رئيس التحرير
عصام كامل

في الذكرى العشرين لرحيل بليغ حمدي.. بشير عياد يروي أسرار الموسيقار الراحل.. "المنفلت الاستثنائي" لم يستطع العيش مع الروتين.. كان الابن المدلل لعالم طبيعة ومطربة.. ارتقى في الموهبة ودرس الحقوق

الملحن الرائع بليغ
الملحن الرائع بليغ حمدى
18 حجم الخط

في الذكرى العشرين لرحيل الملحن الرائع بليغ حمدي، روى الناقد والكاتب الصحفى بشير عياد الكثير من الأسرار المتعلقة بحياة "المنفلت الاستثنائي بليغ حمدى" كما يحب أن يطلق عليه الناقد بشير عياد.

قال عياد إن الملحن الراحل بليغ حمدى كان إبنا لأسرة علمية، فولده كان واحدا من العلماء المصنفين في علوم الطبيعة، وحصل على جائزة الدولة عن أحد أبحاثه العلمية، وتربى بليغ في بيت يحوى أمهات الكتب والمراجع العلمية، ويضم أيضا إمهات الأسطوانات الموسيقية والفنية، لأن والده العالم كان منفتحا على الفن والثقافة بشكل رائع.

كان والده يعشق المطربة منيرة المهدية، إضافة إلى أن والدة بليغ حمدى كانت تمتلك موهبة غنائية رائعة، وتردد أن صوتها كان ساحرا، أيضا شقيقه مرسي سعد الدين كانت لديه ميول فنية.

وأكد عياد أن بليغ حمدي كان الطفل المدلل لهذه الأسرة، وأنه في سن الثامنة طلب من والده أن يشترى له عودا، رحب الوالد العالم المثقف بطلب ابنه، وزاد عليه بأن أحضر له معلما ليعلمه الموسيقى، وتخيل طفلا في الثامنة من عمره يتعلم العود على يد معلم يجيد كتابة النوتة، ويجيد توزيع الألحان.

وأضاف عياد أنه مع تقدم بليغ حمدى في السن ارتقى في الموهبة، وبدأ يكون مجموعات من زملائه في الإعدادية ثم في المدرسة الثانوية، وكانوا يغنون في أفراح الجيران والأقارب، بعد هذه المرحلة دخل بليغ المعهد الفنى للموسيقى العربية إلا أنه لم ينتظم في الدراسة، لعادة سيئة كانت فيه وهو شاب أنه كان يخلف المواعيد ولا يلتزم بها، وهى العادة التي كانت تخشاها أم كلثوم، وبسبب هذا فصل من المعهد، والتحق بكلية الحقوق.

واستمر يمارس نشاطه الفنى في أثناء دراسته للحقوق، وفى تلك الفترة كانت الكليات الجامعية تقيم حفلات فنية أسبوعية، وكان بليغ حمدى أحد نجوم هذه الحفلات، ومع هذا استمر بليغ حمدى على عادته في عدم الالتزام بالحضور والغياب أثناء دراسته، ولذلك لم يكمل دراسته في الحقوق.

أوضح عياد أن الفن فقط كان كل حياة بليغ حمدى، فكان ينام عندما يغلبه النوم، أثناء استمتاعه بالألحان الموسيقية، إضافة إلى أنه كان شاعرا جيدا يكتب أشعارا جيدة، وهناك عدد كبير من الشعراء كتبت أسماؤهم على الأغانى، رغم أن الأغانى في الأساس لبليغ حمدى.

وقال عياد وهؤلاء الشعراء لا يمكننى التصريح بأسمائهم لأنهم أصبحوا حاليا في ذمة الله، ولكنى أعلم الأغانى وأسماء الشعراء الذين وضع بليغ أسماءهم عليها كنوع من المجاملة أو الكرم.

وأضاف عياد كان بليغ حمدى "المنفلت الاستثنائى" لا يستطيع التعايش مع الروتين، ولذلك لم يستطع التأقلم مع المدرسة أو المعهد، أو الجامعة، فهو موهوب لا يستطيع الحياة بعيدا عن بحر الفن.

وفى الخمسينات وهو في العشرين من عمره، لأنه كان من مواليد 1934، وهذا وفقا لأقرب الاحتمالات لتاريخ مولده، لأن هناك ثلاثة روايات لتاريخ مولد بليغ حمدى، أقربها صوابا الرواية التي تقول إنه ولد في 17 أكتوبر 1934، لأن هناك رواية تقول إنه ولد في 1931، والبعض الآخر يذهب إلى أنه ولد عام 1932، ولبعض يذهب إلى أنه ولد عام 1930، ولا أظن أنه ولد في 30 أو 31، واعتقد أن ميلاده كان عام 32 أو 34.

في تلك الفترة بدأت تتشكل فرقة ساعة لقلبك، فبدأ بليغ يتقرب من عبد المنعم مدبولى وفؤاد المهندس، وفايدة كامل، وثريا حلمى، وفى تلك الفترة كان بليغ يكتب بعض الاسكتشات الفنية ويلحنها، ويدندن بها أو يغنيها أثناء الفواصل بين فقرات هذا البرنامج التاريخى، وأحيانا كانت تغنيها فايدة كامل أو ثريا حلمى أو إحدى مطربات الفرقة، وفى تلك الفترة أيضا انضم إليه أحد أهم توأم عمره وهو الشاعر عبد الوهاب محمد ومن هنا بدأ الاثنان يشكلان فرقة مهمة جدا ظهرت قيمتها فيما بعد.
الجريدة الرسمية