رئيس التحرير
عصام كامل

البابا تواضروس ينعي شهداء حادثي دهشور والعريش في عظته الأسبوعية ويؤكد: سمع وطاعة الله أولويات الإنسان.. وعليكم بالانتباه إلى صوت الأطفال لأنهم يحملون رسالة لكم.. التزموا بالصلوات

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية

بدأ البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عظته الأسبوعية مساء اليوم الأربعاء، بالكاتدرائية المرقسية، بنعي ضحايا حادث قطار دهشور، مؤكدًا أن الحادث وقع نتيجة الإهمال، كما نعى شهداء الوطن من أبناء الجيش والشرطة، مصليًا من أجل وقف الأحداث التي وصفها باستنزاف للشباب المصري.


وقال " البابا " إن سمع وطاعة صوت الله أولويات الإنسان المسيحي، يسمع صوت الله أي يستجيب له إيمانيا، ثم تبدأ المرحلة الثانية وهي أن يفتح الإنسان قلبه لما يسمعه والحياة المسيحية حياة عمل كما علمنا السيد المسيح، ولكن مشكلة الإنسان هي عدم الاستماع، بالرغم من صلاحية أذنيه، وهذه كانت مشكلة اليهود لإثناء وجود المسيح على الأرض، كانوا يرون ولا يبصرون ويسمعون ولا يستجيبون، ولهذا يتعين على الجميع الاستعداد الإيماني، وفتح القلب، والعمل بما تستمع إليه من الأمور الروحية.

وأضاف أن صوت الله في العهد القديم كان من خلال الشريعة "الوصايا العشر" صوت الأنبياء، مثلما كان يبكي النبي أرميا لعدم استجابة اليهود لصوت الله، أما في العهد الجديد يوجه صوت الله إلى الناس من خلال الكنيسة وآبائها، من خلال كلمات الإنجيل والمطبوعات الروحية.

وتابع: في العهد القديم سمع " موسى النبي " صوت الله من العليقة وكذلك في البرية، وفي العهد الجديد يسمع صوت الله من خلال القداس والصلوات، مثلما سمع القديس أغسطينوس سيرة القديس أنطونيوس التي كتبها القديس اثناسيوس حال نفيه تغييرا وأصبح أسقفا ذائع الصيت في تاريخ الكنيسة.

وأكد البابا أن صوت الله قريب جدا وقد تصل إليك رسالة من خلال أحد أقاربك وقد يكون طفلًا أو شريك الحياة أو الصديق، وذلك لأن الله على الباب يقرع وينتظر الاستجابة، واستشهد باستجابته لمطلب اللص اليمين على الصليب وقولة اليوم تكون معي في الفردوس.

ووجه حديثه للحضور مشددًا على ضرورة التزامهم بحضور الصلوات، لأنه قد تأتي إليهم كلمات الله لكن في التفافة يفقدونها، وأن الله يرسل كلامه من خلال أشخاص أنقياء، وأن الله عندما وجد حال الإنسان في الخطيئة نزل بنفسه ليتكلم مع الإنسان عن قرب.

وأردف البابا خلال عظته الأسبوعية التي جاءت تحت عنوان " صوت الله " متسائلًا كيف نميز صوت الله عبر الأذن الحساسة؟ فإن الإنسان في الضوضاء لا يستمع جيدا، ولكن صوت الله قريب ويقرع على باب القلب وينتظر الاستجابة ويقرع باشتياق، ولكن الإنسان ينشغل في همومه وملذاته والأخبار وبرامج التوك شو، فكيف يستمع لصوت الله في ظل هذه المشغوليات؟


وأوضح أن الكتاب المقدس يتحدث عن صوت الله، "إن صوت حبيبي قارع، افتحى لي يا أختي يا حبيبتي يا كاملتي لأن رأسي قد امتلأ من الطل وقصصي من ندى الليل" وهي آية من سفر نشيد الإنشاد، موضحا أن البابا يقرع قرعات خفيفة من خلال البركات الزمنية أو آية من الكتاب المقدس، والقرعات الشديدة من خلال المتاعب أو المرض ولكنها لخير الإنسان وأن جميعهم يؤكدون أن الله مشتاق للإنسان، وأن صوت الله مستعد للتعامل مع الإنسان وكأن ذلك بداية في صفحة جديدة.


وأشار إلى آية في الكتاب المقدس وهي " هأنذا واقف وأقرع فإن سمع أحد صوتي وفتح أدخل وأتعشى معه"، بأن ما يصنعه الله مع حياة الإنسان، لافتًا إلى أن هناك طائفة من البشر لهم آذان ولكنهم لا يستمعون لصوت الله.

وأوضح أن أصحاب القلوب الغليظة سبب عدم الاستجابة إلى صوت الله من فتجد شخصا قلبه ليس به محبة وكلام الله لا يجد صدى لديه، وربما شخص لا يستمع لصوت الله بسبب الكبرياء، حيث لا يستمع إلا لذاته ويعتقد أن فكره أفضل فكر في العالم، وأن من أسباب عدم الاستجابة لصوت الله العناد، وتشبث الشخص برأيه، أو بسبب خوفه أو جبنه.. الخلاصة إن سمعتم صوت الله لا تكن قلوبكم قاسية.

وفي ختام عظته أعلن عن افتتاح مزار القديس أثناسيوس الرسولي، وهو القديس الذي أحضر رفات "جسده" البابا شنودة أثناء زيارته للفاتيكان منذ أربعين عاما، وأودع رفاته في مزار، وقال البابا: وجدنا أنه من المناسب عمل مزار خاص به وهو بمثابة كنيسة صغيرة يمكن عمل قداسات به ونفس الكنيسة بها جسد ميخائيل إبراهيم والمتنيح "المتوفى"، الأنبا صموئيل الذي استشهد عام 1981 والأنبا أغريغوريوس الذي تنيح عام 2001 وهذا مزار للآباء ليعبر عن محبتنا لهم.
الجريدة الرسمية