رئيس التحرير
عصام كامل

أسامة القوصى يفتح النار بعد تبرؤ الدعوة السلفية منه: السلفيون أخطر على مصر من الإخوان

فيتو


  • شيوخ السلفية من تجارة السبح والمسواك إلى الملايين والسيارات الفارهة
  • السلفيون في ورطة والمصريون لفظوهم فطلبوا الرضا من أمريكا
  • الخطر الحقيقى يكمن في الجمعيات السلفية التي تنشر الإرهاب والتطرف
  • يعتبرون الوطن وثنا وتحية العلم شركا بالله
  • الدكتور أسامة القوصي، شيخ سلفي مستنير وعقلاني أحيانا، يري البعض أنه يمثل الأمل في إصلاح التيار الإسلامي، وفي المقابل تبرأت منه الدعوة السلفية بعد كشفه لحقيقة معتقداتهم وإظهار أخطائهم للجميع عقب الثورة، الرجل في بدايته كان سلفيا تكفيريا إلا أنه تخلي عن تبني مذهب "ربيع المدخلي" بعد سلسلة من المراجعات، معلنا أنه سوف يعتزل العمل الدعوى للتفرغ لمهنته الأساسية "الطب"..

-بداية حدثنا عن رؤيتك لمستقبل التيار السلفي سياسيا بعد سقوط دولة الإخوان ؟

الحقيقة أنه لا مكان للسلفيين على خارطة المستقبل، سواء على الساحة السياسية أو على مستوى الإرادة الشعبية، فهم انتهازيون يبحثون عن طريقة جديدة تمكنهم من الظهور مجددا كبديل لجماعة الإخوان من خلال الاتصال بالإدارة الأمريكية والاتحاد الأوربى، وبتعبير آخر -مسمار جحا في القصر الرئاسى - فالشعب نزل في 30 يونيو ليس ضد الإخوان فحسب، وإنما ضد الفاشية الدينية كلها بما تضمه من إخوان وجماعة إسلامية وسلفيين وجهاديين وسلفية جهادية وتكفيريين، خاصة بعد أن عانى الشعب منهم على مدى عام كامل، لذا فمحاولاتهم لن تخدع الشعب المصرى، وبالتالى هم في ورطة بعد أن أصبحوا بين خيارين، الأول يتمثل في المشاركة في المشهد السياسي ولكن بصورة أكثر ديمقراطية، والثاني ضرورة الحفاظ على قواعدهم وإرضاء الجماهير باسم الدين.

-وماذا عن تقييمك لأداء حزب النور في الفترة الأخيرة؟
حزب النور جاء من رحم التيار السلفى، وخلال السنوات الأخيرة السابقة لـ ثورة 25 يناير كان شيوخ السلفية يمارسون تجارة بيع العسل والمسواك والآن يركبون السيارات الفارهة، وهو ما يدعو للاندهاش والتساؤل عن أسباب التغير الواضح على مسار التيار السلفي في مصر، وأنت تعرف جيدا أن هذا كله كان ببركة "مرسي" وجماعته، إضافة للتمويل القطري لجمعيات أنصار السنة والجماعة السلفية والجبهة السلفية وغيرها من المسميات التي تجمع الملايين باسم الدين والشرع.

-وما هي مصادر تمويل الجمعيات السلفية الأخري؟
هناك مصادر عدة إضافة إلى قطر وبعض دول الخليج، ولكن الأهم أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم هذه الجمعيات بشكل أو بآخر، وهناك تبرعات تصل شهريا من بعض المنظمات ورجال الأعمال من الداخل، أما التبرعات الفردية من الخارج فترسل إليهم رغم كل هذه الحدود لإيمانهم بفكرة -لا حدود في الإسلام- التي تسهل عليهم ممارسة الأعمال الإرهابية وإرسال التبرعات من دولة إلى أخرى عبر اختراق الحدود الدولية مع الدول العربية المجاورة.

-ولكن هناك من يميل للتيار السلفي بوصفه التيار الإسلامي الأكثر صراحة والتزاما؟
السلفيون رغم صراحتهم إلا أنهم أخطر على المجتمع من جماعة الإخوان، وذلك نظرا لفهمهم الخاطئ للدين وممارستهم للتطرف والأعمال الإرهابية باعتبارها إرساءً لمبادئ الجهاد والمقاومة، زد على ذلك فتواهم الأكثر غرابة وتصريحاتهم غير المتزنة تجاه المبدعين والفنانين وتحريم الموسيقي والدعوة لهدم الآثار أو تغطيتها، لذا علينا أن نعرف جميعا أن تيارات الإسلام السياسي كانت تقف مع الإخوان في خندق واحد، وإن كانت مواقفهم تتفاوت وقت الأزمات.

-وهل تعتقد وجود اتصالات بالخارج من جانب السلفيين لمساعدتهم في الوصول للحكم ؟
لدى أدلة كثيرة تؤكد هذا الكلام، على رأسها زيارة نادر بكار لأمريكا منذ أربعة أشهر، كما أخبرنى الدكتور سعد الدين إبراهيم، بأنه كان وسيطا بين الإخوان والإدارة الأمريكية قبل 25 يناير، ولعب الدور ذاته بين السلفيين والأمريكان بناءً على طلبهم.

-في رأيك ما هي أبرز الأفكار المتطرفة لدى التيار السلفي؟
السلفيون يعيشون في الماضى وتخيلوا أن المرحلة التي سيطروا فيها على لجنة الدستور في عهد "مرسي" كانت ستتكرر في لجنة الـ50 التي انتهت من تعديل دستور 2012، وبالتالى فهم واهمون ولا يريدون الاعتراف بأن الشعب لا يقبل تواجدهم سواء على الساحة السياسية أو الدينية في المرحلة المقبلة، أما الخطر الحقيقي من وجهة نظري فيكمن في الجمعيات السلفية الداعمة لنشر الإرهاب والتطرف، أضف إلى ذلك أنهم يعبدون مشايخهم وما يقوله ياسر برهامى وسعيد عبد العظيم وأحمد فريد أوامر لا يمكن مناقشتها، ويعتبرون الوطن وثنا وتحية العلم شركا وعبادة لغير الله.
الجريدة الرسمية