رئيس التحرير
عصام كامل

أهم أنواع الوقاية الفكرية

فيتو

الوقايه خير من العلاج.. وتتعدد صور الوقاية حسب محلها من الاعراب، بمعني أن الوقاية ليست فقط من الأمراض لكن لها اشكال كثيرة تتمركز حول محور واحد مفاده حماية الطرف الأضعف من بطش وجبروت وقوة الطرف الأقوي، فلا يتأتي ذلك إلا بتقليص وتهذيب قوة الطرف الأقوي حتي يأمن الطرف الأضعف على نفسه ووجوده من البطش والجبروت، فقانون حماية المستهلك لا مبرر لوجوده سوي في ظل جشع من التجار في مواجهته وحماية الاقتصاد الوطني أمر لا معني له سوي في ظل وجود منافسة خارجية تؤثر على قوة وفاعلية هذا الاقتصاد وقدرته على التواجد.


هذا هو ما نفهمه عن الحماية، أما أن يكون هناك صورة افتراضية متخيلة فلا شك أن تقنينها سيصبح مثارًا للسخرية والضحك إلى حد الاستلقاء على القفا، لأن الأقوي لديه من أسباب القوة ما يوفر له الحماية ذاتيًا دون حاجة إلى مساعدة الغير أو تدخله، فقوة الردع لديه كفيلة بإخافة نظيره، فما بالك بالأضعف.

ومن هنا كان القول بأنه افتراض نظري. تلك كانت قناعتي، قبل الثورة وبعد الثورة، إلى أن جاء دولة رئيس وزراء الثورة بما يهدم هذه القناعة ويقوض أركانها ويجعل عاليها سافلها بإعلانه تكليف كل من السيد معالي وزير العدل والسيد معالي وزير الاستثمار والسيد معالي وزير العدالة الانتقالية بإعداد مشروع قانون لحماية تصرفات كبار المسئولين بالدولة، التي تتم بحسن نية ودون قصد جنائى، وهنا أمسكت برأسي كي احفظ عليه اتزانه في محاولة مستميتة للفهم. وتساءلت: الحماية من ماذا ؟.

من المؤكد أن المقصود هو الحماية من القانون: أي حمايتهم من تطبيق القانون عليهم.
الجريدة الرسمية