رئيس التحرير
عصام كامل

جيش «العار» الإسرائيلي.. «الفياجرا» للترفيه عن الجنود.. والمجندات العاريات يقدن جيش الاحتلال.. انتشار الشذوذ بين القوات.. مئات الإصابات بـ«الإيدز».. تزايد معدلات الانتحار

الجيش الإسرائيلي
الجيش الإسرائيلي - صورة أرشيفية

يزعم الإسرائيليون أن جيشهم أعظم جيوش العالم كاعتقاد اليهود الصهاينة بفكرة "شعب الله المختار".. فالجيش الإسرائيلي بالنسبة لهم أرقى الجيوش وشعب الكيان الصهيوني أطهر شعب مهما حدث.. لكن المعلومات والدراسات تشير إلى أن هذا الجيش يزخر بكم من المساوئ التي تجعل منه "عارا" لأي دولة، كونه يضم بين صفوفه مجندات عاريات، مقويات جنسية، تحرش، وترتفع نسبة الانتحار بين جنوده..

الترفيه بـ«الفياجرا»

وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن قيادة جيش الاحتلال عقدت صفقة مؤخرًا للتزود بكميات الحبوب المنشطة "الفياجرا"، وجاء ذلك في تقرير تحت عنوان "لماذا تحتاج المنظومة الأمنية الإسرائيلية لــ 1200 قرص فياجرا "؛ نظرًا لكثرة معاناة الجنود من المشاكل الجنسية؛ بسبب التهديد الواقع عليهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الحبوب يتم توزيعها كترفيه على الجنود المتزوجين أما باقيهم فيحصلون على منحة بدلًا منها، وأن وزارة الدفاع الإسرائيلية رفضت التعليق على هذا الموضوع باعتباره قضية خاصة.

وأرجع المتخصصون أسباب توزيع هذه الحبوب داخل الجيش بأن المواطن الإسرائيلي يصاب بصدمة عندما ينتقل من الحياة المدنية إلى الحياة العسكرية مما يؤثر على نفسيته، ومن ثم العجز عن ممارسة الغرائز الطبيعية، فتحاول قيادات الجيش تعويض الجنود تجنبًا لوقوعهم في الاكتئاب والذي يتسبب في زيادة حالات الانتحار المشكلة التي يعجز عن مواجهتها جيش الاحتلال.

تحرش جنسي

وفي سياق آخر تظهر حالات تحرش داخل جيش الاحتلال ولكنها ليست وسط الجنود، فإنها من قادة الجيش الصهيوني، فهناك ضابط برتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي لا يزال في رتبته حتى الآن رغم تقديم شكوى ضده بممارسة تحرشات جنسية ضد ضابطة تعمل معه.

وأوضحت صحيفة "هآرتس" أنه يعمل قائدًا لقاعدة إرشاد تتبع قسم التكنولوجيا والإمداد اللوجستي بجيش الاحتلال قام بإرسال رسائل تحتوي على ألفاظ خادشة للحياء في ساعة متأخرة للضابطة فيما ذكرت مصادر بالجيش أن الضابطة رفضت نقل الشكوى إلى "الشرطة العسكرية" ليبقى التحقيق لدى عناصر القيادة الداخلية.

فيما ذكرت مصادر مقربة من مستشارة من مستشاري رئيس الأركان الإسرائيلي للشئون العسكرية أن هناك تقارير تؤكد أنه خلال عام 2012 ارتفع عدد ملفات التحقيق بقضايا الاغتصاب والتحرش الجنسي بجيش الاحتلال. مضيفة: إنه تم فتح ما يقارب 46 ملف تحقيق مقابل 31 ملفا في عام 2011.

في السياق نفسه قدمت النيابة العسكرية بإسرائيل لائحة اتهام ضد طبيب مدني في الجيش الإسرائيلي واتهمته بالاغتصاب والتحرش الجنسي تجاه ستة مجندات أثناء فحصهم في وحدة عسكرية، وذكر موقع "واللا خدشوت" الإسرائيلي أن التحرش كان أثناء فحص الطبيب لهم بإدعاء أنه جزء من الكشف، مضيفًا: إن التحقيق في هذا الأمر بدأ عندما توجه الكثير بالشكاوى ضد هذا الطبيب.

