رئيس التحرير
عصام كامل

الحرم والعلم !


ما هي المدينة الجامعية؟ إنها مكان لإيواء وإعاشة الطلبة المغتربين، قد يكون مبنى كبيرًا.. وقد يكون صغيرًا، وقد يكون عمارة مؤجرة أو عدة شقق في المدن الصغيرة والأقاليم.. المهم الهدف من هذا المكان هو تسهيل سبل الراحة والإقامة والتغذية للطلبة حتى يتفرغوا للدرس والمذاكرة - ما علاقة هذا المبنى كبر أو صغر بكلمة حرم؟ إلا إذا كان المعنى المقصود هو حدود المكان لكنه ليس حرمًا مقدسًا أو قدس الأقداس الذي لا تطأه الأرجل - ليس به أساتذة أو محاضرات أو ندوات.


ما حدث هذا الأسبوع من تجمهر وتظاهر وتخريب وحرق أشجار ومبان في المدينة الجامعية التابعة للأزهر يعد عملا إجراميًا بكل المقاييس.. خرقا للقوانين وبلطجة لا يليق بطلبة نتوقع منهم السلوك المهذب والمحترم فهم سيكونون قادة وأساتذة المستقبل القريب.

لماذا هذا الموقف الضعيف المتخاذل من قوات الشرطة؟ إنهم أمام حفنة من المتمردين يقومون بأعمال إجرامية في وقت من الليل.. كنت أتصور أن تدخل هذه القوات عبر الأبواب الخارجية لتحاصرهم، وتفحص أوراق كل شاب منهم.. من ينتمى للمكان يجبر على مغادرة المكان والعودة إلى غرفته ومن لا يمتثل يتم التحقيق معه وفصله من المدينة ويحل مكانه آخر.. تقدم للفوز بهذا المكان ولم يوفق ويعانى الأمرين في السفر اليومى للقاهرة والعودة إلى مدينته.

أما غير المنتمين للمكان فيتم القبض عليهم والتحقيق معهم.. ويتم ترحيلهم في سيارات إلى الوادى الجديد وإقامة معسكرات تلقنهم الأدب وأصول الدين.. ومعنى الوطن.. ومعنى علم البلاد الذي حرقوه في حرم المدينة الجامعية.
الجريدة الرسمية