رئيس التحرير
عصام كامل

جريمة مرسي الكبرى


إذا كان البعض ينظر إلى التهم الموجهة إلى الرئيس المعزول محمد مرسي ومنها التخابر مع دولة أجنبية والتحريض على العنف وقتل المتظاهرين أمام الاتحادية على أنها أقصى ما يمكن أن يوجه إليه من تهم فهذا خطأ كبير.

فهذه التهم تتوارى خجلا أمام جريمته الكبرى والتى عمل على تنفيذها مع أول يوم له فى الحكم، قاصدا متعمدا مبيتا النية مستعينا بكل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة وهى تضليل قطاع كبير من الشعب المصري من البسطاء الذين انخدعوا من المظاهر والصلاة أمام الكاميرات وادعاء الزهد والتقوى والبعد عما يغضب الله بالقول دون العمل واستعان فى خطته بتنظيم يمتلك قدرة كبير على قلب الحقائق والحق إلى باطل وتصوير الفساد على أنه غاية رب العباد، وأن رئيسهم يقضي ليله فى الدعاء ومتابعة أحوال الرعية وأداء الفجر حاضرا، وأنه حتما سينصر الله عبده المؤمن (فهل شهدتم رئيسا مؤمنا خذله الله).

فالله سبحانه وتعالى لم يخذل الخلفاء الراشدين هكذا صور الإخوان للبسطاء أن مرسى من الخلفاء الراشدين ولكن اسمه سقط سهوا وللأسف الشديد صدق البعض هذا أن المعزول كان يحكم بكتاب الله وسنة رسوله وأن العلمانين الكفرة (الذين لا يعترفون برئيس) يأبون أن يحقق النجاح ويرفضون أن يشرب المصريون لبنا وعسلا مصفى على يد الرئيس المؤمن ويتربصون به وبجماعته وينتظرون عودة النظام السابق بفارغ الصبر.

كنت أتصور واهما أن حديث الإفك الذى ردده الرئيس المعزول لم يتجاوز حدود جماعته وأبواب حزب الحرية والعدالة وشلة المنتعفين التى حققت الملايين خلال عام واحد من دم الشعب المصرى فالأرباح لم تكن تعرف سوى جنسية أعضاء مكتب الإرشاد.

ولكننى للأسف الشديد كنت واهما فقد انتشر مرض مرسى فى قطاع كبير من البسطاء الذين ينخدعون بالمظاهر فقد شاهدت هذا خلال تواجدى بقريتى بمحافظة البحيرة، خلال حوارى مع مجموعة من الشباب الذين استسلموا للأكاذيب فلا المريض منهم وجد مكانا لعلاجه فى جنة مرسى المزعومة ولا العاطل وجد فرصة عمل فى دولة مكتب الإرشاد.

لم أكن أتخيل أن يكون صفوت حجازى مفتى الدم ومحمد البلتاجى قائد الفتنة وعصام العريان (صحاف الجماعة) يتخذهم البعض أمثالا عليا يسيرون على نهجهم ويكفرون كل من يرفض استمرار المعزول ونهاية دولة الجماعة حفظوا الكلمات التى كانت تردد من على منصتى رابعة والنهضة دون مرورها على العقل.

لم أكن أتخيل أن يصبح محمد مرسى بطلا قوميا فى نظرهم وأنه أعاد القدس وأصلح الاقتصاد وارتقى بالتعليم وأدخل الإسلام قصر الاتحادية على أسنة رماح أعضاء الجماعة وأن كل من يكذب هذا خارج عن ملة الإسلام هكذا قالوا، أنتم يا معشر الليبرالين والعلمانين لا تريدون لدين الله أن يتمكن فى مصر.

لم أكن أتخيل أن تنجح آلة الإخوان خلال عام واحد، أن تجعل جزءا من أهل الريف البسطاء أصحاب العقول الراجحة أن تستبدل كلمات المودة والسماحة والبساطة ورفض العنف والالتزام برأى الجماعة (من المؤكد لا أقصد جماعة الإخوان ) بكلمات الكفر والعنف والقتل والسلاح والانقسام وإشعال النيران فقد تعودنا فى الريف أن الانتماءات السياسية من الصعب أن تخترق جدران الأسرة الواحدة ولكن للأسف فعلها مرسى بجدارة بل أرى أن هذا إنجازه الوحيد.

فقد نخر سوس مرسى فى عظام نسيج المجتمع ولابد من استئصاله كالمرض الخبيث لو كانت كوادر الجماعة تملك الحجة والدليل على نزاهتهم وقتل المعارضين وتعذيبهم لما ارتدوا ملابس النساء واستخدام سيارات الإسعاف وصبغ الشعر وحلق اللحية والهروب من يد العدالة لو كان مرشدهم يمتلك القدرة على إظهار الحق لما هرب من المواجهة ولو كان صفوت حجازى يمتلك الجرأة على التمسك بموقفه وآرائه لما تنصل من مرسى وقال، إنه لم يكن ضد عزل المعزول وأنه كان معارضا له هذه عينة من بضاعتكم الرديئة التى تتمسكون بها إن كنتم تريدون الخسارة تمسكوا بها وسيروا على نهجهم ولكنكم لن تحصدوا سوى الحقد والكره والغل شكرا أيها المعزول فقد جنيت ما زرعته.
Essamrady77@yahoo.com
الجريدة الرسمية