رئيس التحرير
عصام كامل

100عام من الفشل


هل المصريون فشلة إلى الحد الذي لا يدركون معه أن هناك مستقبلا يجب التعاطي والاستعداد له بالعمل وليس بالشعارات؟ وهل أدمن المصريون الحديث عن الماضي فقط ولا يعرفون سوي التقليب فى صفحات الماضي القديمة؟ وهل كتب على المصريين أن يفكروا بالقطعة بعيدا عن الخطط طويلة الأجل؟

الواقع يؤكد أن المصريين كذلك وأنهم لا ينظرون سوي تحت أقدامهم، ونحن لدينا متعة خاصة فى الاستغراق فى الماضي ولا نعرف كيف نطوي صفحته، فمنذ قيام ثورة يوليو 1952 ونحن ندمن هذا الأسلوب ونتعامل معه على أنه أسلوب حياة، وأن الاستغراق فى الماضي هو بوابة عبورنا إلى المستقبل ويرسخ كل نظام جديد هذا المبدأ لخدمة مصالحه وأغراضه وكشف سيئات النظام السابق.. هكذا فعل جمال عبد الناصر ومن بعده السادات ثم مبارك ورغم الأخطاء الكبيرة التى ارتكبت فى حق المصريين بقصد أو دون قصد على يد كل الأنظمة السابقة التى كان لديها حد أدنى من الفشل لا يمكن تجاوزه حفاظا على الدولة المصرية إلا عصابة محمد مرسي - فمن الصعب  أن نطلق عليه نظاما - تعمدت الفشل وشقت صف المصريين حتى تتفرغ لأجندتها الخاصة وهدم الدولة المصرية وتقزيمها ورغم قصر فترة حكم مرسي التى لم تتجاوز عاما إلا أنها كانت بمثابة مائة عام من الفشل لأنه كان حكما شيطانيا عمل على زرع الفتنة بين أبناء الوطن  الواحد وتقسيم المصريين إلى مسلم وكافر وهو مالم يفعله أى حاكم لمصر منذ عهد مينا وحتى ثورة 25 يناير.

ونحن اليوم أمام نظام جديد وإن كان مؤقتا إلا أنه يتمتع بمساندة شعبية كبيرة ومن حقه أن يتخذ ما يراه من قرارات تعيد انضباط الشارع وألا يكرر أخطاء المجلس العسكري فى الحكم الذي تعامل على أنه سلطة مؤقتة وترك الفرصة كاملة لضعاف النفوس والشياطين للتمكن من الوطن والجلوس على مائدة المفاوضات مع من لا يمثلون سوي أنفسهم على أنهم أوصياء على الشعب المصري.

المستشار عدلى منصور الرئيس المؤقت والفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة الذي أعاد الوطن من الاختطاف ولن ينسي له التاريخ ما فعله، يجب عليهما عدم تكرار أخطاء الانظمة السابقه ويتفرغ للتفكير فى الماضي ومطاردة النظام السابق والكشف عن أخطائه، فما فعله هذا النظام المجرم يدركه كل مصري.. علينا الآن أن نفكر بلغة المستقبل والعمل على إعادة هيبة الدولة المصرية داخليا وخارجيا وعدم ترك الفرصة للأقزام للتحدث باسم المصريين وأن يدرك الجميع أن مصر خلال فترة حكم المعزول كانت فى محنة لن تتكرر مرة أخرى.

الفريق السيسي مطالب بفرض هيبة الدولة حتى يعلم الجميع أن مصر من الممكن  أن تمرض ولكنها لن تموت أبدا.. علينا أن نتوقف عن الاستغراق فى الماضي ونفتح صفحة جديدة مع المستقبل وكل فرد عليه أن يدرك دوره فى إعادة الدولة المصرية مهما كانت انتماءاته السياسية كما ان استمرار الحديث عن النظام الأسبق والسابق لن يمنحنا سوي مزيد من الفشل والتراجع والانقسام.


essamrady77@yahoo.com
الجريدة الرسمية