رئيس التحرير
عصام كامل

من أبطال حرب أكتوبر


«العميد» فؤاد عزيز غالى

قائد الفرقة ١٨ مشاة من الجيش الثانى الميدانى.. محرر مدينة القنطرة شرق.. كانت العسكرية هوايته.. أمضى طفله الأصغر شريف «١٢ سنة» آنذاك إجازته الصيفية مع والده على الجبهة حتى أول أكتوبر.. كان يدرب ابنه على كل أنواع الأسلحة آملًا أن يراه مقاتلًا.. كان الطفل يقول لوالده «إمتى بقى تنزل علم إسرائيل؟» وبعد أن تحقق الانتصار وفى أول اتصال تليفونى للأب مع أسرته صاح شريف: عملتها يابابا.. برافو عليك.. كانت هذه التحية أول وسام يحصل عليه قائد معركة القنطرة وتوالت هذه الأوسمة المعنوية والمادية بعد ذلك على صدور جميع القادة والأبطال.


للقنطرة شرق أهمية سياسية خاصة وكانت معركة تحريرها شديدة للغاية فأرض القتال تتوسطها مبان طينية وهذا عائق قتالى، كما أن موقع الهجوم المصرى في الضفة الغربية أرض زراعية منخفضة وموقع العدو مرتفع في الشرق، كما أن موقع الهجوم المصرى في المعركة «سبخ» لا تصلح للسير أو التحرك العسكري، وكانت تحصينات العدو في خط بارليف من أقوى تحصيناته ولذا رأى القائد المصرى أن يهاجم هذه التحصينات في معظم نقاطها
- من الأمام وليس من الخلف - أما التحصينات البعيدة فقد هاجمها من الخلف والأجناب - كما بنى خطته على مواجهة سريعة جدًا بكل القوة الضاربة دفعة واحدة مع محاصرة المدينة بنفس السرعة والقوة.. واستمرت المعارك طوال الليل، وكانت الدبابات المصرية قد عبرت على معديات لا كبارى، واشتدت هجمات العدو المضادة ونجح في استعادة الموقع الحصين شمال "البلاح" لكن في الساعة السادسة من الصباح استعادت قواتنا الموقع تمامًا.

أثناء المعركة حاول قائد الجيش الثانى اللواء سعد مأمون الاتصال بالعميد فؤاد عزيز لكن دون جدوى ودار في مخيلة القائد ما درار.. وعند منتصف الليل اتصل العميد غالى بقائد الجيش الذي عاتبه وانبه على عدم الاتصال ورد غالى إن من عادتى عندما أواجه موقفًا حرجًا لا أثقل على قائدى حتى أنتهى من الموقف على أحسن حال.. رد سعد مأمون: هذا خطأ لا تفعل هذا مرة أخرى.. هذه آخر مرة.. ويرد غالى حاضر يا فندم.. وفى صباح اليوم التالى يتصل فؤاد عزيز باللواء سعد مأمون.. إننى في مأزق لواء مدرع يهاجمنى أرجو الحماية بالطيران والمدفعية.. جاء رد مأمون ما سمعتش حاجة.. ح أقفل الخط وأرد عليك بعد ساعة.. زى ما عملت.
فؤاد غالى: ضاحكًا.. لا أنا في عرضك.
سعد مأمون: هل عرفت أن معنى عدم ردك على لمدة ساعة؟
فؤاد غالى: عرفت.. لن تحدث مرة أخرى.. أرجوك اطلب الحماية بسرعة.
سعد مأمون: حرمت.
فؤاد غالى: تبت.
وضحك قائد الجيش وقائد الفرقة وتم على الفور اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف تقدم اللواء المدرع الإسرائيلى.
الجريدة الرسمية