رئيس التحرير
عصام كامل

جبهة الدفاع عن البرادعي والدور المشبوه

 الدكتور محمد البرادعي
الدكتور محمد البرادعي

تأسست جبهة للدفاع عن البرادعي أسمت نفسها: "جبهة الدفاع عن البرادعى ورموز الثورة ضد التشويه". 

وأصدرت بيانًا تأسيسيًا جاء فيه: "نحن مجموعة من المصريين الشرفاء، أبناء ثورة يناير وأبناء نضال الشعب المصرى المستمر منذ يناير وحتى 30 يونيو " وأكثر ما يزعجني ويقض مضجعي استخدام التعبير سيء السمعة الخاص بالسادة الشرفاء، وهو تعبير عنصري يفرق بين المصريين وفقًا لاعتبارات ومعايير شخصية لا يعتد بها ولا يعول عليها.

ومن يستخدمه يستفز في دواخلي دواعي الريبة تجاهه وتجاه ما يطرحه من أفكار. ولا أدل على ذلك من إيقاف البيان نضال الشعب المصري عند 30 يونيو متجاهلًا تلك الثورة التي تفجرت براكينها ضد نظام الحكم الإخواني، ونضال الشعب المصري ضد إرهابه حتي تاريخه. ولأن النية مطية فحملت لنا كلمات البيان دلالات الدور المشبوه، فات البيان التأسيسي أن يوضح لنا دور البرادعي منذ 30 يونيو وحتي تقدمه باستقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية. 

ذلك المنصب الذي حملته إليه ثورة 30 يونيو وما بعدها. وكان في استقالته في توقيتها طعنة نجلاء في خصر الشعب المصري، وهروب البرادعي من المشهد لفشل السيناريو الأمريكي الأوربي لعودة الإخوان، هروب لإعادة ترتيب الأوراق مع جهات غير معلومة ومن بينها ما جري من ترتيبات مع التنظيم الدولي للإخوان في بروكسيل. ثم وصف البرادعي لما جري في مصر، بعد مشاركته فيه ومباركته له، بأنه انقلاب عسكري. ثم يستطرد البيان: "قمنا من أجل الدفاع عن هذه الثورة وشرعيتها، ومرجعيتها قبل أن ندافع عن هؤلاء الرموز، وسلاحنا الحقيقة في مواجهة الكذب، والنقاش الهادئ الموضوعى في مقابل دعوات التخوين والشطط، نحن دعوة من أجل التأكيد على معان ومبادئ ثورة ينايرالتي داستها الأقدام وسط المواجهات المحزنة التي تحدث بطول البلاد وعرضها. " 

هكذا تتضح النية وينكشف الدور المشبوه، فثورة يونيو ليست بثورة، وليست امتداد لثورة يناير، وإنما انقلاب عليها. ثم يستطرد: " نحن بالتأكيد ضد الإرهاب، وضد استهداف جنودنا ومؤسسات دولتنا، ولكننا أيضا ضد القمع، والتعميم، وتبرير الاستبداد وضد أن تصبح حياتنا ساحة لمعارك طاحنة لن يستفيد منها سوى أعداء هذا الوطن ". كلام مرسل يستهدف إخفاء حقيقة الدور، ولا أدري كيف جمع بين هذه المضادات جميعًا في سلة واحدة، ولكنه يتسق مع اعتبار ثورة يونيو انقلابًا، ويتعين أن تكون هنالك مصالحة. 

ثم يستطرد البيان: "هم يتحدثون عن كل مخالف في الرأى بأنه طابور خامس وأحد الخلايا النائمة، وعلى الجانب الآخر يتحدث الإخوان عن الكفار والخونة، ونحن نتحدث عن أي مصرى ينبذ العنف ويؤمن بالوطن بأنه مواطن مصرى محرم دمه وسمعته وحريته ومقومات حياته " وساوي البيان عن عمد بين طرف يمارس العنف ضد الدولة والمجتمع وآخر يدافع عن الدولة والمجتمع، وهو خلط متعمد للأدوار حتي تلتبس الفكرة، وتغيم الرؤية. ثم يذهب البيان إلى القول: " نستهدف الدفاع عن سمعة الدكتور محمد البرادعى، والذي تصدى للتوريث وقتما كان أصحاب الصوت العالى الآن يسبحون بحمد مبارك، ويروجون لحكم نجله السعيد ". 

ولن نقول، إن التصدي للتوريث كان وفقًا لأجندة أمريكية اتضحت معالمها، ولكن نقول، إن السيد البرادعي رفض الترشح لمنصب الرئاسة لأهداف غير معلومة يوم أن كان عليه إجماع من القوى الثورية، وقد اكتشفناها لما تسربت المعلومات عن مدى الضغط الأمريكي الذي مورس على المجلس العسكري لتسليم البلاد تسليم مفتاح لجماعة الإخوان بغض النظر عن نتيجة الصناديق، واشتكي الثوار مر الشكوي من حضور البرادعي من خلال تويتاته، وكثرة سفرياته بينما البلاد كانت في حاجة ماسة إلى كل ثوري مخلص. 

أشار البيان إلا أن الجبهة تبدأ فعالياتها في جميع المحافظات فور اكتمال جميع المكاتب التنفيذية بالمحافظات. وهنا السؤال " من أين لك هذا ؟
الجريدة الرسمية