رئيس التحرير
عصام كامل

الدم و الدموع


جمعة الغضب كانت فى مثل هذا اليوم، ذات السيناريو يتكرر اليوم، الشعب ثائر، يغلى الدم فى عروقه، القمع الأمنى فاق الحدود، ضيق المعايش دفع كثيرين للتسول، الوضع السياسى يخنق الجميع، تزوير الانتخابات كان فاجرا، كان تزويرا تشوبه انتخابات، وليست انتخابات شابها التزوير، وهو ما يتكرر الآن بنصه، ما تغير هو الانتقال من حكم مبارك ونظيف والعادلى وسرور إلى مرسى وقنديل والشاطر وإبراهيم والكتاتنى وأحمد فهمى، بقيادة محمد بديع، أباهم الذى فى المقطم!!!.


حاول مبارك امتصاص الغضب الشعبى بأكثر من خطاب، ثم لجأ إلى الوعيد والتهديد، وهو ما فعله مرسى فى خطاب الأمس، أشار بإصبعه كثيرا متوعدا القوى الثورية بالويل والثبور وعظائم الأمور، رفع صوته كثيرا، هدد الجميع بعنف الشرطة وقوة الجيش، متوهما استطاعته إيقاف بركان الغضب، ثم دعا إلى حوار يجريه مع القوى الوطنية والحركات الثورية، حوار وهمى، يستمع إلى الجميع لكنه ينفذ إرادة المرشد وأوامره، ويستجيب لأوامر صاحب محلات البقالة الذى يقود مليشيات الإخوان، المسئول عن توزيع الرشاوى الانتخابية، من زيت وسكر ولحوم وبطاطس وبطاطين وأموال.

لن يستطيع أحد إيقاف ثورة الشعب، البركان انفجر، لن ترهب الجماهير قنابل الغاز ولا الطلقات الحية الموجهة إلى الرؤوس والصدور، لقد واجهوا ذات الموقف فى أيام مبارك الأخيرة فى الحكم، قبل وبعد تنحيه، وفى أثناء المرحلة الانتقالية التى تولى فيها العسكر حكم مصر، ولا يزال الأمن يمارس عنفه ورصاصه وقتله وترميل الزوجات، وثكل الأمهات وحصد أرواح زهرة شباب مصر.

الدم والدموع يفيضان، يغرقان وجه مصر وجسدها الطاهر.

فى مثل هذا اليوم كان محمد مرسى فى السجن، وتسللت كتائب فلسطينية وأحرقت اقسام الشرطة واقتحمت السجون، وهرول مرسى خارج السجن، فذاق مرسى طعم الحرية، ثم جلس الإخوان مع العسكر وعقدوا صفقة استيلائهم على الحكم، بمباركة أمريكا ورضا إسرائيل، ثم انتشرت ميليشيات الإخوان فى الشوارع، بعد تزوير فاضح وفادح، شاركت فيه المطابع الأميرية بنصيب وافر من بطاقات الانتخاب الموسومة سلفا لصالح مرسى، لتفرض جماعة الإخوان "مرسى" على الشعب بالقوة المسلحة والعنف والبلطجة.

ولاتزال مصر تنزف، وتحترق، ولا يزال مرسى يهدد ويتوعد، طوفان الدماء الطاهرة يتدفق فى طول البلاد وعرضها، الرصاص يحصد الأرواح، قنابل الغاز الكثيفة لا تزال تمطر الثوار، لكنه سوف يرحل كالمخلوع تماما، فقط يتبقى له خطابان، ليذهب حكم الإخوان إلى حيث تعلمون.
الجريدة الرسمية