بالإضافة إلى الانحلال الذي يتفشى داخل الجيش الإسرائيلي، الجيش الذي يتكون من مختلف الانتماءات؛ حيث إنه نسخة مصغرة من المجتمع الإسرائيلي الذي يتكون من أجزاء شعوب تختلف انتماءاتهم وعاداتهم وسلوكياتهم، الشيء الذي أحدث صدعًا وانقسامًا داخل المجتمع الهش الذي يعج بالانقسامات التي من شأنها القضاء على هذا المجتمع في وقت قصير لولا الحروب الخارجية التي توحد من صفوفهم.

وتفشت العديد من المشاكل داخل هذا المجتمع؛ نتيجة لتعدد ثقافاتهم فكانت ظاهرة المجندات اللاتي تصورن بدون ملابس داخل وحداتهن العسكرية إرباكًا لقيادات الجيش الإسرائيلي، الذين برروا الحادث بأنهن مستجدات ولا يعرفن قواعد العسكرية، ولكن لم تكن هذه الظاهرة مرة واحدة ولكنها ظهرت عدة مرات مما يثبت عكس كلام القادة ويعكس بوضوح أخلاقيات المجتمع الإسرائيلي.

ظهر مؤخرًا عدة صور عارية لأربعة مجندات تابعات لجيش الاحتلال الإسرائيلي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" داخل وحدتهم العسكرية حاملات الأسلحة الميري وبعدها بأيام بث موقع "ماكو" الإسرائيلي مقطع فيديو يظهرن فيه عاريات داخل عنبر وحدتهن العسكرية. مضيفًا: إن قادة جيش الاحتلال يحارب هذه الظاهرة؛ لأن إحدى المجندات قالت أثناء تصوير الفيديو: إنها ستقوم برفع هذا الفيديو على "فيس بوك" مما يؤكد إدراكهن بما يفعلن، وأن ذلك عن تعمد وذلك ما يؤدي إلى القلق.

كما ذكرت "القناة السابعة الإسرائيلية" أن قيادات الجيش الإسرائيلي أصدرت عقوبات ضد المجندات، مضيفًا: إن الجيش أصدر بيانًا يوضح فيه أن هذه الصور لا تليق بشكل الجنود الإسرائيليين، وفي السياق نفسه قال موقع "واللا خدشوت": إن قائد الوحدة العسكرية التي يخدم فيها المجندات قرر عدم تقديمهن لمحاكمة عسكرية ليكتفي فقط بعقوبات تأديبية فيما كشف مصدر عسكري للموقع أن قادة جيش الاحتلال لا يعرفون كيفية التعامل مع هذه الحالة بحزم أم يتعاملون معهم كمعاملة الأطفال كونهم مستجدات.

وعلق المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي على صور الأربع مجندات اللاتي ظهرن قائلًا: "إن هذه الصور تتنافى مع القيم والسلوكيات التي يتبعها الجيش الإسرائيلي، وأوضح أن الصور تم التقاطها في أيام تجنيدهم الأولى"، وبعد جاءت صورة أخرى لتؤكد إصرارهم لتأكيد عكس ما يقوله المتحدث؛ حيث ظهرت صورة أخرى لمجندة إسرائيلية عارية ومعها مجند إسرائيلي لتستمر الظاهرة في الانتشار دون أن يستطيع جيش الاحتلال منعها.

وجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى؛ حيث انتشرت من قبل صورة لمجندات إسرائيليات عاريات في "فيس بوك"، ويرتدون فقط خوذة وسترة واقية وكان هذا في يناير 2012.

فيما كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية عن وجود ما يقارب 500 شكوى تحرشات واعتداءات جنسية داخل الجيش الإسرائيلي في عام 2012، مضيفة: إن الاعتداء والتحرش لا يقتصر على الرجال، فهناك حالات تكون المجندات هن المبادرات فيها ويوجد حالات كثيرة مشابهة لم تشملها المعطيات؛ بسبب عدم تقديم شكاوى وتم التستر عليها.

وفي هذا الشأن قال "أحمد عبد السلام" - باحث في الشئون الإسرائيلية لـ"فيتو" -: إن هناك الكثير من الجنود الإسرائيليين الشواذ جنسيا يحتلون مرتبة كبيرة في الجيش، مؤكدًا وجود الكثير من الحبوب المنشطة ووسائل منع الحمل والكثير من الأدوية والمخدرات المنتشرة، مشيرًا إلى أن كل هذا تنشره وسائل الإعلام الإسرائيلية بشكل موسع ويومي معلقًا "وشهد شاهد من أهلها".

