رئيس التحرير
عصام كامل

«أمريكا على حافة الهاوية».. انهيار اقتصادي وغضب دولي ضد أنشطة التجسس.. فرنسا تستنكر وميركل تهدد.. أوباما خصص 652 مليون دولار في 2011 للاختراق الأمني.. إسبانيا تتخوف من مراقبة مواطنيها

بورصه امريكا - صورة
بورصه امريكا - صورة ارشيفية

«العجل لما يقع تكثر سكاكينه».. مثل شعبي يرى فيه كثيرون مثالا حيا على ما وصل إليه حال الولايات المتحدة الأمريكية وتخلي الجميع عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

«أوباما» وجد نفسه محاصرًا برفض الكونجرس رفع سقف الدين أو اعتماد ميزانية للبلاد، ما أدى لشلل تام هناك، كما تصاعدت حدة تنديد الصحف بقطعه المساعدات العسكرية «المزيفة» عن مصر، وأخيرًا ثارت نوبة غضب عارمة ضد واشنطن بعدما تردد عن تصنتها على العديد من قادة دول العالم وتجاهل كثير من الدول للأفعال الاستفزازية التي تجريها وكالة الأمن القومي الأمريكية، وذلك بناء على معلومات قيل إن مصدرها هو موظف الأمن الأمريكي الهارب إدوارد سنودن.

ونقلت وكالة فرانس برس الإخبارية على موقعها الإلكتروني استنكار صحيفة لوموند الفرنسية لتجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على فرنسا، موضحة أن المستقبل وحده ربما هو من يكشف يوما عن السبب الذي جعل فرنسا تلتزم الصمت حيال برامج التجسس الأمريكية في العالم مقارنة بما فعلته ألمانيا والبرازيل.

وكشفت الوكالة عن أن المصالح الفرنسية كانت دائما عرضة لعمليات اختراق أمريكية، كما أن فرنسا ليست وحدها هدفا لوكالة الأمن القومي الأمريكية لأن الأخيرة كانت تتجسس كذلك على مناطق النزاع في العالم مشيرة لروسيا والصين وألمانيا وبريطانيا، مضيفة أن الوضع في بريطانيا مختلف، حيث إن الحكومة البريطانية هي من رخص لوكالة الأمن القومي الأمريكية بالتجسس على البريطانيين.

وأوضحت «لوموند» أن الولايات المتحدة خصصت في 2011 ميزانية قيمتها 652 مليون دولار لتوفير برامج التجسس، وشملت العملية عشرات الملايين من الأجهزة، في ذلك العام وتبين وثيقة مؤرخة في 2010 أن معلومات سرقت من أجهزة حاسوب لسفارات أجنبية سمحت لواشنطن بمعرفة مواقف أعضاء في مجلس الأمن من العقوبات على إيران قبل الإعلان عنها.

وفي نفس السياق، قالت صحيفة إلباييس الإسبانية إن الاستخبارات الإسبانية لديها شكوك كبيرة في أن وكالة الأمن القومي الأمريكية راقبت ملايين الرسائل النصية والرسائل الإلكترونية والمكالمات الهاتفية القادمة من إسبانيا أو المتوجهة إليها، بغرض جمع معلومات عن مواطنين إسبان.

في الوقت نفسه، قالت شبكة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أجرت اتصالا هاتفيا بالرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد تلقيها معلومات تشير إلى أن الولايات المتحدة ربما تجسست على هاتفها المحمول، وقال متحدث باسم المستشارة الألمانية إنها ترى مثل هذه الممارسات غير مقبولة بالمرة.

كما دعت ميركل المسئولين الأمريكيين إلى إيضاح حجم نشاطاتهم للتصنت في ألمانيا، بينما قال البيت الأبيض إن الرئيس أوباما أبلغ المستشارة الألمانية بأن الولايات المتحدة لم تكن تتجسس على اتصالاتها. وأشار جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض، إلى أن الولايات المتحدة لا تراقب ولن تراقب اتصالات المستشارة الألمانية.

يذكر أن وثائق سرية أمريكية قد نُشرت مؤخرًا توضح أن وكالة الأمن القومي الأمريكية كانت تتجسس على زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج، والملاكم محمد على كلاي خلال ذروة الاحتجاجات على الحرب الفيتنامية وتظهر الوثائق أن الوكالة تعقبت صحفيين من جريدتي نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وعضوين في مجلس الشيوخ.

وقال الباحثان ماثيو إيد، ووليام بر، اللذان نشرا الوثائق الأخيرة إن الانتهاكات التي مارستها الوكالة بالتجسس خلال فترة الحرب الفيتنامية فاقت أي برنامج تنصت حالي وكتب الباحثان أنه ليس هناك دليل حتى الآن على أن ما كشف عنه مؤخرا يضاهي ما كان يحدث خلال الحرب الفيتنامية، حينما كان البيت الأبيض يراقب مناوئه سياسيا.
الجريدة الرسمية