صبرا القاسمي الجهادي المنشق في حوار لـ"فيتو": الإخوان يخططون لإنشاء الجيش المصري الحر ونشر الفوضى في البلاد
- التنظيم الدولي للجماعة "مدبر" العمليات الإرهابية في مصر
- لا تصالح مع "المحظورة".. والسيسي الأنسب لرئاسة مصر
- ما يحدث في سيناء من إرهاب يفتقد للوطنية والحفاظ على الأوطان أهم من الدين
- "حماس" شريك للإخوان فيما يحدث من إرهاب في مصر
- "الإخوان" لا يمتون للإسلام بصلة ويعانون ازدواج المعايير
رغم أنه عرف طريق السجون قبل أن يكمل عامه الثامن عشر لانتمائه للجماعات الجهادية، إلا أنه اكتشف بعد سنوات عديدة خطأ هذه الجماعات، التي تميل إلى المغالاة في الدين، وارتكاب جرائم العنف تحت مسمى "الجهاد في سبيل الله"، والمواقف الأخيرة لجماعة الإخوان تؤكد تسترهم وراء الدين وتسخيره لخدمة أهدافهم السياسية والاستمرار في السلطة رغم فشلهم في قيادة البلاد، وقيامهم بالتحريض ضد الجيش المصري لتفكيكه لخدمة مخططات خارجية، بهذا يقول الشيخ صبرا القاسمي – القيادي بجماعة الجهاد السابق، مؤسس "جبهة الوسطية" و"تأييد السيسي رئيسا"- في حواره لـــــ "فيتو" مفجرا المفاجآت...
**ما الهدف من تكوين "جبهة الوسطية"؟
*عرفت سكة السجون قبل أن أكمل عامي الثامن عشر؛ بسبب اعتناق أفكار التيارات الدينية المختلفة، وبعد وصول الإخوان للسلطة ومحاولتهم استخدام وتسخير كل شيء باسم الدين لخدمة أهداف الجماعة، فقد بدأت بالمراجعات مستعينا برجال الأزهر الشريف، والسعي لتوصيل هذا الفكر الصحيح للإخوة الجهاديين، وعرضت على العديد منهم إقامة الجبهة الوطنية لمواجهة الفكر المتطرف والمنحرف ومواجهة الحجة بالحجة، وشجعنا الشيخ ياسر سعد، وأعلنا عن الجبهة في 21 يوليو 2013 وقد لاقت الفكرة ترحيبا كبيرا من الأحزاب والنخب السياسية ورجال الأزهر، وعقدنا المؤتمر الثاني في 2 أغسطس 2013، وقررنا الذهاب للعريش لمواجهة من يرتكبون جرائم العنف ضد الشعب والجيش، وكان لا بد من اقتحام أماكن التكفيريين في سيناء والعريش لطرح فكرة الوسطية.
**ما الدافع وراء انشقاقك عن الجهاديين؟
*نحن جميعا نعمل ما نراه صحيحا، وهنا نطرح سؤالا: لماذا يقبل الإخوان أو التيارات الموالية لهم على قتال الشعب المصري؟، ولماذا يشارك الإخوان أعداء مصر في تنفيذ مخططهم للقضاء على الشعب وجيشه الوطني وقتل الضباط والجنود في العريش، وتفجير المنشآت الحكومية والعسكرية في العريش ورفح؟، ولماذا أنتم - يا إسلاميين - الذين تنفذون الأجندات التي تخدم أمريكا وإسرائيل ضد مصالح وطننا؟ واكتشفنا - على يد رجال الأزهر- العديد من أخطاء هذا الفكر الجهادي، فكان لا بد من التراجع والانشقاق.
**ما حقيقة دعمكم لترشيح الفريق أول السيسي رئيسا؟
*لأن الشعب المصري طالب السيسي بالترشح للرئاسة، ونحن جزء من هذا الشعب، ونؤيد السيسي لرئاسة الجمهورية، وأرى أن السيسي هو القوي الأمين، ورجل متدين، وتمكن خلال فترة وجيزة أن يتربع على قلوب المصريين، لدرجة أنه لا يوجد عاقل إلا ويطالب السيسي بالترشح للرئاسة.
