رئيس التحرير
عصام كامل

«القاموس الثوري.. حكاية شعب».. «ارحل» تجسد «25 يناير».. «هاتولي راجل.. بما لا يخالف شرع الله» كوميديا الإسلاميين.. «الشرعية» معشوقة «مرسي»..

فيتو

لا تزال صفحات «القاموس الثوري» مفتوحة تستقبل الخاوية منها مصطلحات جديدة.. هذا القاموس الذي بدأت كتابة سطوره مع ثورة «25 يناير»، وتطور مع ما شهدته مصر من أحداث ثم ثورة «30 يونيو».


وقاموس المصريين ممتلئ بمصطلحات، انطلقت ليلة «25 يناير 2011» بـ«عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، ومع توالي الأحداث انضمت إلى قاموسنا: «ارحل.. الشعب يريد إسقاط النظام.. الشعب والجيش إيد واحدة.. مسلم ومسيحي إيد واحدة.. فلول مبارك».

مرت أيام صعبة على مصر، وبدأت القوى السياسية في التناحر والنزاع حول أيهما أولا «الدستور أم الانتخابات»، ومع سخونة الأحداث وتفاقمها، انضمت مصطلحات جديدة إلى القاموس الثوري، لعل أبرزها: «مدنية.. مدنية» ورددها كثيرا أنصار التيار الليبرالي، فيما رد الإسلاميون بـ«الشعب يريد تطبيق شرع الله»، «إسلامية.. إسلامية»، ولأول مرة تطلق اسم «مليونية قندهار» على إحدى مليونيات التيار الإسلامي بميدان التحرير.

أجريت الانتخابات البرلمانية في نهاية 2011، ولأول مرة يؤدي نائب سلفي بالمجلس «ممدوح إسماعيل» اليمين الدستورية مختتمًا إياه بـ«بما لا يخالف شرع الله»، يهدأ إسماعيل لساعات ثم يقوم بـ«رفع آذان الظهر» لأول مرة بالمجلس!!

ومع بداية عام 2012، دخلت مصر مرحلة جديدة وجاءت الانتخابات الرئاسية، وكعادته فتح الشارع السياسي صفحة جديدة في «كتاب القاموس الثوري»، مسجلا مصطلحات جديدة، على رأسها: «الشعب يريد تطهير القضاء» وأطلقتها جماعة الإخوان رفضًا لاستبعاد خيرت الشاطر من السباق الرئاسي ودفعت بـ«محمد مرسي» بديلا له، وهو ما رد عليه الثوار آنذاك بوصف الرئيس المعزول بـ«الاستبن»، وكذلك كلمة «إيه» للفريق أحمد شفيق مرشح الرئاسة السابق.

وصل الإخوان إلى الحكم وفي يوليو 2012، بدأت «المحروسة» عهدا جديدا تحت حكم الجماعة، وتزايدت صفحات القاموس، وكان أبرز مضمونها:
«أنا سعيد إنك سألت السؤال ده» للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، «هاتولي راجل» للشيخ السلفي محمود شعبان «أبو خرطوشة»، ثم «البرلمان السبب» لنائب رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان، «الشرعية» لمحمد مرسي.

ظلت مصر في مرحلة تخبط على مدار عام كامل حتى 3 يوليو 2013، حيث تم عزل مرسي وتعطيل الدستور، وسطرت صفحة جديدة بالقاموس، وأصبح المصريون يحملون 3 تصنيفات لرؤسائهم: «الرئيس المخلوع حسني مبارك».. «الرئيس المعزول محمد مرسي»، «الرئيس المؤقت عدلي منصور».

فضلا عن كلمات تلقى صدى في الشارع حتى الآن، مثل: «مصر هتبقى أد الدنيا».. «شايفين الهرم ده».. «التفويض» للفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع.. «تسلم الأيادي».. «فلول الإخوان».. «رابعة»، ولا يزال القاموس مفتوحًا يستقبل الجديد والجديد بصفحاته.
الجريدة الرسمية