"أبناء الدب الروسي" في القاهرة.. وزير الخارجية "لافروف" مدخن شره وسياسي بارع.. يحتفظ بمنصبه منذ 9 سنوات.. وزير الدفاع "شويجو" حليف بوتين المقرب ومنفذ أوامره المطيع.. صاحب الشعبية الواسعة
بعد طول ترقب وانتظار بدأ "أبناء الدب الروسي" في الوصول إلى القاهرة، إذ استقبلت مصر منذ قليل وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، وسيلحق به خلال ساعات وزير الخارجية سيرجى لافروف.
وتبدو المعلومات المتاحة عن الرجلين القويين "شحيحة وفقيرة" للغاية، نظرا لندرة الزيارات الرسمية، وعدم اهتمام وسائل الإعلام المصرية، كون العلاقات مع الدب الروسي لم تكن واضحة، وتقدم "فيتو" عبر هذا التقرير عرضا سريعا لأبرز ملامح شخصيات ضيفي مصر الكبيرين..
سيرجي لافروف
يصفه الروس بالرجل العبوس، إذ أن ضحكته بعيدة جدا عن الظهور، كما أنه مدخن شره يجيد التهرب من الصحفيين لعدم الإدلاء بالتصريحات، هكذا هو سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي الذي لا يزال يحتفظ بمنصبه رفيع المستوى منذ 9 سنوات، إذ تولى حقيبة الخارجية في العام 2004.
ولد في روسيا عام 1950 لأب من أصول أرمينية وأم روسية من جورجيا وتعمل موظفة في وزارة التجارة الخارجية السوفيتية، أي أنه ليس روسي الأصل.
وأفاد موقع وزارة الخارجية الروسي أن لافروف قد تخرج عام 1972 في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية قسم اللغات الشرقية حيث درس اللغات الإنجليزية والفرنسية والسينغالية، وبدأ يترقى في السلم الدبلوماسي حيث بدأ حياته المهنية بعد تعيينه ملحقا دبلوماسيا في السفارة السوفيتية في سريلانكا في نفس العام.
عمل لافروف في إدارة المنظمات الدولية بوزاة الخارجية السوفيتية منذ عام 1981 حتي 1986، وتدرك في الوظائف الروسية حتي أصبح الممثل الدائم للاتحاد الروسي لدى الأمم المتحدة منذ 1994 إلى 2004.
ينتمي لافروف إلى حزب روسيا الموحدة والذي ينتهج أيديولوجية مركزية تسير وفقها قيادة الحزب في تتبع وتفهم الخط العام الذي تسير عليه السلطة الحكومية، ويدعو الحزب في الوقت الحالي للالتزام بتعليمات رئيس الدولة والبرنامج الذي تم اعتماد قبل الانتخابات البرلمانية عام 2007 والذي أطلق عليه "برنامج بوتين".
يوصف لافروف بأنه مدمن شره للسجائر التي لا تفارقه كما أن البعض يصفه بوزير خارجية الأسد لشدة مدافعته عن الرئيس السوري بشار الأسد كما أن له عادات وصفات خاصة فهو براجماتيكي يشك بكل شيء، ويدقق بالتفاصيل والتعابير كما أنه عنيد ويلجأ لخلط الأوراق لإفساد خطط الآخرين إذا ما شعر بأن اللعبة لم تعد واضحة طبقا لما كتب عنه موقع إخباري روسي.
وصف الدكتور بوبو لو السياسي بمركز "تشاتم هاوز" بلندن لافروف في 2007 بأنه جدير بالثقة، ومثالي باتخاذ القرارات على حد تعبيره، مع ذلك يؤكد البعض أن لافروف ماهر في التهرب خصوصا من الصحفيين الذين ما إن يرى بعضهم حتى يضع هاتفه النقال على أذنه منتحلا شخصية المشغول ثم يغادر المكان من دون أن يصرح بكلمة، كما يصفه الروس بأنه عبوس لا يضحك إلا نادرا.
