمجرمين من إراقة دماء المصريين فى الشوارع والميادين كل يوم جمعة ـــ رئيس الوزراء معذور فى هذا لأنه يدخل بيته يوم الأربعاء ولا يغادره سوى يوم الأحد صباحا من كل أسبوع وتفوت عليه فرصة مشاهدة ممارسة الإرهاب على أرض الواقع.

كيف يسمح رئيس الوزراء لنفسه أن ينكر الإرهاب الذي يحدث فى سيناء؟
وكيف ينسى الجنازات الرسمية لشهداء الشرطة والقوات المسلحة ضحايا الإرهاب الأسود، والتى يشارك فيها بشكل منتظم من مسجد الشرطة وآخرها قبل أيام.

يبدو أن رئيس الوزراء لا يكلف نفسه عناء السؤال عن هوية الضحية، وكيف ينكر حالة الكآبة والحزن التى تفرض نفسها على المصريين المخلصين لهذا الوطن؟ وكيف استطاع رئيس الوزراء أن يصم أذنيه عن سماع أصوات الصواريخ وطلقات الرصاص التى تملأ أرض الفيروز؟ وكيف ينفى الدكتور الببلاوى تهمة الإرهاب عن الآلاف التى تغلق الميادين وتقطع الطرق على المرضي وذوي الحاجات وتمنعه هو شخصيا من الذهاب إلى مكتبه؟! هل ملائكة رابعة هم الذين فعلوا كل هذا بالمصريين؟!

شخصيا كنت من مؤيدى بقاء الدكتور الببلاوى حتى إتمام خارطة الطريق ليس حبا فيه "والعياذ بالله " ولكن حتى لا تحدث انقسامات، ولكن بما أنه هو الذى يؤجج الانقسامات فنسأله الرحيل ومغادرة مكان لا يستحقه ومكانه الطيبعى الجلوس فى نادى هليوبوليس تحت أشعة الشمس الدافئة .
Essamrady77@yahoo.com 

الجريدة الرسمية