رئيس التحرير
عصام كامل

"الفقر والجوع والبطالة" الثالوث الأعظم لتمزيق المجتمع الإسرائيلي.. 10% من سكان إسرائيل أطفال يعانون الفقر والجوع.. ارتفاع نسبة البطالة يجعل الشاب يعمل في أكثر من مكان لسد احتياجات المنزل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
18 حجم الخط

ظواهر جديدة تمزق أوتار المجتمع الإسرائيلي، الذي يحاول الظهور أمام العالم كمجتمع متحضر يحظى باهتمام حكومته مثلما يحدث في المجتمعات الأوربية، وركز موقع المصدر الإسرائيلي على ظواهر جديدة تدق أبواب إسرائيل ألا وهي: الفقر والبطالة والجوع، وكشف الموقع النقاب عن التقرير الذي سوف يتم نشره في نهاية الشهر عن الفقر في الدولة العبرية، لافتا إلى أنه سيبين أن واحدا بين كل ثلاثة أولاد في إسرائيل يعاني من الفقر، وأن النسبة قد تزداد.

نشرت دائرة الإحصاء المركزية أمس معطيات مقلقة للشعب اليهودي، تشير إلى أن نحو 30 ألف شاب يعمل أو يبحث عن عمل في إسرائيل، قد تكون هذه المعطيات أعلى في الواقع؛ لأن الكثير من الشبان لا يبلغون عن عملهم.

وبحسب الموقع أن قنوات التليفزيون الإسرائيلي ناقشت بقوة ظاهرة مؤلمة وآخذة في الازدياد، وأظهر أطفال وأحداث ينظفون السلالم، ويغسلون الصحون، ويعتنون بالأطفال، ويعملون في أي عمل يتيح لهم الحصول على مقابل ضئيل لمساعدة والديهم على شراء الأطعمة، أو الدفع مقابل الكهرباء أو الماء، لمنع قطع تلك الخدمات، ويعمل جزء من الأولاد في عدة أماكن في الوقت ذاته لساعات طويلة، وأحيانا على حساب أوقات التعليم.

ولفت الموقع إلى عدة تقارير تشير إلى أن نصف العمال في إسرائيل يتقاضون أقل من 6.500 شيكل، "نحو 1700 دولار" وأحيانا أقل بكثير، أو لا يعملون ولا يجدون فرصة عمل، مشيرا إلى أنه لا يستطيعون تدبير أمرهم من خلال إعالة أسرهم.

وأشار التقرير إلى أن أحد الأولاد يشعر بأنه يشكل عبئا على والديه، ولذلك خرج للعمل، وهو يعمل حاليا في أربعة أماكن مختلفة، وينفق المال في تسديد مصاريف المنزل، وقالت فتاة أخرى تبلغ من العمر 12 عاما: إنها قررت الانضمام إلى أختها البالغة من العمر 14 عاما ومساعدتها في تنظيف المنازل، وذلك "لعدم توفر الخبز في المنزل دائما".

بين كافة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، فإن إسرائيل هي في المكان الأعلى من حيث نسبة الأولاد الفقراء؛ حيث يعيش حاليا في إسرائيل نحو 880 ألف طفل يعاني من الفقر، أي نحو 10% من السكان، ويضطر الأولاد للخروج إلى العمل بدلا من القيام بالفروض المنزلية أو الدراسة استعدادًا للامتحانات.

واستطرد بأن التركيز في المذاكرة لن يكون الاهتمام الأول عند أولئك الأطفال، الذين يشعرون بالجوع والحاجة طوال الوقت، مشيرا إلى أنه على ما يبدو أن دائرة الفقر الآخذة في التوسع تجذب إليها عددا متزايدا من الأطفال، لافتا إلى أن إمكانية الخروج من هذه الدائرة سيصبح صعبا جدا إذا لم تجد الدولة حلا للخروج من هذه الأزمة قبل تفاقمها.
الجريدة الرسمية