رئيس التحرير
عصام كامل

هل محمود سعد عميل للمخابرات الأمريكية؟!


من يظن أن عملاء اليوم مثل عملاء الأمس فهو في تخلف شامل عما يجري في العالم في سنواته الأخيرة.. انتهى عصر عميل المخابرات الذي يتدرب على الحبر السري وأصول التهرب من المراقبة وإجادة وسائل خداع أجهزة الأمن والتعامل مع مختلف اللحظات الحرجة واستخدام أدوات التنكر وأن له ضباطا يتلقى منهم التوجيهات والتعليمات وغيرها.. انتهى كل ذلك.. كل سكان العالم يجلسون مع بعضهم يوميا على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الحديثة وكان الله في عون كل أجهزة المخابرات في كشف العملاء والجواسيس والتوصل إليهم..


العملاء اليوم لهم شروط وواجبات ومهام مختلفة.. بعضهم يجلس في بيته لا هم له إلا التخديم على فكرة معينة يلعب عليها طوال الوقت على شبكات التواصل والمواقع والصفحات المختلفة.. آخرون هدفهم إرباك وعدم استقرار الدول التي يستهدفونها.. غيرهم أعضاء في وظائف عليا دورهم الدخول في اتفاقات دولية تستهدف توريط الحكومة التي يمثلها أو تأخير انطلاق مشروع مهم أو الشوشرة عليه او تشويهه أو إهدار الأموال العامة أو التشكيك في المصداقية أو التسبب في قرارات تثير غضب الناس وحنقهم على النظام الحاكم..

فمثلا.. مثلا.. من الضابط الذي اقترح الحرب الشعواء على مخدر الحشيش في الشهر الأخير من حكم مبارك؟ وهو يعلم أن هناك دعوة للثورة وأن القرار مفاجئ ويضاعف من غضب فئات عديدة؟ لا نقول طبعا إنها خرجت للتظاهر بسبب منع الحشيش وإنما ساهم غضبها قبل انفجار يناير بشهر كامل في منح الانطباع بأن كمية الغضب عارمة مما ساهم ذلك في تشجيع فئات مترددة من النزول.. وهكذا.. فتش عن القرارات التي تربك أي حسابات.. مهما كانت صغيرة وابحث في أي اتجاه تصب!

وأي رصد لأداء الإعلامي محمود سعد يقول الآتي: ساهم في تخفيف الضغط عن نظام مبارك ببرامج خفيفة متابعتها لا تفيد والانصراف عنها لا يضر.. ثم يلعب دورا مهما في تفريغ الغضب ضد نظام مبارك في لحظات مطلوب فيها التنفيس عن الناس ثم يلعب دورا مهما للتعاطف مع أسرة الرئيس في حادث الحفيد الراحل.. ثم الانقلاب على نظام مبارك في اللحظة بعد الأخيرة ومع ذلك يغفر له الكثيرون ما سبق ويعتبرونه منحازا إلى الثورة..!!

ثم نراه ويراه غيرنا منحازا إلى إنجاح أكبر جماعة فاشية في تاريخ الجماعات السياسية مرددا معها عبارات يراها هو ضد " العسكر " ويراها غيره أنها تستهدف الجيش.. ثم يعود تدريجيا ليتراجع من جديد ضد الرئيس الذي انتخبه ويؤيد الثورة عليه وفجأة نلمح له تراجعا عن التراجع لكنه يبقى في إطار حرية الرأي والتعبير وهذا من حقه.. إلا أننا نرى ضيوفه يشكل خط استضافتهم المستقيم رسالة محددة.. وبعدها وفي يوم وصول الوفد الروسي الرفيع تراه يستضيف فجأة من يطالب بمحاكمة السيسي الذي يعتبره الكثيرون ونعتبره يدخل في معركة كبيرة وشريفة وعظيمة ضد النفوذ الأمريكي في المنطقة ويصفع رئيس الولايات المتحدة صفعا..

