رئيس التحرير
عصام كامل

«البشير يترنح».. «الجارديان»: الغضب السودانى يتعدى الحدود الطبقية.. والتظاهرات انتقلت إلى الأحياء الراقية.. أعداد ضحايا احتجاجات الخرطوم فى تزايد مستمر.. والأزمة الاقتصادية تعصف با

مظاهرات السودان -
مظاهرات السودان - صورة ارشيفية
18 حجم الخط

في مقال للرأي بصحيفة الجارديان البريطانية، لوحت الكاتبة نسرين مالك، للمظاهرات الموجودة بدولة السودان موضحة أن الكثير لم يكن يتوقع وصول الربيع العربي لهناك حيث إنها على هامش الدول العربية فليس من المحتمل أن تتأثر بها وترسخت هذه الآراء وخاصة بعد فشل محاولتين للإطاحة بالحكومة السودانية منذ بداية الثورات العربية حيث كان الإقبال على التظاهرات قليل جدا وكان المواطنون يسخرون من المتظاهرين لأنهم من الطبقة الوسطي والتي يعتبرونها معزولة عن أرض الواقع.


وفي غضون الأسبوع الماضي، كانت التظاهرات الثالثة بالسودان وبالرغم من قلة أعداد المتظاهرين كالعادة ولكن هناك سمتان بارزتان بهما، الأولي أن موجة الغضب تعدت كل الحدود الطبقية وخيبات الأمل كما أن أعداد المحتجين الذين أطلقت عليهم قوات الأمن النيران غير مسبوقة في التاريخ السوداني.

بدأت التظاهرات هذه المرة على غرار المرات الأخرى في المناطق الفقيرة من العاصمة الخرطوم وبعض الأماكن الأخرى، كما أنها كانت متفرقة وغير منسقة حيث أدت الضغوط الاقتصادية والمالية لأن يخرج هؤلاء الفقراء للشوارع للتعبير عن غضبهم، وفي البداية اتفق أغنياء الخرطوم مع الحكومة في أن هؤلاء المتظاهرين ما هم إلا مخربون ولصوص، كما كانت هناك التي برهنت على هذه الاتهامات لهم وبعدها قامت الحكومة بقطع الإنترنت عن البلاد حيث وقع الشعب فيما يسمي بالتعتيم الإعلامي، ولكن الأمر تغير بعد عودة النترنت وانتشار صور الضحايا والمصابين على تويتر وفيس بوك.

وتشير الكاتبة إلى أن أعداد ضحايا الاحتجاجات في تزايد مستمر، حيث قدرت نقابة الأطباء السودانية خسائر يوم الإثنين فقط بـ 210 أشخاص، مؤكدة أن شعور المواطنين بعد رؤية الجثث المصطفة في المشرحة وشهدت دفنها لا يمكن الاستهانة بها، كما أنها ستصبح نقطة تحول في تاريخ السودان.

وعلي الرغم من كون الخرطوم هي عاصمة السودان الذي يعاني من الحرب الأهلية والصراعات العرقية إلا أنها بعيدة نسبيا عن مشاهد الصراعات وسفك الدماء، ولذلك الإنكار هو أول الطريق المؤدية للغضب بالإضافة لليأس الاقتصادي والذي أدي إلى بداية تبديد اللامبالاة السياسية الجماعية التي هيمنت على أهل السودان لفترات طويلة.

وأخيرا تؤكد الكاتبة أن انفصال جنوب السودان وأخذه معظم الثروة البترولية معه انحدر الازدهار السوداني بشكل كبير ولم يهتم البشير بذلك، وأصبحت الحكومة السودانية شبه مفلسة خزائنها فارغة يحكمها كبار السن الذين يعانون من الشيخوخة - كما تصفهم الكاتبة- إلى جانب انتشار الفساد، كل هذا أدي إلى شعور المواطنين أن المجلس العسكري الذي يدير البلاد يجب أن يذهب خارجها لأنه يترنح على حافة هوية وسيأخذ البلاد معه. 
الجريدة الرسمية