**ما تفسيرك لما يحدث في سيناء من أعمال إرهابية؟
*سيناء أرض مصرية حصلنا عليها بعد انتصار أكتوبر العظيم، وما يحدث بها الآن من أعمال إرهابية تفتقد للوطنية من تفجيرات لمواقع تابعة للجيش والأمن وقتل الجنود ومهاجمة الأكمنة في مشاهد لا إنسانية، وتهديد المجرى الملاحي لقناة السويس، كل هذه الجرائم تضع مصر في مواجهة دولية؛ لارتباط مصالح دول العالم بالقناة، وهذا يعني أن هؤلاء يحاربون الشعب المصري، وأقول لهؤلاء: إن الحفاظ على الأوطان أهم من الدين، وبدون مصر لن يكون هناك إقامة للدين أو الأمة العربية؛ لأن مصر قلب الأمة العربية، وكل ما يحدث من جرائم مرتبط بشكل وثيق بجماعة الإخوان، خاصة أن سيناء بها العديد من الجماعات مثل "القاعدة" و"أنصار بيت المقدس" و"أنصار الشريعة" و"السلفية الجهادية" و"التوحيد والجهاد" و"التكفيريون"، وأخطرهم عناصر القاعدة المتواجدون في سيناء منذ 25 يناير2011، وجاءوا من السودان وليبيا والعراق، وهدفهم الأساسي جر مصر لمستنقع سوريا من خلال إشعال حرب أهلية وتفرقة الشعب المصري وتفكيك جيشه بالمواجهة مع الجيش، خاصة بعد أن ظهرت حملة منظمة للنيل من سمعة الجيش المصري عن طريق إطلاق الشائعات لتكرار ما حدث مع الشرطة في 25 يناير.
**من وراء هذه التفجيرات ومن يمولها؟
*هذه الجماعات لديها أهداف محددة لا علاقة لها بالدين من قريب أو بعيد، وهم ينفذون أجندات خارجية، ويتلقون تمويلا خارجيا لتنفيذ سيناريو وضعته أمريكا وإسرائيل منذ عامي 2004 ،2005، ونجحت في تنفيذه في سوريا والعراق، ويهدف المخطط لتفتيت الشعوب بحروب أهلية، وأن يقاتل الشعب بعضه بعضا، ونجح المخطط في بعض الدول، ولكن في مصر نجح الفريق أول السيسي بمساندة الشعب المصري يوم 30-6 في إجهاض هذا المخطط، ومن أهم مكاسب هذه الثورة الشعبية ارتفاع الروح الوطنية والانتماء لمصر.
**هل تتوقع استمرار التفجيرات خلال الأيام القادمة؟
*قبل حدوث الانفجارات الأخيرة حذرنا منها، وتحديدا في شهر يوليو؛ نتيجة معلومات توصلنا إليها، وكانت التفجيرات أمرا متوقعا؛ لأنها "رقصة الذبيح"، والإخوان أصبحوا المتهم الرئيسي وراء ما يحدث في مصر الآن، خاصة بعد تحركاتهم في الخارج وأخيرا في الأردن، وقيام بعض عناصر الإخوان بالتشجيع على العنف والإرهاب، وللأسف الإخوان جروا معهم التيار الإسلامي للمواجهة مع الشعب والجيش، وأحداث العنف والقتل سوف تستمر لفترة حتى يتمكن الجيش من القضاء على هذه البؤر الإرهابية، خاصة أن هذه العناصر من الدول المجاورة، وخاصة "حماس" الفلسطينية التي تقوم بإدخال عناصر الإرهاب إلى مصر، وهي شريك للإخوان فيما يحدث في مصر.
**الجهاديون المنشقون قاموا بإعداد مراجعات فكرية للرد على التكفيريين، كيف تم ذلك؟
*كانت لدينا مجموعة من التكفيريين، وقد وفقنا الله لإعادتهم إلى الطريق الصحيح، بعد ظهور كتاب "النجاة من الفتنة"، والمشكلة كيف يتجرأ هؤلاء الذين يدعون الإسلام ويتكلمون باسم الدين بتفجير سيارة تنقل جنودا مصريين، أو يحدثون انفجارا في كنيسة وقتل طفلة بريئة مثل مريم، فهؤلاء لا ينتمون للإسلام بصلة، فقد أساءوا للإسلام وصورته السمحة، ولا يمكن أن نقبل قيام مسيحي متطرف أو يهودي متطرف بتفجير مسجد، وبالتالي ظهر الاتجاه مؤخرا لضرب الكنائس كمحاولة لإشعال الفتنة من خلال عمل جبان لا يمت للإسلام بصلة.