وأكد عبد السلام أن الجيش الإسرائيلي جيش فاسد يدخل الحروب فقط بالآلات وليس بالدروع البشرية، وكأنما يمسك بيديه جهاز تحكم عن بعد واصفُا إياه بالملهى الليلي وليس جهازا أو مؤسسة عسكرية، مؤكدًا على أنه مع مرور الوقت يتهاوى جيش الاحتلال الإسرائيلي وينحدر بالفعل.

وأضاف: "سمعنا عن الجيش الأكثر تماسكًا ورأينا مدى تفككه داخليا إثر وصول إشكالية الحريديم المتدينيين والعلمانيين إلى قلب الجيش نفسه وحيرة الجندي الإسرائيلي بين ولائه للقائد وولائه للحاخام اليهودي، الذي يصدر فتواه في الجيش ويبيح محظورات تتنافى مع روح القانون العسكري.. كما سمعنا عن فتاوى الأحبار اليهود داخل الجيش يبيحون بقتل الأطفال غير اليهود والنساء والرجال والعواجيز وسمعنا تحليلهم لمضاجعة النساء العربية وقت الحرب سمعنا أنه الجيش الأكثر أخلاقا في العالم ورأينا بأم أعيننا فتيات من فترة إلى أخرى يتصورن متجردات من الملابس وبشكل فاضح".

انتحار الجنود

تنتشر ظاهرة الانتحار في جيش الاحتلال الإسرائيلي وفي الوقت نفسه يحاول قيادات جيش الاحتلال الإسرائيلي عدم إظهار هذا الأمر خوفًا من أن يكون له رد فعل أو تداعيات سيئة داخل هذا الجيش، وفي هذا السياق ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن عضو الكنيست "دوف حنين" انتقد بشدة عدم اهتمام جيش الاحتلال الإسرائيلي ووزارة الدفاع الإسرائيلية بشأن ظاهرة الانتحار بالجيش وعدم شفافيتهم علمًا بأن هناك مصادر خارجية أعطت تقاريرها بانتحار 124 جنديا إسرائيليا منذ عام 2007 وحتى 2012؛ حيث كان 63% منهم من السكان الأصليين و37% من المهاجرين.

وأضافت الصحيفة: إن حالات الانتحار كانت لـ123 جنديا يخدمون في الجيش أما الأخير كان يخدم في جهاز الشرطة خدمة إلزامية، مضيفة: إن أكبر عدد من المنتحرين كان في عام 2010؛ حيث 27 حالة انتحار، أما الأقل فكان عام 2012؛ حيث شهد فقط 14 حالة انتحار، مشيرة إلى أن الأغلبية العظمى من الجنود المنتحرين كانوا في الخدمة الإلزامية، وأن 40% منهم أنهوا حياتهم في السن ما بين 21 و28 وفقط خمسة منهم انتحروا بعد تأدية الخدمة العسكرية ثلاثة سنوات.

وأشارت الصحيفة إلى أن 60% منهم انتحروا داخل وحداتهم العسكرية و40% خارجها، مضيفة إن الطريقة الشائعة بينهم للانتحار هي إطلاق النار عن طريق سلاحهم العسكري؛ حيث إن 103 منهم انتحر عن طريق إطلاق النار على نفسه.

وأشار محمد بسيوني - الباحث في الشئون الإسرائيلية - إلى حادث انتحار رئيس قسم الأخبار في الجيش الإسرائيلي "عادي تلمور" بعدما عرف بإصابته بالسرطان، وذلك في إحدى مستشفيات سويسرا.

وأكد بسيوني أن التقرير الذي تناولته صحيفة معاريف الإسرائيلية ليس صحيحًا، مشيرًا إلى أن أعداد المنتحرين داخل الجيش يفوق كل هذه الأرقام المذكورة؛ حيث قدر النسبة السنوية لانتحار جنود جيش الاحتلال من 300 إلى 500 حالة انتحار سنوية، ولكن باختلاف الوسائل سواء قتل أنفسهم بالسلاح الشخصي أو عن طريق إغراق أنفسهم أو بالشنق، مؤكدا كذلك تفشي مرض فقدان المناعة المكتسبة (الأيدز) وتفشي الكحول والسموم والاكتئاب المرضي والاعتداءات الجنسية.
الجريدة الرسمية