رئيس التحرير
عصام كامل

الإعلامي سيد علي فى صالون "فيتو": باسم يوسف يستخف بعقول المصريين وأتحداه أن ينتقد الأمريكان

فيتو

  • لا خلافات مع هناء السمري وعملها مع مبارك كان يتمناه أي إعلامي مصري
  • علاقتي بالمحور انتهت وتجربتي الجديدة غير محملة بأعباء الماضي
  • أخجل من الرد على "بلياتشو" لأنه ليس زميلا ولا علاقة له بالإعلام
  • دفعت ثمن جرأتي ومهنيتي ومبادئي وكشفي عن قضايا التمويل
  • دافعت كثيرا عن زملائي وتخلوا عني عندما وضعت في القوائم السوداء
  • الإعلام لم يخلق الفقر والبطالة ولم يسرق معاشات الغلابة ولم يحرق الأقسام
  • أحمد بهجت دفع ثمن دفاعه عن حرية الإعلام ولو كنت مكانه لأغلقت "دريم"
  • يجب شطب أي إعلامي أو صحفي تعامل مع أمن الدولة والمخابرات 


واجه عاصفة من الانتقادات الشديدة أثناء ثورة يناير بعد الحلقة الشهيرة مع نجاد عبد الرحمن والتي فتحت ملف التمويل، تجاهل الكثيرون مضمون الحلقة وما كشفه نجاد عن بعض الأشخاص الذين يطلقون على أنفسهم "ثوارا"، وتفرغوا لانتقاده لكسب تعاطف التيارات الثورية، وذلك قبل صعود الإخوان للحكم، واستمر الهجوم عليه في عهد نظام الرئيس المعزول محمد مرسي بعد جملته الشهيرة في قناة "الحافظ" "انا ابن المشروع الإسلامي" ليواجه نفس المأساة، على الرغم من نواياه الصادقة من جملته ولكن كالعادة تجاهل الجميع المضمون وتفرغوا للهجوم على شخصه.

يحظى الكاتب الصحفي والإعلامي سيد علي بحب كبير من زملائه في الوسط الصحفي والإعلامي، نظرا لمهنيته في تقديم محتوى إعلامي متميز ومقنن ومبادئه التي لا تتجزأ، على عكس من يوجهون له الاتهامات ممن يطلقون على أنفسهم "ثوار"، ظهر معارضا وبشدة لنظام الإخوان كما كان معارضا لنظام مبارك في مقالاته بــ"الأهرام" ورغم ذلك يتهمومنه بالتحول وأنه ابن النظام الحاكم دائما.

قدم الكثير من الحلقات المثيرة للجدل على شاشة قناة "المحور" وأول من فتح ملف التمويل وكشف عن الجهات التي تمول بعض التيارات الثورية في الوقت الذي تجاهل آخرون من الإعلاميين ملف التمويل.

صالون "فيتو" حرص على استضافة الكاتب الصحفي والإعلامي سيد علي مدير تحرير "الأهرام" ليكشف لنا أسباب انفصاله عن قناة "المحور" وغيابه عن الشاشة منذ ثورة 30 يونيو فكان هذا الحوار..


حوار: أيمن مصطفى

- بداية ما أسباب رحيلك المفاجئ عن قناة "المحور" ؟
في الحقيقة رحيلي عن قناة "المحور" لم يكن له أسباب ولا أحب التطرق لهذا الموضوع مطلقا، ولكن باختصار فضلت الانفصال بعدما شعرت أن العلاقة بيننا قد انتهت بعد تغيير بعض المسئولين في القناة والخريطة البرامجية، وفضلت أن أخوض تجربة جديدة مع خالص احترامي وتقدير للدكتور حسن راتب مالك القناة، وجميع الزملاء الذين عملت معهم خلال الفترة الماضية. 

- وماذا عن وجهتك الإعلامية المقبلة؟
وجهتي الإعلامية المقبلة لم أحددها بعد، وإنما ما أستطيع أن أقوله، إنها ستكون خالية تماما من أي أعباء في الماضي وستكون جديدة تماما بشكل مختلف، وخلال الشهر المقبل سأعلن عن القناة الجديدة التي سأنتقل إليها.

- وماذا عن شكل البرنامج وهل سيكون أسبوعيا أيضا؟
البرنامج بشكل مختلف عن برامجي السابقة وعن برامج التوك شو الموجودة حاليا، وفي الغالب سيكون يوميا وليس أسبوعيا وبصبغة إعلامية مختلفة وسيكون مفاجأة للجميع.