**كيف ترى مظاهرات الإخوان وتعطيل مصالح المواطنين؟
*مظاهرات أو مسيرات جماعة الإخوان لا تمثل الإسلام، الذي لا يشجع على تعطيل مصالح الناس، وهذا الكلام قاله الإخوان عندما كانت المظاهرات تندلع ضدهم، فلماذا يفعلون الآن ما كانوا يعترضون عليه؟، فهذه ازدواجية في المعايير، والمظاهرات التي يقومون بها تزيد من كراهية الشعب لهم وتزيد الاحتقان ضد الإخوان.
**ما فرص المصالحة الآن في ظل الأصوات المنادية بذلك من التيارات الإسلامية؟
*الكلام عن المصالحة أصبح لا مكان له في ظل الجرائم التي يرتكبها الإخوان وأنصارهم والمؤيدون لهم، فهم لا يسمعون إلا صوتهم، وعليهم لم شمل الفصائل الإسلامية أولا ثم يعرضون التصالح على الشعب، وتقديم الاعتذار له؛ لأنه من غير المعقول أن نقبل التصالح مع من يشجع على قتل المصريين، والأفضل للجماعة أن تدين الإرهاب والعنف أولا ووقف التشجيع على العنف والإرهاب، والشعب يرفض التصالح معهم الآن في ظل إصرارهم على التظاهرات وتعطيل مصالح المواطنين.
**كيف ترى إصرار "جبهة التحالف الوطني لدعم الشرعية" في التحريض ضد مصر والإصرار على عودة مرسي؟
*الشرعية لا تحتاج لتحالف أو غيره؛ لأن الشرعية تحددها إرادة الشعب، فضلا عن أن الشرعية في الأزهر الشريف، وفي 30-6 كانت شرعية جديدة، وهي شرعية الشعب المصري، عكس ما ينادي به الإخوان، وإذا كان التحالف يضم بضعة آلاف، فمصر بها 90 مليون إنسان.
**ماذا عن تآمر التنظيم الدولي للإخوان على مصر وتحريض الغرب ضدها؟
*التنظيم الدولي لا يعنيه مصر أو المصريين، بل يعنيه بالدرجة الأولى مصالح التنظيم من خلال الحصول على كل المكاسب من المواطنين البسطاء لمصلحة التنظيم الدولي، والإخوان لا يرون غضاضة في التفريط في جزء من مصر أو في قوت المواطن البسيط لتحقيق مصلحة الجماعة وإقامة حلم إحياء الخلافة.
** شهدت الفترة الأخيرة محاولات إخوانية لتكوين ما يسمى بالجيش المصري الحر على غرار سوريا، فما صحة ذلك؟
*هذا صحيح، فهناك محاولات إخوانية لزرع البذرة الأساسية للجيش المصري الحر، وقد ظهر ذلك في تصريحات "القرضاوي" عندما طلب من المجاهدين التوجه للجهاد في مصر، وكذلك في بعض أقوال "وجدي غنيم" التي وجهها ضد الجيش المصري، وبعض المصادر تحدثت عن لقاءات عقدت بين جماعة الإخوان وعناصر من القاعدة بالأردن تحت إشراف القيادي إبراهيم منير، وتم الاتفاق على أن ترسل القاعدة مزيدا من المقاتلين إلى مصر لتهديد السلم والأمن الداخلي، والقيام بعدد من العمليات التفجيرية ضد القوات المسلحة وضد الشعب المصري، وهناك العديد من العمليات القادمة ستحدث، فنحن الآن أمام مشكلة لا يستوعبها التيار الإسلامي، وهي أن مصر مهددة من الجماعات الإسلامية؛ لأن لديهم وطنا بديلا، ولكن لا بديل لنا عن مصر كوطن، لذا نحن نساعد الفريق أول السيسي، وننادي بترشحه للرئاسة، ونشاركه المبادرة في إقناع القبائل بتسليم الأسلحة للقوات المسلحة للتصدي للإرهاب، ونقوم حاليا بزيارات إلى سيناء وعقد مؤتمرات لإقناع التيارات التي تمارس الغلو الديني والعنف للتراجع والاحتكام لصحيح الدين، كجزء من رد الجميل لمصر، خاصة أن الأزهر الشريف يشارك في هذه الزيارات التوعوية.
