رئيس التحرير
عصام كامل

معركة قسم شرطة الأربعين


انتشر نبأ تقدم الدبابات الإسرائيلية عن طريق القاهرة السويس لاجتياح مدينة السويس من ناحية الأربعين.. كان ذلك يوم ٢٤ أكتوبر ١٩٧٣ بعد أن خرقت إسرائيل اتفاقية وقف إطلاق النار الذي صدر يوم ٢٢ أكتوبر والتزمت به مصر.

كان كل مواطن قد احتل موقعه ورصد الذين صعدوا فوق أسطح المنازل رتلا مكونًا من ثلاثين دبابة للعدو وصلت ميدان الأربعين في الساعة الثانية عشرة ظهرًا.

عالج إبراهيم سليمان أول دبابة بسلاحه أر بى جي، فأصابها لكنه أصر على تدميرها وقذف بإحدى القنابل اليدوية فوق برجها مباشرة فتم تدميرها، لكن تولت دبابة أخرى اصطياده فاستشهد بعد أن أفقد الرتل كله ميزة الحركة فقد سدت الدبابة المدمرة الطريق أمام تقدم باقى الدبابات.. فر أفراد الدبابات المعادية إلى قسم شرطة الأربعين مختبئين داخله، وفوجئ العدو بالمقاومة العنيفة، وزع جنود العدو أنفسهم على جميع أدوار المبنى واحتفظوا بضباط القسم كرهائن يساومون بها ووضعوا المأمور والضباط في إحدى حجرات الدور الأول وكلفوا اثنين منهم بحراستهم.

وجد رجال المقاومة أنفسهم في مأزق.. فتدمير القسم بمن فيه سهل والصيد داخله ثمين.. أكثر من ٥٠ فردا للعدو.. لكن ماذا سيكون مصير الضباط المصريين المحتجزين؟ تم الاتفاق على أن يقوم النقيب عاصم حمودة ومن معه من مجموعته باقتحام القسم بينما يتولي الرائد نبيل شرف ومجموعته تغطيته، هذا في الوقت الذي كانت تقوم فيه معركة شرسة في الميدان تم خلالها تدمير ١٨ دبابة للعدو في ساعة واحدة، وقبل نهاية اليوم تم تدمير الثلاثين دبابة وثلاث عربات مدرعة للعدو.

فشلت محاولات اقتحام القسم واستشهد الكثير من المتطوعين وعلى رأسهم النقيب عاصم حمودة. 

تمكن أحد جنود القوات المسلحة- كان محبوسًا داخل القسم بسبب مشاجرة مع أحد المدنيين وتم حجزه بالقسم لتسليمه للشرطة العسكرية- من اقتحام الحجرة التي احتجز فيها المأمور وضباطه، وقتل الجنديين الإسرائيليين المكلفين بحراستهم وخرج جميع الأفراد المحتجزين من الباب الخلفى للقسم.. وعندما اطمأن أفراد المقاومة على خروجهم سالمين، اندفعوا لاقتحام المبنى والقضاء على أفراد العدو بعد استخدام كل الأسلحة المتاحة حتى السلاح الأبيض.


ويعتبر هذا اليوم ٢٤ أكتوبر هو عيد السويس، لما قام به رجالها من تضحيات ومقاومة وانتصارات.
الجريدة الرسمية