رئيس التحرير
عصام كامل

ألتراس إسلامى !


الألتراس فكرة فجة وغير منطقية تقوم على التطرف فيما "لا يوجب لذلك"، فعضو الألتراس يشجع ناديًا رياضيًا بهوس مندفع في الوقت الذي لا يحوز عضويته، فلا يصرح له بدخول بابه ولا التمتع بأنشطته ابتداءً، فلماذا ينتمى إليه؟ إنها فكرة طفيلية تحيف على حق أعضاء النادي الحقيقيين وتستلب منهم انتماءهم الرياضى والمعنوى له، فجماعة الألتراس أشبه بالمتطفلين الذين يقتحمون الموائد بينما لم يدعو إليها، وهى هنا النوادى الرياضية، فلا حق لهم في توجيه إداراتها أو النظر في شئونها، وما يمارسه الألتراسيون حاليًا من تظاهرات في الشوارع وأمام الأندية إنما يندرج تحت وصف البلطجة وأعمال العصابات المنظمة وامتهان القانون والاستخفاف بنظام المجتمع ككل.


وكما حدث هذا التطفل والتطرف الفج في مناخ الرياضة رُزِءَ المسلمون من قبل بجماعات كارثية تحمل نفس مفهوم التطرف الألتراسى الطفيلى منذ عصورهم القديمة، حيث ظهرت جماعات من الفقهاء كرست التطرف والتشدد في الفقه والتشريع، وهناك أفراد السلطة والسلاطين الألتراسيين الذين استخدموا الإسلام للمغالبة، وادَّعو انتماءهم له لبسط سلطانهم وهم ليسوا منه، كما ظهرت جماعات وفرق ألتراسية متعددة أظهرت عقائد مختلفة عن صحيح الإسلام وبيان قرآنه، وادعت كل طائفة منها أنها تملك سبيل الحق دون غيرها، مثل جماعات الخوارج والمعتزلة والمرجئة والجبرية والقدرية والمجسمة والزيدية والجهمية وغيرها الكثير والكثير.

وفى حاضرنا قامت الألتراسية الوهابية ذات الصوت العالى الغليظ والملبس النجدى الصارم، وادعت أنها الفرقة الوحيدة الناجية، وقامت بأسر الإسلام واختطافه من أصحابه الوسطيين أعضاء جمعية الدين، وكرست كل معانى التشدد والتطرف الذي نراه من كل الفرق التي انبثقت منها وعلى رأسها جماعة الإخوان، إنهم ألتراس متأسلم متطرف معتدٍ يقطع السبيل ويزأر وراء قائد القطيع، فنراه يتظاهر أمام بناية النادي الوسطى للإسلام وهو الأزهر، يجترئون على شيخه ويطالبون بطرده وتسريح إدارته كما يفعل الألتراس مع النوادى الرياضية، إنهم يحملون ذات المنهج وسلوك الهمجية ونفس الوسائل الخرطوشية والشماريخية، إنهم ألتراس إسلامى غير أعضاء في جمعيته ولا ناديه !!
الجريدة الرسمية