إلا أننا لا نرى " سعد " يرد بما يليق بالحدث ولا بالاتهامات ولا بالمطالب وكأنه حزين في هذا اليوم على غياب النفوذ الأمريكي من المنطقة والذي يقول ضيفه أيضا إنه ضد ما جرى في مصر منذ ثورة يوليو حتى الآن - وهي التي تمثل التحدي الرئيسي للنفوذ الأمريكي - بل ويعتبره حكما عسكريا! ونرى " سعد " الذي يجيد الاشتباك مع ضيوفه لطيفا طيبا حنونا وكأنه مسرور بما يسمعه من ضيفه!!!!

الآن.. ربما تسبب العنوان الصادم للمقال في استفاقة سعد.. ربما.. لأننا إن قدمنا الإجابة عن السؤال العنوان فهي بالنفي.. نعم.. لا نصدق أن كل ما سبق بترتيب ما يشترك فيه سعد بأي نية.. إنما في الإطار العام مسار سيئ لإعلامي آن له أن يجلس مع نفسه.. ويراجعها.. ويسألها: ما سر كل هذا الذي يجرى..؟ ولماذا كل هذه التقلبات وربما الانقلابات وفي وقت قصير وفي أشياء يتوصل إليها المواطن العادي البسيط أسرع مني؟ ومن يمكن أن يستفيد بما أقدمه من إعلام؟ ومن الذي اقترح على ضيفي في هذا اليوم تحديدا وعندي الأيام كثيرة؟

عليه أن يسأل نفسه ألف سؤال وسؤال.. فلا يمكن أن تكون مسيرة إعلامي كبير ليست إلا سلسلة من التقلبات غير المقبولة.. وقفزا بين أشجار لا يجمعها بستان.. وآن الأوان أيضا ألا يغفر له مثقفو الغبرة أي هفوة.. شفاعة لصحبة مقهى.. أو لاعتبارات زمالة معه أو مع غيره .. في حين تراهم لا يرحمون غيره ممن لا تصل هفواتهم ربع هفوات جناب الإعلامي المذكور.. في سلسلة تناقضات نخبوية لا تريد أن تنتهي..!

من يظن أن عملاء اليوم مثل عملاء الأمس فهو في تخلف شامل عما يجري في العالم في سنواته الأخيرة.. انتهى عصر عميل المخابرات الذي يتدرب على الحبر السري وأصول التهرب من المراقبة وإجادة وسائل خداع أجهزة الأمن والتعامل مع مختلف اللحظات الحرجة واستخدام أدوات التنكر وأن له ضباطا يتلقى منهم التوجيهات والتعليمات وغيرها.. انتهى كل ذلك.. كل سكان العالم يجلسون مع بعضهم يوميا على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الحديثة وكان الله في عون كل أجهزة المخابرات في كشف العملاء والجواسيس والتوصل إليهم..

العملاء اليوم لهم شروط وواجبات ومهام مختلفة.. بعضهم يجلس في بيته لا هم له إلا التخديم على فكرة معينة يلعب عليها طوال الوقت على شبكات التواصل والمواقع والصفحات المختلفة.. آخرون هدفهم إرباك وعدم استقرار الدول التي يستهدفونها.. غيرهم أعضاء في وظائف عليا دورهم الدخول في اتفاقات دولية تستهدف توريط الحكومة التي يمثلها أو تأخير انطلاق مشروع مهم أو الشوشرة عليه او تشويهه أو إهدار الأموال العامة أو التشكيك في المصداقية أو التسبب في قرارات تثير غضب الناس وحنقهم على النظام الحاكم..

فمثلا.. مثلا.. من الضابط الذي اقترح الحرب الشعواء على مخدر الحشيش في الشهر الأخير من حكم مبارك؟ وهو يعلم أن هناك دعوة للثورة وأن القرار مفاجئ ويضاعف من غضب فئات عديدة؟ لا نقول طبعا إنها خرجت للتظاهر بسبب منع الحشيش وإنما ساهم غضبها قبل انفجار يناير بشهر كامل في منح الانطباع بأن كمية الغضب عارمة مما ساهم ذلك في تشجيع فئات مترددة من النزول.. وهكذا.. فتش عن القرارات التي تربك أي حسابات.. مهما كانت صغيرة وابحث في أي اتجاه تصب!

