رئيس التحرير
عصام كامل

"الإخوان" بين "العري" و"العريان"

فيتو

في مفاجأة غير مسبوقة تفاجأ الشعب المصري بخبر يدعو للغثيان، الخبر الذي طيرته وكالات الأنباء العالمية -إن صح - نقلا عن القياديين بجماعة الإخوان المسلمين أن عصام العريان ومحمد البلتاجي، قد تعرضا للاغتصاب الجنسي داخل محبسيهما، بالطبع لم أصدق الخبر، وأخذت الأمر في إطار روح الدعابة التي يتمتع بها الشعب المصري في مواجهة المواقف السوداء التي تقفها الجماعة منه، وقد طفح به الكيل منهم فأطلق سهام الشائعات المشينة لإيقاع الهزيمة النفسية بهم. 

ولكنني للأسف قد اكتشفت أني قد أسأت الظن بالشعب المصري، وأني مدين له بالاعتذار فالخبر تم تسريبه لوكالات الأنباء الأجنبية، وهنا يقفز التساؤل عن سبب عملية التسريب سواء صحت الواقعة أم لم تصح ؟، فنحن هنا أمام أحد احتمالين إما أن تكون واقعة الاغتصاب قد وقعت بالفعل، وهي بذلك تعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان،أو تكون الواقعة مدعاة لأنه لم يتم تفجير أمرها إلا أمام وكالات الأنباء الأجنبية، دون غيرها، وباللغة الإنجليزية، حتي تكون تؤتي أكلها على الصعيد الدولي بما يخدم أهداف الجماعة في مواجهة الدولة المصرية، وذلك بدلا من التقدم ببلاغ للنائب العام. 
وهنا تكون الأمور أكثر إيضاحا،حيث يظهر كذب الإخوان أو صدقهم،لأنهم لو فضحوا الأمر أمام الرأي المصري والعربي وحينها سيخضعون للتحقيق أو الكشف عليهم للتحقق من الواقعة، لكنهم لم يفعلوا.
و هنا يتضح كذبهم لأنهم لم يتحدثوا وفي هذه  الحالة يجري معاقبة عضوي الإخوان وفقًا لأحكام القانون. 

وأيًّا ما كان الأمر فهل يصح إذاعة خبر الاغتصاب على هذا النحو الفاضح أو تطيير إشاعة تتعلق بالشرف والكرامة والرجولة بهذه السهولة ؟. من أجل ماذا ؟ من أجل نصرة الدين المتمثل في نصرة الجماعة ؟ أم هو من قبيل جهاد النكاح الذي تم استحلاله باعتباره نصرة للدين قياسًا ؟. كيف يتسنى للمرء أن يعيش بين أهله وعشيرته كي يرفع عقيرته بالحديث عن الشرف والكرامة والأخلاق والدين ؟. إن العريان والبلتاجي أرادا ستر عورة الجماعة من حالة التدني الأخلاقي التي أصابتها فقاما بتعريتها وهتك سترها، سواء أصحت الواقعة أم لم تصح ؟.
الجريدة الرسمية