- بعد انفصالك عن "المحور" أحد زملائك في القناة كان قد وجه إليك انتقادات، ما ردك عليه؟
مبدئيا هو ليس زميلي لأنه ليس إعلاميا ولم يدرس إعلام من قبل أو صحافة ولم يكن عضوا بنقابة الصحفيين حتى نطلق عليه إعلامي، وأنا أخجل أن أرد عليه لأنه ليس زميلي، وهل يعقل بعد 33 سنة عضو نقابة صحفيين ومدير تحرير "الأهرام" أحد أكبر المؤسسات الصحفية في الشرق الأوسط، وأستاذ في كلية الإعلام وعملت 10 سنوات في قناة "المحور" ويأتي واحد من أمثال هؤلاء ويقول، إنني لست إعلاميا فأنا أخجل أن أرد على "بلياتشو" ليس له علاقة بالإعلام من قريب أو بعيد، 

- لماذا سيد على دائما محل اتهام ونقد؟
للأسف لأنني واضح دائما ولا أتخلى عن مبادئي، ودفعت ثمن كشفي عن التمويل الأجنبي لبعض القوى السياسية ومن يطلقون على أنفسهم ثوريين، وفوجئت بهجوم من أعضاء حركة "6 إبريل" في محاولة للرد على الانتقادات التي توجه إليهم بالتمويل الأجنبي، وما أزعجني أيضا الهجوم الذي تعرض إليه عدد من زملائي في الفضائيات المختلفة، على الرغم من دفاعي عنهم من قبل ولم أر أيًا منهم يدافع عني في الحملة الشرسة التي تعرضت لها منذ فترة، ولكن في النهاية كل واحد جزاؤه على الله.

- نبرة صوتك بها شعور بالغضب؟
نعم كان ينتابني شعور بالغضب من بعض زملائي في الفضائيات ولكن لن أذكر أسماءهم لأنني دافعت عنهم كثيرا بينما وضع اسمي في القوائم السوداء بعدما كشفته أثناء ثورة يناير، والآن تأكد الجميع من صدق كلامي ولم ينصفني أحد، ولكن أي إنصاف بعد إنصاف المولى تعالى الذي لا أراعي غيره في عملي بالإضافة إلى مهنيتي طوال مشواري، وما أزعجني أيضا إقحام الكثيرين في العمل الإعلامي مع أنهم ليسوا مؤهلين للعمل الإعلامي.

- يفهم من كلامك أنك تحمل الإعلام المسئولية؟
أي مسئولية أحملها للإعلام وهو ما تحمل الكثير من قبل وواجه عاصفة من الانتقادات رغم أنه كان شريكا أساسيا في الثورتين، ولكنه يتحمل أيضا أخطاء ولكنها طاهرة وأخطاء أخرى بقصد وبدون قصد، ولكن أتمنى من المخطئ أن يعتذر عن أخطائه، وأنا من المنحازين جدا للإعلام، لأنه واجه الكثير من الانتقادات من الذين صنعهم من الذين يطلقون على أنفسهم ثوارا وأصبحوا نجوم فضائيات وأبطالا، مع العلم أنهم ليسوا مؤهلين علميا ثم اكتشفنا أنهم يقحمون أنفسهم في الإعلام ويكتبون مقالات صحفية يومية وأسبوعية وأصبحوا مقدمي برامج، بينما كانوا يضعون الإعلاميين من قبل في قوائم سوداء وزرقاء وغيرها.

- تتهم الإعلامي الساخر باسم يوسف بالتسبب في توجيه حملة إعلامية ضدك بسبب ظهورك في قناة "الحافظ"؟
مبدئيا الظهور في قناة "الحافظ" ليس جريمة، ثانيا باسم يوسف ظهر في نفس القناة عقب ظهوري بأسبوعين، وقال نفس الكلام الذي قلته ولكنه قام بعملية قص في كلامي، فأنا كنت أقصد كلنا أبناء المشروع ولا يمكن أن نختزل الإسلام للإخوان فقط، وإنما هم جماعة إسلامية سياسية، وأنا لست مقتنعا بما يقدمه باسم يوسف لأنه لا يقدم إعلاما وهناك حالة استخفاف بعقول المصريين، وأنا أتحداه أن يتناول الأمريكان بجملة واحدة مثلما يفعل مع بعض الشخصيات المصرية، على الرغم من الدور الذي ظهر به الأمريكان تجاه ثورة يونيو وتأييدهم لجماعة الإخوان التي يسخر منها باسم بشكل ثابت في جميع حلقاته، بالإضافة إلى كل من يؤيدهم باستثناء الأمريكان، وهو الأمر المثير للغاية ومؤكدا إجابته ستظهر قريبا وستكشف باقي الأقنعة.