وأي رصد لأداء الإعلامي محمود سعد يقول الآتي: ساهم في تخفيف الضغط عن نظام مبارك ببرامج خفيفة متابعتها لا تفيد والانصراف عنها لا يضر.. ثم يلعب دورا مهما في تفريغ الغضب ضد نظام مبارك في لحظات مطلوب فيها التنفيس عن الناس ثم يلعب دورا مهما للتعاطف مع أسرة الرئيس في حادث الحفيد الراحل.. ثم الانقلاب على نظام مبارك في اللحظة بعد الأخيرة ومع ذلك يغفر له الكثيرون ما سبق ويعتبرونه منحازا إلى الثورة..!!

ثم نراه ويراه غيرنا منحازا إلى إنجاح أكبر جماعة فاشية في تاريخ الجماعات السياسية مرددا معها عبارات يراها هو ضد " العسكر " ويراها غيره أنها تستهدف الجيش.. ثم يعود تدريجيا ليتراجع من جديد ضد الرئيس الذي انتخبه ويؤيد الثورة عليه وفجأة نلمح له تراجعا عن التراجع لكنه يبقى في إطار حرية الرأي والتعبير وهذا من حقه.. إلا أننا نرى ضيوفه يشكل خط استضافتهم المستقيم رسالة محددة.. وبعدها وفي يوم وصول الوفد الروسي الرفيع تراه يستضيف فجأة من يطالب بمحاكمة السيسي الذي يعتبره الكثيرون ونعتبره يدخل في معركة كبيرة وشريفة وعظيمة ضد النفوذ الأمريكي في المنطقة ويصفع رئيس الولايات المتحدة صفعا..

إلا أننا لا نرى " سعد " يرد بما يليق بالحدث ولا بالاتهامات ولا بالمطالب وكأنه حزين في هذا اليوم على غياب النفوذ الأمريكي من المنطقة والذي يقول ضيفه أيضا إنه ضد ما جرى في مصر منذ ثورة يوليو حتى الآن - وهي التي تمثل التحدي الرئيسي للنفوذ الأمريكي - بل ويعتبره حكما عسكريا! ونرى " سعد " الذي يجيد الاشتباك مع ضيوفه لطيفا طيبا حنونا وكأنه مسرور بما يسمعه من ضيفه!!!!

الآن.. ربما تسبب العنوان الصادم للمقال في استفاقة سعد.. ربما.. لأننا إن قدمنا الإجابة عن السؤال العنوان فهي بالنفي.. نعم.. لا نصدق أن كل ما سبق بترتيب ما يشترك فيه سعد بأي نية.. إنما في الإطار العام مسار سيئ لإعلامي آن له أن يجلس مع نفسه.. ويراجعها.. ويسألها: ما سر كل هذا الذي يجرى..؟ ولماذا كل هذه التقلبات وربما الانقلابات وفي وقت قصير وفي أشياء يتوصل إليها المواطن العادي البسيط أسرع مني؟ ومن يمكن أن يستفيد بما أقدمه من إعلام؟ ومن الذي اقترح على ضيفي في هذا اليوم تحديدا وعندي الأيام كثيرة؟

عليه أن يسأل نفسه ألف سؤال وسؤال.. فلا يمكن أن تكون مسيرة إعلامي كبير ليست إلا سلسلة من التقلبات غير المقبولة.. وقفزا بين أشجار لا يجمعها بستان.. وآن الأوان أيضا ألا يغفر له مثقفو الغبرة أي هفوة.. شفاعة لصحبة مقهى.. أو لاعتبارات زمالة معه أو مع غيره .. في حين تراهم لا يرحمون غيره ممن لا تصل هفواتهم ربع هفوات جناب الإعلامي المذكور.. في سلسلة تناقضات نخبوية لا تريد أن تنتهي..!
الجريدة الرسمية