رئيس التحرير
عصام كامل

الانقلاب على 30 يونيو!


أعتبر ما حدث يوم الاحتفال بالذكرى الثانية "لمحمد محمود"، انقلابًا صريحًا على ثورة 30 يونيو حين خرج ملايين المصريين من مختلف الأطياف السياسية والفئات الاجتماعية لكى ينهوا الحكم الإخوانى الاستبدادى.


هذا الخروج الشعبى غير المسبوق في التاريخ العالمى تبعه على الفور التدخل الجسور للقوات المسلحة بقيادة الفريق أول "عبد الفتاح السيسى" لدعم الإرادة الشعبية الظافرة.

واتضحت على الفور أبعاد المعركة، جبهة عريضة واسعة من الليبراليين واليساريين وشباب الثوار ضد أقلية من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، والتي هي – بحكم نشأتها الأولى- جماعة إرهابية قبل أن تكون جماعة دعوية تدعو لدين الله كما يدعى قادتها..
ألم يشكل الشيخ "حسن البنا" مؤسس الجماعة الجهاز السرى الذي كان مكلفًا باغتيال خصوم الجماعة؟

وألم يغتل أفراد من الجهاز السرى "النقراشى باشا" رئيس الوزراء والمستشار "الخازندار" وغيرهما من الشخصيات السياسية؟ وألم تحاول جماعة الإخوان عن طريق أحد أعضائها اغتيال "جمال عبد الناصر" في ميدان المنشية؟ وألم يقم بعض أعضاء الجماعة الإرهابية التي خرجت من "معطف سيد قطب" مفكر التطرف الإخوانى باغتيال الرئيس "أنور السادات"؟

هذه الجماعة الإرهابية – بحكم تاريخها- نجحت ويا للغرابة في أن تسيطر على مجمل النظام السياسي المصرى بعد ثورة 25 يناير!
استطاعت جماعة الإخوان المسلمين ببراعة أن تسرق الثورة ليس فقط ممن أشعلوها من النشطاء السياسيين، ولكن من جماهير الشعب المصرى التي خرجت في 25 يناير لإسقاط الحكم الاستبدادى للرئيس الأسبق "مبارك".

كيف استطاعت جماعة الإخوان المسلمين- عبر آليات الديمقراطية الشكلية- أن تسرق الثورة وأن تصل إلى حكم مصر بالكامل؟ حدث ذلك بعد حصولها على الأكثرية في مجلسى الشعب والشورى، وبعد نجاحها في الدفع "بمحمد مرسي" لانتخابات الرئاسة ونجاحه بالفعل، بفعل الغباء السياسي لأجنحة ليبرالية متعددة رأت في لحظة ما أن نجاح الفريق "شفيق" يعد نجاحًا للنظام القديم، ولذلك اصطفوا إلى جانب المعزول "محمد مرسي" وأسهموا في إنجاحه!

وجاء الرئيس المعزول وتولى الحكم وتنصل من كل وعوده للأجنحة الليبرالية التي أيدته، وتحول لكى يصبح بعد الإعلان الدستورى ديكتاتورًا مطلق السراح!

في 30 يونيو أسقط الشعب المصرى نظام الإخوان المسلمين الذين تحولوا- عبر مظاهراتهم التخريبية- إلى أداة لمحاولة هدم الدولة وتخريب المجتمع، وتحول عدوانهم على الشعب إلى إرهاب صريح، يتمثل في اغتيال القيادات الأمنية والهجوم على المنشآت الحكومية الرئيسية.

في خضم معركة الشعب ضد جماعة الإخوان المسلمين، خرجت شراذم متعددة ممن يطلق عليهم الناشطون السياسيون في ذكرى "محمد محمود" لكى تعتدى مرة أخرى على قوات الشرطة بالحجارة والمولوتوف! وكأنها تريد إعادة المآسى التي وقعت في حوادث "محمد محمود" السابقة، والتي تمت في الواقع نتيجة محاولة اقتحام وزارة الداخلية والاعتداء على قوات الشرطة.

وكان من الظواهر الملفتة للنظر هتافات بعض شراذم الناشطين السياسيين ضد الشرطة والقوات المسلحة حين عاد الهتاف القديم الزائف "يسقط حكم العسكر"!

يحدث ذلك في الوقت الذي تخوض فيه قوات الشرطة معركة مجيدة ضد جماعات الإخوان المسلمين التخريبية، وضد اغتيالات القيادات الأمنية، ويحدث ذلك أيضًا في الوقت الذي تشن فيها القوات المسلحة حربًا شرسة ضد الإرهاب سواء في سيناء أو في داخل البلاد بعد أن سقط المشروع الإخوانى، ما أفقد قادة الإرهاب صوابهم فقرروا الانتقام من الشعب الذي رفض حكمهم المستبد!

ليس هناك تفسيرا للاعتداء على الشرطة في ذكرى "محمد محمود" الثانية وفى الهتافات العدائية ضدها وضد القوات المسلحة إلا أنها في الواقع انقلاب صريح على ثورة 30 يونيو وما تمثله من قيم سياسية رفيعة.
آن الأوان لكى تراجع فئات الشعب المتيقظة السجل التخريبى لشراذم بعض الناشطين السياسيين الذين أصبح دورهم في الحياة السياسية الهدم وليس البناء!
الجريدة الرسمية