رئيس التحرير
عصام كامل

بدء أعمال المؤتمر الـ16 لمؤسسة آل البيت الملكية الأردنية

العاهل الأردني الملك
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني

بدأت في عمان، اليوم "الاثنين"، أعمال المؤتمر السادس عشر لمؤسسة آل البيت الملكية الأردنية للفكر الإسلامي تحت عنوان "مشروع دولة إسلامية معاصرة قابلة للاستمرار ومستدامة" والذي يعقد تحت رعاية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

ويشارك في المؤتمر نحو مائة عالم من أعضاء المؤسسة يمثلون مؤسسات إسلامية من جميع المذاهب والمدارس والاتجاهات الفكرية الإسلامية من 33 دولة عربية وإسلامية وأجنبية يناقشون 34 بحثا علميا.

وقال الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري العاهل الأردني للشئون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي له في كلمته الافتتاحية لأعمال المؤتمر "إن موضوع الأكثرية والإجماع والفرق بينهما لو تم حل عقدته كان يمكن لنا كأمة أن نتجنب نصف المشاكل التي حدثت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، مشيرا إلى أن الإجماع هو قاعدة الركنين الأساسيين لأي نظام شرعي في الإسلام وهما "البيعة" و"الشورى".

وأضاف "في الغرب وفي الأنظمة الديمقراطية..الدولة تقوم وتنشأ بالإجماع ثم تتبدل الحكومات والحكم بالأغلبية"، وتابع الأمير غازي "نحن المسلمون منقسمون بين أنفسنا حتى لجأنا في بعض الدول إلى القمع..وأحيانا إلى العنف..وأحيانا إلى سفك الدماء..وأحيانا إلى الخَلْع.. وأحيانا إلى الخروج المسلح من دون الكفر البواح.. وأحيانا إلى الصراع المذهبي في الدين الواحد.. وكل هذا من غير أن يعرف أكثرنا الفرق بينهم إلى أن وصلنا إلى الفتنة العمياء الصماء".

وتساءل الأمير غازي: في الحكم الإسلامي هل الشريعة مصدر السلطات أو الشعب أو دستور ما أو الإجماع؟ وهل حقوق الإنسان في المفهوم الديمقراطي تتناسب مع حقوق الناس ومقاصد الشريعة في الإسلام ؟، مؤكدا على ضرورة أن يتعرض المشاركون في المؤتمر إلى أربع مسائل فكرية كبرى وهي: الدولية الحديثة، وتطابق الإسلام والديمقراطية، والحكم الملكي في الإسلام، والرأسمالية والاستهلاكية.

من جانبه، قال المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" الدكتور عبدالعزيز التويجري إن أمتنا أشد الحاجة اليوم إلى خطاب الحكمة والعقل وروح التسامح والفضل، والى سياسات البناء والعدل واحترام الكرامة الإنسانية التي هي من تعاليم الإسلام وهدي خير الأنام".

وأضاف التويجري إن موضوع المؤتمر على قدر كبير من الأهمية في هذه الظروف الخطيرة التي تحيط بالعالم الإسلامي والتي اختلط فيها الحابل بالنابل وتردت الأوضاع وتدهورت في أكثر من بلد الأمر الذي أصبح يشكل خطرا كبيرا على سلامة الأوطان وأمنها واستقرارها.

وأشار إلى أن الحكم الرشيد الذي يقوم على الشورى والعدل والمشاركة البناءة ويحفظ حقوق الإنسان ويصون كرامته هو المطلب الذي تتطلع إليه كل شعوب العالم الإسلامي وأن ما يجري اليوم في العديد من دول العالم الإسلامي من فتن وصراعات وحروب وسفك للدماء يثير الأسى والحزن في نفوس كل الغيورين على هذه الأمة والمخلصين لها، متسائلا: مالنا تركنا ساحات البناء والنماء والتقدم والتطور والتساكن والتسامح إلى ساحات الهدم والتدمير والعداوة والبغضاء؟

وقال إن مسئولية المخلصين من الحكام والعلماء والمثقفين اليوم وفي كل حين أن يبادروا إلى تدارك أحوال هذه الأمة والعمل بكل جد واخلاص لصرفها عن طريق العداوات والتدمير وجمع كلمتها المتفرقة وتوفير طاقاتها المهدرة وإنقاذها من التردي في مهاوي الفوضى الهدامة والفتن العمياء التي يريدها لها اعداؤها ويعملون على تحقيقها ويفرحون بها".

ويناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام عدة محاور تتناول مفاهيم الدولة والحكم والعقد الاجتماعي والمجتمع المدني وحقوق الناس في الفكر الإسلامي وفي الفكر الغربي والمقارنة والمقاربة فيما بينهما إلى جانب مناقشة مشروع دولة إسلامية حديثة قابلة للاستمرار ومستدامة.

ويهدف المؤتمر إلى توضيح الفكر الإسلامي وما يتضمنه من مباديء للحفاظ على حقوق الإنسان وحرياته في ظل دولة إسلامية قابلة للاستمرار.

يذكر أن مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي بالأردن تأسست عام 1980 باسم المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت) وتضم نحو 130 عضوا من كبار العلماء والمفكرين من أكثر من 40 دولة حول العالم ويرأس مجلس أمنائها المكون من سبعة أعضاء الأمير غازي بن محمد كبير المستشارين للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني للشئون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي له.

وتهدف المؤسسة إلى التعريف بالدين والفكر الإسلامي وتصحيح المفاهيم والأفكار غير السليمة عن الإسلام وإبراز تصور إسلامي معاصر لقيم المجتمع ومواجهة قضايا العصر ومشكلاته وتحدياته بمواقف وحلول علمية إسلامية من هدي الكتاب والسنة وإبراز نظرة الإسلام لآل البيت الأطهار وإنجازاتهم في التاريخ وفي بناء الحضارة الإسلامية والنهوض بالدراسات والبحوث الإسلامية في مختلف فروع المعرفة الإسلامية وتعميق الحوار وترسيخ التعاون بين علماء المذاهب الإسلامية لتحقيق أقصى مدى للتقريب بينهم.
الجريدة الرسمية