المؤرخون يرفضون تهجم "النفيس" على مؤسس الدولة الأيوبية.. فؤاد: "صلاح الدين" عزل الفاطميين على طريقة السيسى.. وأعاد مصر إلى المذهب السنى..الدسوقى: هجوم القطب الشيعى على "الأيوبى" سببه عقائدى
انتقد الدكتور أيمن فؤاد أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، كتاب القطب الشيعى المعروف الدكتور أحمد راسم النفيس، «المصريون.. والتشيع الممنوع»، والذي أفرد صفحاته للهجوم على القائد الإسلامى صلاح الدين الأيوبى، واصفا حديثه بالمبتور والخارج عن السياق.
وقال فؤاد، إن صلاح الدين قائد إسلامى عظيم يكتب عنه منذ 700 عام، وبالتالي فنحن لسنا في حاجة لكتاب النفيس كى نتعرف على صلاح الدين، منوها إلى أن شخصة صلاح الدين الأيوبي تتشابه كثيرا مع شخصية السيسي وما يحدث اليوم، حيث استنجد الخليفة الشيعي الفاطمي في مصر بحاكم الشام السني نور الدين زنكي، وهو ما فتح الباب لقدوم صلاح الدين إلى مصر، وعمله وزيرا للدولة الفاطمية، وقتاله الصليبيين تحت رايتها سنين عديدة، دون اعتبار للخلاف المذهبي بين الطرفين.
وأضاف أن صلاح الدين قام بانقلاب سلمى في مصر أطاح بالدولة الفاطمية، ومن بعدها اختفى الشيعة عن الأنظار وتواروا بشعائرهم عن عيون العامة، إلى أن ظهر الصفويون في إيران وحولوا أهل إيران للمذهب الإثنى عشر، وهو المذهب المستمر في إيران حتى الآن والذي ينتمى له الخميني.
وأشار إلى أن سبب كره النفيس لصلاح الدين يعود لكونه أنهى الخلافة الفاطمية التي استمرت 262 سنة، وعاد بمصر لمجموع الدول السنية التي تدعو للخليفة العباسى في بغداد، مؤكدا أنه ليس مجهول النسب فأبوه من مساعدى حاكم الشام نور الدين زنكي، وكتب عديدة ذكرت نسبه مثل كتاب النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية" لابن شداد.
وأكد أن صلاح الدين وضع نهاية للمذهب الشيعي في مصر، وجعل المصريين يظهرون مذهبهم السنى، وهو المذهب الأشعرى، الذي يسير عليه الأزهر حتى اليوم، وباعتبار أن الأزهر مرجعية العالم في الإسلام فهو بالتالي السبب في نشر هذا المذهب في العالم كله.
وأضاف أن صلاح الدين كان سنيا عميق الاقتناع بمذهبه، بل كان متحيزا للمذهب الشافعي الذي يدين به على حساب المذاهب السنية الأخرى، بالإضافة إلى حرصه الشديد على الارتباط بالخلافة العباسية في بغداد التي هي رمز الوحدة الإسلامية رغم ضعفها ووهنها، بينما كان الفاطميون في مصر متعصبين لمذهبهم الشيعي، وهو أبعد ما يكون عن مذهب جمهور المسلمين، كما كانوا شديدي المنافسة لسلطة الخلافة في بغداد، في وقت تحتاج الأمة فيه إلى التكاتف في وجه أمواج التتار العاتية القادمة من الشرق، وصولات الصليبيين المدمرة في الشمال والغرب.
يوافقه الرأى الدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، مؤكدا أن سبب العداء بين القطب الشيعي الدكتور أحمد راسم النفيس وشخصية صلاح الدين الأيوبي عقائدى، لكون الأيوبي رجلا سنيا قضى على العصر الفاطمي، وعاد بمصر للمذهب السنى.
