رئيس التحرير
عصام كامل

سقوط "روبرت فيسك"

 روبرت فيسك
روبرت فيسك

هناك صحفي بريطاني شهير مثير للجدل يدعى روبرت فيسك، فهو متعاطف على نحو مكشوف مع الجماعات الإرهابية ،، فهو من أساء الأدب مع الشعب المصري بمقاله الذي نشره بصحيفة الإندبندنت البريطانية الجمعة 15 / 11 / 2013 بعنوان "عبادة المصريين للجنرال الذي أطاح بالرئيس مرسي".

فمن الواضح أن أول قصيدته كفر، فهو يعلم أن عنوان مقالته إساءة متعمدة للمصريين، كما أنه يعلم أن هناك بونًا شاسعًا بين الحب والتقدير والامتنان لشخص أو مؤسسة وبين العبادة. نعم ما أورده صحيح بشأن تناول الناس للحلوى التي تحمل صورة الفريق السيسي، وأن لديهم استعدادا لشراء وتلميع صورته، إلا أن قراءته لهذا المشهد على هذا النحو خاطئة، فليست هذه عبادة وإنما تعبير عن الخيط الرفيع الذي يربط بين الشعب وأحد أبنائه، إنه الحب والدفء يا روبرت فيسك. 

وهذا الحب ليس نابعًا من كون السيسي قد أطاح بمرسي، وإنما من استجابة قائد لنداء شعبه بتخليصه من الكابوس الذي جثم على صدره في غفلة من الزمن. ويتابع فيسك: "السيسي سرق قلوب المصريين واستحوذ على عقول الناس، لكن إذا تفاقم الوضع الأمني أو الانهيار الاقتصادي فلن تستمر شعبيته هكذا". 

وهذه اللغة غريبة علينا لأنها تنطوي على مغالطة من ناحية، ونغمة تحريضية من ناحية أخرى. أما المغالطة فقوله: "سرق". والسرقة جريمة وهي تنطوي على قنص دون مقابل. والسيسي استحوذ على قلوب وعقول المصريين بمقابل، هذا المقابل هو إفشال المخطط الغربي الصهيوأمريكي في تفتيت المنطقة وإعادة رسم خريطة أشلائها بما يتوافق مع مصالحهم.

أما النغمة التحريضية التي ينطوي عليها كلام فيسك فتتمثل في قوله: "لكن إذا تفاقم الوضع الأمني أو الانهيار الاقتصادي فلن تستمر شعبيته هكذا" وهي جملة استدراكية على إقراره بأن السيسي مكانته بين شعبه في القلوب والعقول وهو بعبارته تلك يكون قد أوصد الباب في وجه الإخوان لأن من كانت مكانته هكذا بين شعبه فإنه يوقع في سجل عظماء الشعوب.

كان لابد من الاستدراك لفتح باب الأمل، ولا أمل بحسب نصيحته المشبوهة إلا بتفاقم الوضع الأمني أو الانهيار الاقتصادي، هذا هو سبيل وقف سيل الشعبية المنهمر، لأن استمرار شعبية السيسي استنزاف لشعبية الإخوان، وفي ذلك تفسير لتظاهرات الإخوان وشغبهم وإرهابهم على أمل إيقاف استمرار سيل الشعبية المنهمر للفريق السيسي.
الجريدة الرسمية