رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عبد الرحمن الأبنودي يتحدث لــ "فيتو" في الذكرى العشرين لرحيل ملك الموسيقى: بليغ حمدي كان نائمًا عندما قتلت سميرة مليان

فيتو

  • "شيء من الخوف".. تجربتي الأهم مع بليغ
  • بليغ كان يأتيه الخاطر الموسيقي مع خاطر كلامى وكتب معظم ما قام بتلحينه
  • الشجاعي عرفني على "بليغ" وقضينا خمسة أعوام في تجديد الفلكلور الشعبي
  • "بليغ" أكثر الفنانين والموسيقيين اشتعالا والطويل كان "بيه"

في ذكرى وفاته دائما يشعر عشاق العبقري بليغ حمدي والعاملون بالوسط الفنى وتحديدا الغنائى بفراغ شديد، فالرجل لم يترك بداخلنا مشاعر إلا وزينها بموسيقاه بداية من الفلكلور وتجديد الأداء الشعبي حتي الرومانسية الخالصة وعشق الوطن، عشرون عاما مضت على رحيل "بليغ" ولازال حاضرا في أذهاننا جميعا أما الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي فاستقبل كل هذه الأعوام التي مرت على رحيل بليغ حمدي بضحكة هادئة طالبا له الرحمة والمغفرة من رب العالمين.

وفى حواره لـ "فيتو" تطرقنا لأول لقاء جمعه وبليغ حمدي وتفاصيل العمل الأول بينهما انتهاء بمحنته التي مر بها وأجبرته على العيش في باريس.. حيث قاسى بليغ من الغربة ونكران بعض الأصدقاء والأحباء له وكان لهذه الأسباب أن تفاقم مرضه بسرعة ورحل تاركا لنا "رسائل الغربة" آخر ما لحن وكتب قبل رحيله.

بداية.. صف لنا أول لقاء جمعك بـ بليغ حمدي؟

- يااااااه "بليغ" ده حاجة مهمة في الدنيا دي، من المعروف أنني لم أذهب إلى أي فنان، دائما الفنانون هم الذين يبحثون عني إلا في حالة محمد رشدي الذي أصيب في حادث وذهبت إليه إلى جانب أنني كنت أعشق صوته، أما بليغ حمدي فكنت جالسا إلى جوار الرجل الفنان العظيم محمد حسن الشجاعي الذي كان مديرا للموسيقي والغناء أيام أن كانت الإذاعة المصرية إذاعة والذي تدين له إلاذاعة المصرية بالكثير من الأفضال أهمهما كل تلك الأغنيات التي تسمي بـ مختارات الإذاعة وهي الورشة التي صنعتنا جميعا أي - جيلنا- وفجأة دخل إنسان قصير مكور وأمسك بورقة، قال له "الشجاعي" - ما تسلم- فـ تردد لحظة ثم قال له "الشجاعي" -ده الأبنودي- فإذا بـ بليغ حمدي ينتفض ويقفز ويأخذني في أحضانه ثم ننزل من منزل "الشجاعي" لمدة خمس سنوات لانفترق، أبدعنا خلالها ما لم يمكن إحصاؤه للفنان محمد رشدي مثل "عدوية، بيتنا الصغير، آه ياليل ياقمر، بلديات، وسع للنور"، ثم قمنا بعمل عدة أغنيات للمطربة شادية مثل "آه يا اسمراني، العنب، زفة البرتقان، الشابة حتة سكرة"، وبعدها كانت مرحلة "عمك محمد قنديل" وأتذكر أكثر الأعمال روعة كتبتها ولحنها بليغ اسمها "شباكيني على النيل عنيك".



وهكذا صبغنا المرحلة بهذا اللون الذي تعرف أنت أن عبدالحليم حافظ بسببه توقف وأصر أن ينتقل من طريقته الرومانسية المعتادة لنكتب له أنا وبليغ "أنا كل ما أقول التوبة".

- كيف ترى علاقتك ببليغ حمدي داخل إطار العمل؟

علاقتي بـ بليغ تمثل ابتداعا لمدرسة جديدة في الفن الشعبي مختلفة تماما بدأت بمحمد رشدي ومحمد قنديل إلى جانب نجاة وغيرهما وربما جاءت تجربتنا الأصفي والأهم مع فيلم "شيء من الخوف" الذي مازال حتي الآن تجربة فريدة في الغناء والموسيقي والكورال والتعليق الغنائي ولم تتكرر على الرغم من محاولة تكرارها في العديد من الأفلام والمسلسلات.

