رئيس التحرير
عصام كامل

«حماس» made in «تل أبيب».. تأسست بتشجيع من شمعون بيرس لضرب «فتح».. تخلت عن مقاومة إسرائيل لخدمة أجندات إقليمية.. تلعب دورًا مشبوهًا لتقسيم الشرق الأوسط.. وتتخفى خلف ستار

حركة المقاومة الإسلامية
حركة المقاومة الإسلامية «حماس-ارشيفية

اتهامات عدة تواجه حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، تزامنا مع إحياء الذكري الأولي للعملية العسكرية عامود السحاب التي شنتها قوات سلاح الجو الإسرائيلية على قطاع غزة في نوفمبر 2012..


أولى هذه الاتهامات أن حماس تدعم نظام الإخوان في مصر، وتسعى للتدخل في الشأن الداخلي المصري، وأنها السبب الرئيسي في توتر الأوضاع الداخلية في سيناء ودعمها الدائم للتنظيمات السلفية الجهادية في سيناء للعمل ضد الجيش المصري، مما أجج العديد من العامة ووسائل الإعلام ضد الحركة التي قامت على أساس انها مقاومة ضد العدوان الإسرائيلي، بينما تغيرت أهدفها مؤخرا للتحول إلى حركة نفعية تخدم مصلحتها الشخصية حتي ولو على حساب القضية الفلسطينية.

ومن هذه النقطة الجوهرية التي حولت التعاطف المصري العربي مع حركة حماس إلى هجوم لاذع عليها، نظرا للتدخلات السافرة في الشأن الداخلي المصري وأتهمها في عدد من العمليات التخريبية مثل مذبحتي رفح الأولى والثانية، فضلا عن احمالية تورطها بالاشتراك في عمليات اقتحام اقسام الشرطة والسجون إبان ثورة 25 يناير.

الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا للدراسات، قال إن الخلاف المصري مع حماس يكمن في قضية الأنفاق ودخول العناصر السلفية الجهادية من غزة إلى سيناء للقتال ضد الجيش المصري، مشيرا إلى أن هذا الوضع مؤقت وليس دائما.

وأشار إلى أن الإعلام المصري يخلط بين علاقة الإخوان بحماس وبين أن حركة حماس جماعة فلسطينية تقع على حدودنا الشرقية ومن الممكن أن نستفيد بها في صراعنا ضد إسرائيل.

وأوضح أن هناك جماعات سلفية متشددة وهي ما تسمي بالسلفية الجهادية داخل قطاع غزة هي من تعمل ضد الجيش المصري، وهي عبارة عن 6 تنظيمات سلفية جهادية موجوده في سيناء تمول من السلفية الجهادية في غزة مثل تنظيم "جيش الإسلام" وهو تنظيم يتم تمويله من تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى كثير من التنظيمات وجماعات العنف السلفية والمتمثلة في وأنصار بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وأنصار الشريعة والتوحيد والجهاد والتنظيمات"صاحبة الرايات السوداء "والخ.

وأكد أن كل هذه التنظيمات- التي مقرها غزة- تعمل ضد الأمن القومي المصري من خلال مد التنظيمات المسلحة في سيناء ومساعدة ما يزيد على 6 آلاف مقاتل من تنظيم القاعدة للعمل في سيناء، مشيرا إلى أن هذه التنظيمات ليس لها علاقة بحماس فهي تنظيمات مستقلة.

ولفت "رفعت" في حديثه إلى أن هناك فرقا بين حركة حماس الخارجية المتمثلة في خالد مشعل وإسماعيل هنية وقيادات المكتب السياسي، وحماس الداخلية التي تقوم بدور المقاومة ضد إسرائيل والمتمثلة في الكتائب المسلحة بقيادة أحمد الجعبري الذي تم اغتياله في نوفمبر الماضي.

وأكد أن حماس الخارج والمتمثلة في قيادة المكتب السياسي تحمل أجندة قطرية أمريكية خالصة .. وبدأت تنحرف عن أهداف المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، بل أصبحت جزءا من تل أبيب، وعلي وجه الخصوص رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي أصبح جزءا من المشروع القطري والأمريكي، بحسب قوله.

وأشار إلى أن الكتائب الحمساوية المسلحة في الداخل فهي ليست ضد مصلحة مصر على الإطلاق بل هي تؤيد المصلحة المصرية، لافتا إلى أنه من مصلحة مصر الاستراتيجية هذا لأنه من الممكن أن يتم مساعدة الجيش المصري من قبل كتائب حماس المسلحة الداخلية في الوقوف أمام إسرائيل لإجهاض مخططات تل أبيب في إقامة سد النهضة الأثيوبي وذلك على طريقة مقاومة سوريا وإيران لإسرائيل باستخدامهم لحزب الله الجنوب لبناني، بالتالي يجب صنع أدوات للدفاع عن مصالح مصر السياسية بتوطيد العلاقة مع كتائب حماس المسلحة.

