رئيس التحرير
عصام كامل

جوهر الصقلى .. أنشأ القاهرة والأزهر .. وأمر بتغيير صيغة الأذان

جامع الأزهر بالقاهرة
جامع الأزهر بالقاهرة

لا يختلف أحد على فضله الكبير فى توسيع رقعة الدولة الفاطمية فى شمال أفريقيا، كذلك دوره الكبير فى السيطرة على مصر، واتخاذها قاعدة للخلافة الفاطمية، بعد أن فشلت محاولات الفاطميين قبله فى ضم مصر للخلافة، فاستطاع بحسن تدبيره وفراسته استغلال ضعف الدولة العباسية، لتحقيق أطماع الدولة الفاطمية الناشئة.


ولد "جوهر الصقلى" عام 928 ميلاديا وكان أحد الأمراء من أصل كرواتى من إقليم باجانيا الذى كان يخضع للإمبراطورية الكرواتية؛ أسر أثناء الحرب بين كرواتيا وفينيسيا.

بعد عدة سنوات سافر إلى الخليفة المنصور بالله الفاطمى، حتى أصبح بعد ذلك قائد القوات الفاطمية فى عهد المعز لدين الله الفاطمى الذى أعتقه وجعله من المقربين إليه، وسرعان ما أثبت جوهر كفاءته بأن قاد معظم حملات الفاطميين على شمال أفريقية، ونجح فى إخضاعها .

جاء "جوهر الصقلى" إلى مصر بقيادة جيش ضخم بتكليف من الخليفة الفاطمى المعز لدين الله الفاطمى، فدخل الإسكندرية، ثم الفسطاط دون قتال أو مقاومة تذكر، بعد أن أعطى الأمان للمصريين، وبعد أن توطد حكمه بمصر، بدأ فى تجهيز نقل الخلافة إلى مصر، فبدأ فى تأسيس مدينة القاهرة رابع عواصم مصر الإسلامية؛ لتكون مقرًّا للخليفة الفاطمى فى مصر، فبنى للخليفة قصرا فخما شمال الفسطاط، وبنى معه منازل الوزراء والجند، وكانت هذه بداية مدينة القاهرة، كما أنشأ الجامع الأزهر ليكون مركزا يتلقى الناس فيه عقائد المذهب الشيعى، كما أمر المؤذنين فى المساجد بأن يؤذنوا بحى على خير العمل بدلا من حى على الفلاح.

حكم جوهر الصقلى مصر نحو ثلاث سنوات من 969 م ، 358 هـ إلى 972 م ، 362 هـ كإحدى الولايات الفاطمية نائبا عن الخليفة الفاطمى المعز لدين الله الفاطمى .

فكان حاكما عادلا يجلس للمظالم بنفسه ويرد الحقوق لأصحابها ويضرب على أيدى المفسدين ومثيرى الاضطرابات، كما كان يمنع الجند المغاربة من الاعتداء على الأهالى.
الجريدة الرسمية