رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

على الــ"فيس بوك".. الشعب يريد دعم الحشيش

الرئيس الراحل محمد
الرئيس الراحل محمد انور السادات

إذا كنت تملك حسابا على «الفيس بوك» ستكون المهمة سهلة جدا لتدخل فضاء الحشيش الإلكترونى.. الحشيش حروف ستة بمجرد أن تكتبها أعلى الصفحة - في خانة البحث- ستجد اختيارات كثيرة أمامك عن الحشيش، ما بين صفحات شخصية أسسها صاحب مزاج يشكو من ندرة الحشيش بعد الثورة، ومن الممكن أن يقدم لك «خارطة طريق» سهلة للحصول على منتجك المفضل من تاجر مضمون، ولن يكون غريبا إذا وجدت من يسطر مأساته بعدما قامت وزارة «العادلى» السابقة بحملة تمشيط - قبل خلعه - لكل أوكار الحشيش وأماكن بيعه.. فأصبح حصولك على شقة «إيجار قديم» أو «تمليك» بسعر مناسب أسهل من أن تمسك بين يديك «طربة» حشيش أفغانى من النوع الجيد غير المطبوخ أو «الفستك» كما أطلق عليها «الفخرانى» في رائعة محمود أبوزيد «الكيف».


الصفحات الشخصية لن تكون الخيارات الوحيدة التي سيقدمها لك محرك بحث «الفيس» فسرعان ما ستجد أمامك «جروبات» لا يصل بين أعضائها رابط سوى «الحشيش» فما بين جروب «وزارة الحشيش العالى.. التعليم العالى سابقا» وجروب «ياتسيبوا البلد ياتسيبوا الحشيش» ستصطدم بعشرات الجروبات التي تتنوع ما بين مؤيد ورافض وثالث متعاطف اتفقوا جميعهم على المكانة التاريخية التي يتمتع بها الحشيش، ليس هذا فحسب بل تمادي مريدو «الطربة» في ذكر بطولات وفتوحات وانتصارات كان «الدخان الأزرق» هو البطل المغوار الذي لا يشق له غبار.

السياسة لم تكن أيضا بعيدة عن الحشيش والكلام المتداول في الصفحات الشخصية والجروبات فكل مشهور «حشاش» بالطبيعة والسليقة، ومن لم يدخن سيجارة استنشق من «كوباية» على طريقة الفنان «محمد شرف» في فيلم «مطب صناعى»، والرءوساء كانوا هم الأكثر حظا في الرابط بين خطبهم وخطواتهم وتصريحاتهم وصورهم أيضا والنوع الذي يتناولونه وطريقة التناول أيضا، فالشارع تحدث قبل «الفيس» عن الرئيس السادات وصدماته الكهربائية وسر الدخان الأزرق الذي يخرج من «البايب» الأسود الشهير الذي لم يفارقه إلا يوم حادثة المنصة.

بايب السادات لا ينافسه سوي القذافي زعيم ليبيا الراحل وحكايات الحشيش الرئاسى من فوق منصة التتويج يقف على رأسها القذافي مسبوقا بتصريحاته وأقواله وأفعاله دون شريك أوصديق، فالزعيم المفدى كان طوق النجاة «لحشاشى» الفيس بوك خاصة أثناء الثوره الليبيه الذين كرموا أباهم الذي علمهم «الضرب» فصنعوا له - اعترافا بجميله - جروب خاص حمل عنوان «الحشيش برعاية القذافى» وصورة تظهرالرمز الثورى وهو في أقصى درجات «السمو» وتحتها بيت شعر يصف حالته الثورية ومأزقه السياسي الذي أذهل العالم لغبائه يقول «لا تأسفن على غدر الزمان.. لطالما رقصت على جثث الأسود كلاب.. لا تحسبن برقصها تعلوا أسيادها تبقى الأسود أسود والكلاب كلاب..

ومن جروب القذافى سرعان ما ستجد نفسك غارقا حتى أذنيك في جروبات كثيرة تختلف في الشكل لكن المضمون واحد وهى والغاية واحدة وهى الحشيش والسؤال عنه وأسعاره وأنواعه وطرق تناوله والأماكن المثالية للحصول عليه بعيدا عن أمين شرطة «غلس» أو دورية ليلية تبحث عن صيد ثمين في وقت ندر فيه العزيز الغالى. «الشعب يريد دعم الحشيش» الجروب الأكثر شهرة والوحيد الذي تعلم من الثورة لغة الشعارات فتحدث بصيغة الجمع وجعل الحشيش مطلبًا جماهيريًا وضرورة حتمية كالماء والهواء والأكل والملبس، واكتفى الـ«ADMAIN» المسئول عن الجروب في خانة المعلومات بسيجارة حشيش من النوع «الأكسترا» تسر عين الحشاشين..

 لكن حائط الجروب حملت الكثير من الصدمات والسخريات التي تؤكد أن «الدماغ العالى» جواز المرور الذي يجب أن تبرزه قبل أن تتم الموافقة على «الإعجاب» الذي ستسجله لو كنت أخ محب، مثل قول أحد أعضاء الجروب «نصيحة محشش للطلاب قبل الامتحانات «أيها الطلاب لا تجعلوا المذاكرة تلهيكم عن الامتحانات». وآخر يصر على أن يؤكد على روح الفكاهة التي صنعتها «كوباية الحشيش» فيقول «واحد محشش عنده حساسية من الميه.. جات نقطة على إيده.. قام غسلها. وما زلنا في الجروب ذاته الذي سجل «إعجاب» فيه أكثر من 1000شخص، فيقول أحدهم تعليقا على رسائل شركات الاتصالات «عميلنا المسطول معك شركة مخدرات فون.. أنت على نظام سوبر بانجو.. إذا أردت التغيير إلى حشيش بلس فسوف تحصل على دفتر بفرة مجانا.. خدمة اتكلم واتكيف». الهرتلة كانت هي العامل المشترك بين غالبية الجروبات الباقية والتي تنوعت ما بين «الخمر حرام والحشيش شبهاااااات» و«فين الحشيش» و«دولة الحشيش» وأخيرا جروب «الصفحة الرسمية لتجار الحشيش على الفيس بوك».
Advertisements
الجريدة الرسمية