رئيس التحرير
عصام كامل

ننشر خريطة الحركات القبطية في مصر.. "كتيبة الطيبية" البذرة الأولى.. "أقباط من أجل مصر أول القافزين خارج أسوار الكنيسة.. ولادة 20 حركة بعد ثورة يناير.. حالة تناحر تشهدها الساحة القبطية الآن

مظاهرة أقباط -صورة
مظاهرة أقباط -صورة أرشيفية

لم تكن التكتلات أو الحركات القبطية أمرا مستحدثا أو فكرة وليدة ثورة 25 يناير لتأخذ الأقباط بعيدًا عن أسوار الكنيسة بعد أن ظلوا لعقود طويلة داخل شرنقة الكنيسة باعتبارها بيت الصلاة واللسان المتكلم بحقوقهم، بل تعالت أصوات الأقباط داخل أسوار الكنيسة خلال الأزمات المتكررة ومن بينها أزمة "وفاء قسطنطين" زوجة أحد كهنة البحيرة.


وتظاهر وقتها الأقباط داخل أسوار الكاتدرائية عام 2004 مطالبين بعودتها، وكانت تلك التظاهرات هي البذرة الأولى لتدشين أول الكيانات القبطية وهي " جريدة الكتيبة الطيبية " التي يقودها القمص متياس نصر منذ عودته من إسبانيا وتتبع الجريدة سياسة الجهاد الأعنفي، وتعمل على تفعيل الحراك السياسي بين الأقباط بشكل يراه البعض طائفيا.

و اقتصر توزيعها على الكنائس فقط، إلى أن التقى " متياس نصر " بـ " الجزيري " وسعوا في تدشين كيان قبطي سياسي تحت مسمي " أقباط من أجل مصر " وكانت أولى دعواتهم ‘‘إضراب الأقباط العام‘‘ وذلك في سبتمبر 2009 للمطالبة بقانون موحد لدور العبادة وإلغاء جلسات الصلح العرفي، وأثارت تلك الخطوة جدلًا واسعا بين كافة الأوساط حيث هوجمت من المفكر الإسلامي ناجح إبراهيم، عطفًا عن تبرؤ الكنيسة من هذا الكيان على لسان الأنبا مرقس بكنيسة شبرا الخيمة.

وأقاموا وقتها احتفالية صلاة بكنيسة العذراء بعزبة النخل، وارتدى فيها الحضور ثيابا سوداء كنوع من الحداد، وجمعوا قرابة عشرة آلاف توقيع على مطالبهم وهي إصدار قانون العبادة وإلغاء الصلح العرفي.

وسار الأقباط في حراكهم في الشارع حيث تظاهر مئات الأقباط بميدان التحرير في شهر فبراير 2010 للمرة الأولى لهم وجاء ذلك بدعوة " حركة أقباط من أجل مصر" عقب أحداث نجع حمادي ليلة عيد الميلاد والتي أسفرت عن استشهاد 7 من شباب الأقباط أمام مطرانية نجع حمادي.

وفي أعقاب تفجيرات كنيسة القديسين ليلة رأس السنة عام 2011، والتي استشهد فيها الكثيرون، خرج الأقباط للشارع المصري حيث نظمت الحركة القبطية الوحيدة آنذاك " أقباط من أجل مصر " مسيرات ظلت أسبوعا كاملا تجوب شوارع شبرا كما قام العديد من الأقباط بالتظاهر في عزبة النخل وغيرها من الأماكن.

وبعدها انشق عن الحركة مجموعة من الشباب ليكونوا حركة جديدة باسم " جبهة الشباب القبطي "، ومن ثم جاءت ثورة 25 يناير التي كانت بمثابة انطلاقة جديدة للمصريين ومنهم المسيحيون.

ولم يمر على الثورة الكثير حتى اختتمت بخطاب تنحي الرئيس الأسبق " مبارك " حتي تعرضت كنيسة الشهيدين بأطفيح إلى اعتدء متشددين وقاموا بحرقها وهدمها، وخرج الأقباط أمام مبنى ماسبيرو منددين بتلك الواقعة وشارك فيها الآلاف، وكانت بادرة جديدة لاختلاق كيانات قبطية جمعت عددا من النشطاء الأقباط الذين طفوا على السطح.

وكان أول تلك الكيانات القبطية وليدة ثورة يناير " اتحاد شباب ماسبيرو " وأثناء تدشين الاتحاد في 19 مارس 2011 تقدم الناشط " شريف رمزي" أحد القادة باستقالته اعتراضًا على وجود" مايكل منير" كعضو بالاتحاد، وقام بتدشين حركة جديدة باسم حركة شباب ماسبيرو التي تغير اسمها فيما بعد لـ " أقباط بلا قيود ".

وتوالت تظاهرات الأقباط بالشارع بالتزامن مع كل اعتداء على منشأة كنسية أو حادث طائفي، حيث احتجوا أمام مبنى ماسبيرو بعد الاعتداء على كنيسة العذراء بإمبابة، وغيرها وصولًا لكنيسة الماريناب التي حدث خلالها مذبحة ماسبيرو.

وفي ظل الحراك السياسي الذي يعيشه الأقباط،شهد العديد من الخلافات أيضًا بين النشطاء وبعضهم، إلى جانب أسباب كثيرة دفعت الناشط " فادي يوسف " أحد القيادات الإعلامية و17 عضوا من لجان متنوعة إلى تقديم استقالتهم من اتحاد شباب ماسبيرو في يونيو 2011، وكانت أبرز أسباب الاستقالة انتشار الفساد الأخلاقي دون تحقيق، إلى جانب انفرادية اتخاذ القرارات المصيرية، وعللوا استقالاتهم نظرا لاتخاذ الاتحاد موقفًا عدائيًا ضد الكنيسة والبابا الراحل شنودة الثالث.

وجاءت تلك الاستقالة بعد التطاولات والتجاوزات التي قام بها عدد من أعضاء الاتحاد أثناء اجتماع بالمبنى الملحق بكنيسة الفجالة، وكان ذلك بحضور عدد من الشخصيات العامة، وقام بعدها " يوسف " بتدشين ائتلاف أقباط مصر.

كما تسببت تلك الكيانات في إحراج الكنيسة أمام الدولة، وذلك بعدما قام عدد من أعضاء ماسبيرو بالهتاف ضد المجلس العسكري خلال صلاة عيد الميلاد والذي شارك فيه عدد من قيادات المجلس العسكري، عقب أحداث ماسبيرو، إلى جانب اتهام عدد من النشطاء للبابا نظرا لقبوله حضور قيادات العسكري صلاة العيد بالكاتدرائية، ووصل الحد إلى اتهامهم للكنيسة أنها لا تراعي مشاعر شعبها.

و بمرور الوقت شهد اتحاد شباب ماسبيرو وليد ثورة يناير العديد من الانشقاقات وظهرت بعدها العديد من الحركات القبطية التي تجاوز عددها "العشرين" حركة عقب ثورة يناير، ومنها " اتحاد شباب ماسبيرو، أقباط بلا قيود، حركة دم الشهيد، واتحاد أسر شهداء ماسبيرو وغيرها ".

وعن حالة التناحر التي تشهدها الساحة القبطية الآن بين تلك الحركات، في ظل اتهامات عديدة وجهها اتحاد أسر شهداء ماسبيرو لـ لاتحاد شباب ماسبيرو بأنه يستخدم الشهداء في جمع التبرعات والتحدث باسم أسر الشهداء، وكان ذلك هو الدافع لتدشين كيان يتحدث باسم أسر الشهداء.
الجريدة الرسمية