كان لافروف قد أوضح الموقف الروسي من الأزمة السورية، إذ أكد أن موقف روسيا من الأزمة السورية لم يتغير وخلال مباحثات مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في موسكو أشار لافروف إلى أنه لا يجوز استخدام السلاح الكيماوي ذريعةً للتدخل الخارجي.
ويبقى القول أن لافروف، قال عقب لقائه مع وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي في أعقاب ثورة يونيو 2013، أنه يأمل في معالجة التناقضات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمع المصري دون عنف، عن طريق امتناع كافة الأطراف عن استخدام أساليب القوة، وفي إطار حوار وطني شامل يراعي مصالح كافة المجموعات الاجتماعية والطوائف في البلاد.
سيرجي شويجو
حليف بوتين المقرب.. منفذ أوامر حكومته المطيع.. الرجل الأكثر شعبية بين ساسة روسيا.. إنه سيرجي شويجو وزير الدفاع الروسي.
ولد شويجو في 12 مايو 1955 في مدينة تشادان بجمهورية توفا الروسية وطبقا لما ذكره موقع وزارة الدفاع الروسي فإن سيرجي قد تخرج عام 1977 من المعهد التكنولوجي في مدينة كراسنويارسك بتخصص مهندس معماري.
عمل شويجو خلال 15 عامًا في المشاريع الكبرى بمنطقة سيبيريا وفي عام 1990 تم تعيينه نائبا لرئيس لجنة الفن المعماري والإنشاءات لدى حكومة جمهورية روسيا الاتحادية السوفيتية الاشتراكية، وكان آنذاك عضوا حديث العهد في الحزب الشيوعي السوفيتي.
وفي عام 1991 اتخذ شويجو قرارا بتشكيل فرق طوارئ في كافة أقاليم روسيا بهدف زيادة سرعة وفاعلية معالجة حالات الطوارئ في عموم روسيا وجرى في عام 1994 اندماج قوات الدفاع المدني بفيلق للطوارئ وتشكيل وزارة أطلق عليها "وزارة الطوارئ والدفاع المدني وإزالة آثار الكوارث الطبيعية في روسيا الاتحادية".
رشحه الرئيس الروسي دميتري مدفيديف في 30 مارس 2012 لتولي منصب محافظ مقاطعة موسكو ووافق مجلس الدوما بمقاطعة موسكو بالإجماع على تعيين شويجو محافظا لموسكو أوبلاست، وتولى سيرجي في 11 مايو عام 2012 منصب المحافظ في المقاطعة وأكد موقع وزارة الدفاع الروسي أنه حصل على الكثير من الميداليات.
وفي 6 نوفمبر عام 2012 أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما رئاسيا بتعيين الفريق أول سيرغي شويغو وزيرا للدفاع في روسيا.
كان وزير الدفاع الروسي أشار إلى أن من التهديدات الكبيرة بالنسبة لروسيا هو استمرار التوسع في التحالفات والمنشآت والبنى التحتية لحلف شمال الأطلسي بالقرب من الحدود الروسية الذي ليس له أي مبرر على الإطلاق وقال "إن الاستمرار في توسع حلف "الناتو" أمر خاطىء ونحن نتحدث ونبتسم بوجه بعضنا البعض ولكن التوسع لا يزال مستمرا.
اشتهر شويجو بظهوره الدائم مع بوتين وتنفيذه لأوامر الحكومة بالتزام، يرى فيه كثير من الروس واحدًا من الشخصيات السياسية النادرة النشيطة في البلاد، رغم بعض الإخفاقات.
لعب شويجو دورًا مهمًا وخصوصًا خلال حرائق الغابات التي أتت على مئات ملايين الهكتارات في صيف 2010، وشكلت تهديدًا للمنشآت النووية وكشفت استطلاعات للرأي في أكتوبر 2012 أن شويجو يلقى تأييدا بنسبة 69 % من الروس، ويعد بذلك واحدًا من أكثر السياسيين شعبية في البلاد.
أسست زوجته إيرينا عدة شركات في تسعينيات القرن الماضي، من بينها شركة للبناء كما أن له طفلتان.
