رئيس التحرير
عصام كامل

البابا تواضروس في عظته الأسبوعية.."الملامة للنفس" أولى خطوات التوبة

 البابا تواضروس الثاني،
البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية

قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن الثلاث آحاد الأولى في شهر هاتور "أحد الشهور القبطية" تتكلم عن فضيلة "السمع" وتتكرر في قراءاته عبارة من له "أذنان للسمع فليسمع" أما الأحد الرابع والأخير فيتحدث عن قصة الشاب الغني الذي سأل السيد المسيح ماذا أصنع لأرث الحياة الأبدية؟ فأجابه "بع كل ما لك وتعالى اتبعني"، فمضى الشاب حزينًا لأنه كان ذا أموال كثيرة.


وقال البابا تواضروس خلال عظته الأسبوعية اليوم الأربعاء أن أحد الأسباب التي تجعل الإنسان يعيش فضيلة السمع الروحي هي"الملامة"، واستشهد بقصة القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك والناسك " سكان البرية " فذهب إليه ذات يوم البابا ثاؤفيلس البطريرك الـ 23 للكنيسة، خلال زيارته للنساك في البرية، وطلب البابا من القديس أرسانيوس كلمة منفعة فأجابة "ليس أفضل من أن يرجع الإنسان بالملامة على نفسه في كل شىء".

مضيفًا أن الاستماع الروحي للإنسان يتطلب أن يمتلك الإنسان فضيلة الملامة وأنها أولى خطوات التوبة، وأن الملامة داخل الإنسان تقوده للتوبة.

كما استشهد البابا خلال عظته الأسبوعية مساء اليوم الأربعاء بالمزمور الذي قاله داود النبي حينما وقع في الخطية "ارحمني يا الله كعظيم رحمتك " وكتب ذاك المزمور بدموعه، مؤكدا إن لم يلم الإنسان ذاته في صلواته وقراءاته لن يتقدم إلى التوبة.

مشيرًا بأن الاعتراف أو الصلاة من الخارج دون تغيير لا تجعل الإنسان يتقدم إلى التوبة،  عليه أن يلوم نفسه دائما، وأنه لا يبحث عن أسباب للوم إلا ذاته، ولا يقيس الإنسان نفسه بآخر وإنما عليه أن يقيس الإنسان نفسه بالله، واستشهد بقول الكتاب المقدس:" كونوا كاملين كما أن أباكم كامل ".

واستطرد البابا:" أن فوائد الملامة تؤدي إلى توبة حقيقية، تجعل الإنسان يربح نفسه ويحقق الوصية، وإن الإنسان عندما يلوم نفسه يكسب الآخرين، وكذلك يرضي الرب، وأن الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج شرا لأن من فضلة القلب يتكلم اللسان.

وأشار البابا إلى أن الملامة تجعل الإنسان يسمع بقلبه صوت الله،وأن صوم الميلاد الذي بدأ الاثنين الماضي يركز بشدة على موضوع السمع الروحي، أما الصوم الكبير فيركز على العين الروحية، وجميعهم يصبون في قلب الإنسان.

وأردف البابا بأن هناك مقولة جميلة: "ليس أفضل للإنسان بأن يرجع بالملامة على نفسه "، وعندما تنجح في لوم نفسك سوف تستطيع أن تتوب توبة حقيقية، وحث البابا الحضور على الاجتهاد في الصيام والصلاة وأن يقيسوا أنفسهم بالعذراء والمسيح وأن يجتهدوا دائما للوصول إلى التوبة الخالصة.

وأكد البابا أن هناك كلمتين إن عاش فيهما الإنسان يربح ويحقق التوبة ولوم النفس وهما " حاضر وأخطأت " فإنهما يرتبطان بحياة الإنسان الصحيحة من اتضاع وطاعة.

وفي ختام العظة قال البابا تواضروس أن قداس الأربعين لشهداء كنيسة العذراء بالوراق سيكون يوم السبت المقبل الساعة الثامنة وإننا نتذكر إخواننا الذين سبقونا للسماء ونطلب شفاعتهم.
الجريدة الرسمية