رئيس التحرير
عصام كامل

لا.. يا دولة الرئيس

فيتو

عندما تسمع دولة رئيس مجلس وزراء الثورة وهو يفقأ عينيك ويصم أذنيك بقوله " أنا لا أفهم مطالب البعض باعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية " فمن حقك أن تنزعج، لأن هذا القول ينطوي على استنكار مطالب هذا البعض،، فيبدو أن دولته قد نسي أن الشعب خرج يوم 26 يوليو مفوضًا حكومته ممثلة في أحد أعضائها وهو الفريق أول عبد الفتاح السيسي في القضاء على العنف والإرهاب المحتمل. إذن فحكومة دولته كانت تستشعر بما لديها من معلومات وتقارير بأن نار العنف والإرهاب تكمن تحت الرماد، ومن هنا كان طلب التفويض الذي يمت بصلة قرابة قوية لمطالب البعض الذين ينعي عليهم دولة الرئيس طلبهم.


تعالوا ننظر معًا في تعريف قانون العقوبات المصري في مادته 86 للإرهاب: " يقصد بالإرهاب في تطبيق احكام هذا القانون كل استخدام للقوة أو العنف أو التهديد أو الترويع، يلجأ اليه الجانى تنفيذًا لمشروع اجرامى فردى أو جماعى، بهدف الإخلال بالنظام العام أو تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، إذا كان من شأن ذلك إيذاء الأشخاص أو إلقاء الرعب بينهم أو تعريض حياتهم أو حرياتهم أو أمنهم للخطر، أو الحاق الضرر بالبيئة أو بالاتصالات أو المواصلات أو بالأموال أو بالمبانى أو بالأملاك العامة أو الخاصة أو احتلالها أو الاستيلاء عليها أو منع أو عرقلة ممارسة السلطات العامة أو دور العبادة أو معاهد العلم لأعمالها، أو تعطيل تطبيق الدستور أو القوانين أو اللوائح ".

وهنا يقفز السؤال: ماذا يفعل الإخوان غير ذلك ؟. أم أن ما يمارسونه أو يقولونه مفبرك أو فوتوشوب أو منقطع عن سياقه؟. يا دولة الرئيس لحظة تأمل واحدة في واقعة واحدة هي واقعة اغتيال المقدم / محمد مبروك ستجد أنها عملية تنطوي على فعل إرهابي مخطط من ألفه إلى يائه. فبداية كان لابد من اختراق الأمن الوطني حتى يتسنى الكشف عن هوية هذا الضابط من خلال معرفة اسمه الحقيقي واسمه الحركي، وبذلك يتم الكشف عن كل بياناته بسهولة ويسر.

وفوق ذلك أن الحادث ليس جنائيًا وإنما هو اغتيال سياسي لضابط أمن وطني يعد مسئولًا عن ملف قضية اتهام أول رئيس في تاريخ مصر متهم بالتجسس. فهل يملك أحد أن يصف هذا الفعل بغير أنه إرهابي بامتياز ؟؟؟، والفعل ليس منبت الصلة بفاعله، فإن كان الفعل إرهابيا ففاعله إرهابي بالضرورة. صحيح أنه لم يثبت تورط الجماعة في هذا الفعل قانونًا، إلا أن القاعدة الذهبية في البحث عن الجاني تقضي التفتيش عن صاحب المصلحة. وقول دولة الرئيس في مداخلة هاتفية مع أحد برامج التوك شو: "أنه يرى على المستوى الشخصي والسياسي والفكري أن جماعة الإخوان هي جماعة إرهابية " وتابع: "هذا ليس وليد الأمس، بل إن تاريخها المتراكم يدل على أنها استخدمت الإرهاب وسيلة للوصول إلى أهداف سياسية وهذا هو جوهر الإرهاب"، لا يعفيه من حق الشعب في الإنزعاج من تصريحه. خاصة في ظل التسريبات التي تقول بوجود عناصر إخوانية نافذة في السلطة التنفيذية تناهض ثورة يونيو وتجهض مطالبها، وهو ما يفسر الرخاوة في التعامل مع المظاهرات الإخوانية. ومن هنا يحق للشعب المصري أن يقول: لا.. يا دولة الرئيس.
الجريدة الرسمية