حماس صناعة إسرائيلية
وأشار الدكتور طارق فهمي، المحلل السياسي والخبير في الشئون الإسرائيلية، إلى أن حماس منظمة تشكلت عبر جمعيات متعددة في الأراضى الفلسطينية والتي كان امتدادها من حركة الإخوان في مصر، مشيرا إلى انها قامت بدعم وتسهيلات إسرائيلية من أجل خلق توازن في القوى والعمل ضد حركة فتح وسائر المنظمات الفلسطينية.
ولفت فهمي إلى أن هناك الكثير من الأدلة أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وخصوصا الشين بيت والعديد من المؤسسات العسكرية ساعدت على تنامى دور ونشاط حركة حماس في الأراضى الفلسطينية.

وأضاف أنه وفقا لتصريحات سفير الولايات المتحدة الأسبق لدى السعودية شارلز فريمان، فإن جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى الشين بيت كان وراء إنشاء حماس، لزحزحة منظمة التحرير الفلسطينية وحركة «فتح» عن الساحة والتواجد في الشارع الفلسطينى.
وتروى قيادات في المخابرات المركزية الأمريكية أن دعم إسرائيل الزائف للأنشطة الإسلامية كان محاولة مباشرة لتقسيم وتخفيف الدعم عن منظمة التحرير .. وذلك باستخدام بديل دينى منافس، مشيرا إلى قول رئيس الوزراء الروسى الأسبق، يفجينى بريماكوف "إن المخابرات الإسرائيلية الموساد هي من صنعت حماس، وهى الآن تجنى حصاد ما زرعت"، لافتا إلى أن هدف إسرائيل من وضع تسهيلات لحركة حماس هو الضغط على حركة فتح من أجل تقديم تسهيلات وتنازلات لإسرائيل أثناء المفاوضات.

وأشار فهمي إلى أن مساس حماس بالأمن القومي جاء في فترة الرئيس المعزول محمد مرسي، عن طريق الأنفاق والتي جاء من خلالها تهريب السلاح إلى سيناء، بالإضافة إلى دعم التنظيمات السلفية الجهادية داخل قطاع غزة والتي تسللت إلى سيناء.
وأشار إلى أن الضرر الأكبر يأتي من الأنفاق نظرا لأنها تعتبر استثمارا كبيرا لعدد كبير من قادة حركة حماس لأنها يفرض عليها ضرائب .. إضافة إلى أن جزءا كبيرا من اقتصاد حماس قائم على ما تجلبه الانفاق، مما يؤثر على الأمن القومي المصري بصورة أو بأخري.

حماس تخلع عباءة المقاومة
وقال الدكتور منصور عبد الوهاب، المحلل السياسي والمترجم العبري للرئيس الأسبق حسني مبارك، إن حركة حماس خرجت عن عباءة حركة مقاومة إسلامية ضد الاحتلال الإسرائيلي لتبني أجندات إقليمية بعيدا عن خدمة الشعب الفلسطيني وقضيته وهي مهمتها الأساسية.
وأشار إلى أن العامل المشترك بين حماس والإخوان أن الاثنين يخضعان للتنظيم الدولي للإخوان الذي لا يعترف بالأوطان أو بالقوميات ولكن يعترف فقط بمفهوم الخلافة الإسلامية، إذا أن حركة حماس من بدايتها وحتي الآن هي لاتخدم القضية الفلسطينية.

وردا على الأصوات التي تقول بأن الانفاق ليس لها أي نشاط تخريبي في التهريب سوي الغذاء ومواد البناء، قال: "يجب أن نعلم أن النفق الذي يتكلف حفره 500 ألف دولار أو 750 ألف دولار لايمكن أن يقتصر دوره على تهريب الغذاء ومواد البناء فقط، بل أنه بالتأكيد كان يوجد تجارة مشبوهة مثل السلاح والمخدرات والنساء وكل أمر غير مشروع يهدد الأمن القومي المصري".

وأضاف أن حماس فقدت شرعيتها كحركة مقاومة ضد العدوان الإسرائيلي بعدما تحولت إلى حركة نفعية تخدم مصلحتها وتعمل على تحقيق أهداف إقليمية أي انها تحولت إلى حركة برجماتية سياسية تخدم مصالحها فقط، مشيرا إلى انها ترتبط بعلاقات مع تركيا التي تبحث عن حلم الخلافة العثمانية من جديد وقطر التي تبحث عن دور لها في المنطقة، وبالتالي أصبحت أداة في يد أمريكا وإسرائيل لإعادة تقسيم الوطن العربي.

وأكد عبد الوهاب أن حركة حماس قامت بتشجيع من الرئيس الإسرائيلي "شمعون بيرس" الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية الإسرائيلي في منتصف ثمانينات القرن الماضي وكان يهدف حينها إلى ضرب حركة فتح والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
الجريدة الرسمية