رئيس التحرير
عصام كامل

جذور الفكر الإخواني

حسن البنا
حسن البنا

حسن البنا هو إمام الإخوان مع أنه لم يخلف تراثًا فكريا يشير إلى أنه عالم بارز في مجال الشريعة، فكل ما تركه من تراث فكري كتابان هما مذكرات الدعوة والداعية، بالإضافة إلى مجموعة من الرسائل.


ومع ذلك تجد أن أتباعه يرفعونه مكانًا عليا، فقد قال أحد هؤلاء الأتباع عن البنا إن المسلمين لم يروا مثله منذ مئات السنين، في مجموع الصفات التي تحلى بها، وخفقت أعلام هذه الصفات على رأسه الشريف، وأخذ هذا التابع يعدد الصفات لدى السابقين واللاحقين، ثم استدرك أن التجميع لهذه المتفرقات من الكمالات قلما ظفر به أحد كالإمام الشهيد، ثم ختم بقوله: "كان لله فكان الله له، واجتباه وجعله من سادات الشهداء الأبرار".

ويذهب آخر وهو زوج ابنته "سعيد رمضان" إلى القول: "كان حسن البنا إمامًا بكل ما تسع الإمامة من معنى" ثم يستطرد: "كان عقلًا هائلًا، وروحًا موصولًا بالسر الأعلى"، ثم يختم زوج ابنته بقوله: "كان عظيمًا موفقًا لا يخطئ الوجهة".. فأين رسول الله وصحبه الكرام من هذا الكلام؟ وأين الأئمة الأربعة الأعلام من هذا المقام؟


وفي كتابه مجموع الرسائل يطل علينا حسن البنا معرفًا دعوته بقوله "دعوة الإخوان دعوة بريئة نزيهة، قد تسامت في نزاهتها حتى جاوزت المطامع الشخصية، واحتقرت المنافع المادية، وخلفت وراءها الأهواء والأغراض، ومضت قدمًا في الطريق التي رسمها الحق تبارك وتعالى".

إذن فالإخوان مجتمع من الملائكة الأطهار، أو الأنبياء الأخيار؛ لأن المجتمع الذي تربى على يد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم ) في المدينة لم تتوفر له هذه الصفات فكان من بينهم من له مطمع شخصي، أو منفعة مادية أو صاحب هوى أو منافق، وقد يقول قائل إن تلك صفات دعوة الإخوان، هذا صحيح ولكن الدعوة لا تنفصل عن الداعية، ولذا فقد اصطفى الله لها الأنبياء ومنحهم العصمة بفضله.

فعندما يذهب حسن البنا إلى تصنيف المسلمين إلى أربعة أصناف وفقًا لهذه المقدمة الفاسدة، فيقول: "وكل الذي نريده من الناس -يقصد المسلمين- أن يكونوا أمامنا - فقد فرض نفسه وصيا او خليفه على المسلمين".
الجريدة الرسمية