- لماذا لا يكون هناك إعلام محايد في مصر.. ولماذا دائما يكون طرفا في الصراع السياسي؟
لا يوجد إعلام محايد في العالم وليس في مصر فقط، ولا يوجد ما يسمى بالموضوعية والحياد في الإعلام من الأساس، وإنما هناك إعلام مهني في ما يقدمه من مضمون وليس الجميع مهنيا ولكن الأغلبية، والإعلام غير متهم لأنه لم يكن له دور في الفقر والبطالة ولم يحرق الأقسام ولم يسرق معاشات الناس الغلابة، بل دافع عنهم فلماذا نوجه له الاتهامات على تناوله للقضايا، وللأسف تم حصاره من أنصار الإخوان وحازم صلاح أبو إسماعيل والتيارات الإسلامية، في الوقت الذي تخلوا فيه عن المهنية ونالوا من الجميع وشهروا بكل من يحاول معارضتهم أو يوجه لهم انتقادات.

- هل تعرضت لضغوط من قبل أحد مسئولي القناة خلال فترة عملك؟
لم ولن أقبل طوال مشواري أي ضغوط أو توجهات أو تدخلات في عملي، ولكن الضغوط الحقيقية التي تعرض لا يتخيلها أحد ولكن من خارج القناة في عهد النظام الأسبق، وكانت من جانب الحزب الوطني وأمن الدولة والأمن القومي والرئيس الأسبق مبارك، وتبعها ضغوط من ثوار يناير ثم من جماعة الإخوان وهو أكبر ضغط تعرضت له في حياتي.

- وهل هناك ضغوطا يمارسها النظام الحالى على ملاك القنوات ؟
نعم، ولكن هناك من يتقبلها وهناك من يرفضها والمثال الذي يحتذى به بين ملاك القنوات الذي رفض الرضوخ لأي ضغوط هو رجل الأعمال المحترم الدكتور أحمد بهجت وأنا شاهد على ذلك وواجه ضغوطا يصعب على أي شخص تحملها وكانت قبل ثورة يناير وخلالها وبعدها ولو واجهها أي شخص آخر وأنا منهم لأغلقت قناة "دريم" وسرح جميع العاملين بها، ولكنه كان بطلا ودفع ثمن دفاعه عن حرية الإعلام والحفاظ على مبادئه وقيمه، وأيضا المهندس محمد الأمين مالك قنوات "cbc" واجه نفس الضغوط قبل أيام من ثورة يونيو.

- هل بالفعل يوجد إعلاميون على علاقة بأمن الدولة وأجهزة المخابرات؟
يجب شطب أي إعلامي أو صحفي من نقابة الصحفيين تعامل مع أمن الدولة أو أجهزة المخابرات وفضحه أمام الجميع، لأنه قبل أن يسيء لنفسه أساء لزملائه في المجال وللأسف بينهم من يدعي الثورية والنضال الآن، والتاريخ لن يرحمهم وسيكشفهم كما كشف كثيرون من الذين كانوا يدعون الثورية.

- أخيرا ما حقيقة الشائعات التي ترددت من قبل حول خلافاتك مع الإعلامية هناء السمري؟
بداية لا يوجد أي خلافات بيني وبين الإعلامية الزميلة المحترمة هناء السمري على المستوى الشخصي، بينما كان يحدث الخلاف بيننا على الهواء، وبالنسبة لطبيعة عملها السابق بالتليفزيون المصري والانتقادات التي يوجهها البعض أنا أؤكد أن الجميع كان يتمنى أن يكون في نفس المكان، ولا يدينها عملها مع الرئيس الأسبق حسني مبارك كمراسلة لرئاسة الجمهورية، لأن هذا المكان كان يتمناه أي إعلامي مصري آنذاك ويشرفها أن عملت في هذا المكان، وأنا اسجل كامل احترامي وتقديري لزميلتي هناء السمري ولا توجد أي خلافات بيننا، ولا مانع من تلبية مبادرة "فيتو" بعقد ندوة مشتركة بيينا أمام الجميع حتى لا يعتقد أحد أن انفصالها عن المحور كان بسبب خلافات بيننا.
الجريدة الرسمية