- ماذا عن تفاصيل العمل الأول بينك وبين بليغ حمدي؟

كنت في زيارة للملحن العبقري عم عبدالعظيم عبدالحق بعد أن لحن لمحمد رشدي أول عمل مشترك لنا أغنية "وهيبة"، وهناك تعرفت على "بنية بــــ "ضفاير" كانت تعمل لدي عم عبدالعظيم عبدالحق، وكانت سمراء ذات وجه ريفي يذكرني بصبايا قريتي "أبنود" وسألتها اسمك إيه؟! قالت "عدوية"، أعجبت بالاسم كثيرا وقررت أن أكتب لها أغنية وبالفعل كتبت "عدوية" وأرسلتها لـ عم عبدالعظيم عبدالحق إلا إنه اعتذر عن تلحينها بعد أن أعجب بكلماتها وأصر على تلحينها، وطلب من محمد رشدي أن يدفع لى 15 جنيها ثمنا لها.

- كيف كانت علاقة بليغ حمدي ببقية الملحنين في هذا الوقت؟

كان "بليغ" أكثر الفنانين والموسيقين اشتعالا لأن محمد الموجي كان هادئا ورمانسيا وناعما وكمال الطويل كان "بيه" لاتخرج الألحان منه إلا بعد تردد طويل جدا ضيع علينا الكثير من إبداعاته التي كان يجب أن يتركها لنا ومع ذلك فالثلاثة كانوا فنانين عظماء ولكن "بليغ" كان هو الشاب المشاغب دائما والفنان الذي لا يتخيل أن يمر يوم دون أن يضع له علامة جديدة على سبورة الغناء المصري والعربي حتي تزعمها لفترات كثيرة.

- لم كان الانفصال بينكما بعد هذه التجربة؟

ذهبت إلى الاعتقال ستة أشهر وحين عدت كنا على أبواب حرب1967 وصنعت أغنيات كثيرة في هذه الفترة مع كمال الطويل مثل "ابنك يقولك يابطل، أحلف بـ سماها" وحين حدثت النكسة كان لا يوجد إلا بليغ حمدي وكنت أخاف أن يقتله الحزن على مصر وماحدث لنا ولعلك حين تستمع إلى أغنيتي "المسيح، وعدي النهار" اللتين لحنهما "بليغ" تحس بهذا الشجن العميق الذي كان يحسه ثم حدثت إشكاليات بيننا لننفصل فترة طويلة جدا ولم ألتق "بليغ" بعدها إلا حين عاد من رحلة باريس بعد المفارقة الرهيبة التي أدت به إلى الحكم مما جعله يغيب طوال هذا الزمن خارج الوطن وهي فترة شقي فيها تماما وحين عاد كنت أول من طرق بابه ولم يصدق أنني الذي أقف على الباب وهكذا بدأنا رحلة جديدة في وقت تخلي عنه الجميع وكان هذا الموضوع يحزنه ويشقيه ويبكيه فكان يأتي إلى منزلي كل يوم في المهندسين في الحادية عشرة صباحا لنعيد التجربة من جديد ببعض الأغنيات لـ محمد رشدي مثل "شباكك عالى" وألبوم كامل لـ سمية القيصر قبل أن تحتجب وتعتزل الفن.. وذهب رحمه الله وكانت آخر مكالمة هاتفية بيننا في الليلة التي سبقت رحيله.

- أثناء رحلة باريس كتب "بليغ" عدة أغنيات وأداها بصوته.. هل كانت هي التجربة الأولى أم سبقتها تجارب أخرى في الكتابة؟

بليغ كان يأتيه الخاطر الموسيقي مع خاطر كلامى، بمعني أنه كان مؤلفا لمعظم أغانيه وكثيرا من الأغنيات التي تحمل أسماء آخرين هي في الحقيقة من تأليف بليغ حمدي، وحين عاد من الغربة ورأي كيف تنكر له كل من كان صاحب فضل عليهم أصر على كتابتها باسمه مستعيرا لقب "ابن النيل" وهكذا صنع أغنيات لـ نجاة وميادة الحناوي في هذه الفترة.

- ماهي شهادتك حول قضية مقتل المطربة المغربية سميرة مليان في منزل بليغ حمدي والتي ترك الوطن على أثرها أكثر من خمسة أعوام؟

بليغ أكبر بكثير من هذا الكلام، وكان بيته بيتا لجميع أصدقائه وإذا أتي ميعاد نومه يترك لنا منزله ويذهب لينام وهذه الحادثة تمت أثناء نومه.




Advertisements
الجريدة الرسمية